الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اليونان تناضل للخروج من نفق الركود خلال 2010

اليونان تناضل للخروج من نفق الركود خلال 2010
30 ديسمبر 2009 21:11
هدوء مخيف يمتد إلى أميال خارج ميناء بيريه حيث تصطف مئات من السفن العادية وسفن الشحن والسلع وناقلات النفط في انتظار دورها للدخول إلى الميناء. ولم تعد الحجوزات ضرورة في غالبية الفنادق على الجزر اليونانية. وحتى خلال الربيع الماضي، كان قطاع كبير من اليونانيين يعتقدون أنهم أبعد ما يكون عن أسوأ ركود يشهده العالم على مدى عقود من الزمان. لكن الدول الصغيرة، حسبما اتضح ليست مختلفة دائما عن بقية الدول الأخرى. وأمضى المسؤولون في اليونان -التي تمتعت بسنوات من النمو الاقتصادي منذ تبني اليورو عام 2001- وقتاً طويلاً من عام 2009 يعانون من آثار الأزمة المالية. وقال وزير المالية اليونانى جورج باباكونستانتينو “الوضع صعب، والركود أعمق مما كنا نظن وآلية جمع الضرائب تعاني من الفوضى”. وكان الاقتصاد المضطرب هو القضية الرئيسية عندما ذهب اليونانيون إلى صناديق الانتخاب في مطلع أكتوبر الماضي في انتخابات وضعت ورثة اكبر عائلتين سياسيتين في الحياة السياسية اليونانية في مواجهة كل منهما الأخرى وكانت المواجهة بين الزعيم الاشتراكي جورج باباندريو والمحافظ كوستاس كرامنليس. وكان ينظر إلى الاثنين باعتبارهما أساسيين في الإصلاحات التي تشتد الحاجة اليها في ثاني أفقر دولة في منطقة اليورو. وتأتي مشكلات اليونان عقب نهج استمر على مدى 35 عاما تناوب فيه الحزبان على الحكم ليجلبا معهما مشكلات طويلة الأجل مثل التهرب الضريبي والفساد والبيروقراطية . ومع تكثيف المفوضية الأوروبية لضغوطها على اليونان لحملها على اتخاذ إجراءات جريئة لتقليل العجز في الميزانية، أصر رئيس الوزراء المنتخب جورج باباندريو على أن إدارته ليست المسؤولة عن الوضع “المأساوي” لمالية البلاد. وكانت البطالة بين الشباب هي دائماً الأعلى في اليونان على مدي العقود القليلة الماضية، لكن المشكلة تزداد سوءاً تاركة الشباب يترنح تحت المعاناة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة. وتظهر أرقام البطالة الرسمية أن نحو 18% ممن هم في المجموعة العمرية (15 - 29 عاماً) هم من العاطلين، أي ضعف النسبة القومية للبطالة التي تبلغ 9 في المئة، الأمر الذي يترك قسماً كبيراً من الشباب وقد تحرروا من الوهم بشأن المستقبل. ووصف المعلقون في اليونان الجيل الجديد بجيل “العاملين من ذوي الـ 700 يورو شهريا”، حيث يضطر الكثيرون للقبول بوظائف أقل أجراً ولبعض الوقت دون عقد أو ضمان اجتماعي. وأدت هذه القضية الي جانب الاعتقاد الواسع بان اليونان يعوزها نظاماً يرتكز فيه التقدم على القدرة الفردية أو الإنجاز إلي إثارة أسوأ شغب تشهده اليونان على مدى عقود من الزمان بعد مقتل صبى على يد الشرطة قبل عام. ومنذ اطلاق الشرطة النار شن المتشددون من اليسار المتطرف والفوضويون موجة من اطلاق النار على الشرطة وهجمات بالقنابل أمام المباني الحكومية والبنوك في الغالب. وبعيداً عن الاقتصاد، فقد ازداد السخط الشعبي أيضاً عام 2009، بعد أن وصلت حرائق الغابات في ضواحي أثينا بعد الأداء الذي اتسم بالبطء لرجال الاطفاء في التعامل معها. ويزعم باباكونستانتينو أن مشروع ميزانية الحكومة لعام 2010 قد وضع اليونان بالفعل على الطريق الصحيح. ويهدف وزير المالية لخفض العجز لنحو 9 في المئة بخفض الإنفاق العام والقضاء على التهرب الضريبي. بيد انه اعترف بأن الأمر سيحتاج الي ما يتراوح ما بين 3 إلى اربع سنوات لخفض العجز الي ما دون 3%. ويتوقع أن تصل الديون العامة التي تقدر بـ 113,4% عام 2009 إلى 120 في المئة من الناتج القومي السنوي العام المقبل وهي أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد إيطاليا. وقال باباكونستانتينو “الدين العام هو قنبلة موقوتة تضرب في أسس الاقتصاد”. وتواجه الملاحة وهي عادة تتذبذب بين صعود وهبوط واحدة من أسوأ الأزمات على مدى عقود من الزمان. وتؤثر تداعيات الأزمة المالية أيضاً على السياحة حيث فضلت شعوب أوروبا الشمالية توفير الأموال والبقاء بعيداً عن الجزر اليونانية. ويحذر باباكونستانتينو قائلاً “دون العودة فوراً إلى معدلات نمو إيجابية عالية فإن الإنفاق العام اليوناني سيظل هشاً بسبب مستويات الدين المرتفعة”.
المصدر: أثينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©