تراجع سنوي مفاجئ للناتج الصناعي في منطقة اليورو

أظهرت بيانات من مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي يوروستات أمس تراجع الناتج الصناعي بمنطقة اليورو على أساس شهري، كما كان متوقعا في مارس، وانخفاضه بشكل مفاجئ عنه قبل عام بسبب انخفاض حاد في إنتاج الطاقة. وتراجع الناتج الصناعي في الثماني عشرة دولة التي تستخدم اليورو 0.3% مقارنة مع فبراير و0.1% على أساس سنوي. وتوقع محللون استطلعت رويترز آراءهم زيادة سنوية بنسبة واحد بالمئة. والتراجع السنوي هو الأول منذ أغسطس 2013 عندما هبط الناتج الصناعي للمنطقة 1.6% ويرجع بالأساس إلى انخفاض إنتاج الطاقة 11.9% مواصلا هبوطه للشهر الرابع على التوالي. وتراجع إنتاج الطاقة هو الأكبر على أساس سنوي منذ أبريل 2009. في مقابل ذلك ارتفع إنتاج السلع الرأسمالية 2.6% والسلع الوسيطة 2.2%. ويرجع النزول الشهري إلى انخفاض في الإنتاج على مستوى شتى القطاعات مع استقرار إنتاج السلع الاستهلاكية المعمرة مثل السيارات. ويتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم نمو اقتصاد منطقة اليورو 0.4% على أساس فصلي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام ارتفاعا من 0.3% في الفترة السابقة بفضل الصادرات وزيادة الطلب المحلي. وتأتى هذه البيانات قبل صدور البيانات المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول اليوم الخميس والتي من المتوقع أن تظهر استمرا حالة الركود أو الانتعاش في منطقة اليورو.     وأظهرت البيانات ارتفاع الناتج الصناعي بعد حساب المتغيرات الموسمية بنسبة 0?2% في فبراير الماضي، مما انعش الآمال لفترة قصيرة باقتراب انتعاش الاقتصاد. ويظهر التراجع الذي توقعه المحللون هشاشة انتعاش اقتصاد أوروبا من أزمة الديون، في الوقت الذي تعانى فيه العديد من الحكومات من الديون بحيث لا تستطيع تحمل تكلفة إجراءات التحفيز الاقتصادي. كما تراجع الناتج في شهري ديسمبر ويناير الماضيين، وارتفع بنسبة 0?2% في فبراير الماضي. وقالت المحللة الاقتصادية جيسكا هيندوس، “إنها أرقام مخيبة للآمال، في ضوء ضعف قطاع الصناعة في منطقة اليورو خلال شهري يناير وفبراير الماضيين”. ويشار إلى أن الناتج الصناعي أحد عناصر الناتج المحلي الإجمالي الذي يضم الإنتاج في قطاعات الخدمات والبناء وقطاعات أخرى. وقال مارتن فان فليت في بنك «أي ان جي» في ضوء تنامى قطاع الخدمات وقطاع البناء على خلفية الطقس الشتوي المعتدل في أجزاء من المنطقة «نتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو خلال الربع الأول بنسبة 0?4%”. وبالمقارنة بالعام الماضي تراجع الناتج الصناعى في منطقة اليورو، وتم تسجيل أعلى انخفاض شهرى في الناتج الصناعي في البرتغال، حيث تراجع الناتج بنسبة 4?8%». ومن جهة أخرى أظهرت أيرلندا، التي كانت إحدى الدول التي حصلت على حزمة إنقاذ دلالات على الانتعاش، حيث سجلت أعلى زيادة شهرية في مارس الماضي بلغت 5?6%. وبالنسبة للاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة، بلغت نسبة الانخفاض 0?2%.(بروكسل - رويترز - د ب أ)