رأى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أن ''قضية سلاح حزب الله لا تزال مركزية في الجدال السياسي في لبنان بشأن تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي هناك''·
وقال بان كي مون في تقريره نصف السنوي حول تطبيق القرار 1559 ''إن إدارة حزب الله لمنظومة سلاح وبنية تحتية منفصلة هي تحد أساسي لتوجهات الحكومة اللبنانية لبسط سيادة الدولة وسلطتها وتعرقل الحوار البناء حول القضايا السياسية والأمنية''· وكرر تأكيده أن نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية يجب أن يتم من خلال الحوار السياسي ''الذي يعبر عن مصالح اللبنانيين السياسية جميعاً، ويؤكد حصرية سلطة الحكومة اللبنانية السياسية والعسكرية''·
وحض اللبنانيين على مواصلة الحوار الوطني وتقوية سيادة لبنان واستقراره ووحدته واستقلاله السياسي ''مما يتطلب دعم دول جيران لنبان''· ورحب بجهود الرئيس اللبناني ميشال سليمان في الحوار، ودعا جميع الأطراف الى الانخراط فيه، كما أعرب عن قلقه من تواصل الاغتيالات السياسية في لبنان والتفجيرات التي تطال تحديداً الجيش اللبناني ''مما يؤكد ضرورة نزع سلاح المجموعات المسلحة''·
وأعاد الثناء على جهود اللجنة الوزارية للجامعة العربية التي تضم الى رئيس وزراء قطر والأمين العام للجامعة العربية وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين والجزائر وسواهم، وقال إن هذه الجهود تعزز المصالحة بين اللبنانيين بعد الاشتباكات الدموية في مايو الماضي، وأضاف أن غياب الثقة بين الأطراف اللبنانيين واستمرار الضغوط الأمنية على المؤسسة العسكرية قد يعيق التطبيق الكامل لاتفاق الدوحة، مما ''قد يؤدي الى التشنج ومزيد من عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة''·
وأشاد بان كي مون في تقريره بتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، وقال إنه يتطلع نحو فتح السفارتين في بيروت ودمشق لأول مرة منذ استقلال البلدين عن استعمار فرنسا عام ،1943 وأشار إلى ''أهمية هذه التطورات من أجل إنجاز ترسيم الحدود بين البلدين، وتطبيق الاتفاقات حول تفعيل لجنة الحدود المشتركة والجهود المشتركة لتعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود''·
في غضون ذلك تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من تفكيك المزيد من الخلايا ''الارهابية'' الخطيرة واعتقال عدد من افرادها تجاوز ثلاثين شخصاً، على خلفية اكتشاف شبكة في طرابلس والشمال متهمة بتدبير هجمات على الجيش بزعامة عبدالغني جوهر الفار من وجه العدالة·
واعتبرت الشبكة الارهابية الجديدة ''خطيرة جداً''، وضبط بحوزتها انابيب تحتوي على مواد يعتقد بأنها مشعة، لم تستطع مختبرات لبنان معرفتها، فارسلت الى فرنسا لاخضاعها للفحص الدقيق والكشف عن مضمونها في احدث مختبرات باريس·
وفيما يواصل القاضي جان فهد تحقيقاته مع افراد هذه الشبكة التي تثور الشبهات حول ارتباطهم بتنظيمي ''القاعدة'' و''فتح الاسلام''، اعلن مصدر امني لبناني ان القوى الامنية اوقفت الفلسطيني جمال يوسف خ· (55 عاماً) في المدينة الصناعية في صيدا للاشتباه به بأنه حلقة وصل بين خلية جوهر في طرابلس التي اعتدت على الجيش اللبناني وبعض الاشخاص في مخيم عين الحلوة الى الشرق من صيدا في الجنوب·
وقالت مصادر امنية لـ''الاتحاد'' ان عدد الموقوفين بقضية جوهر وحدها تجاوز عشرين شخصاً وبعضهم على علاقة بتنظيم ''القاعدة''، واكدت ان التنسيق المستمر بين الجهات الامنية اللبنانية وجهات امنية خارجية ساهم مساهمة فاعلة في كشف اسماء وعناوين تابعة لتلك الجماعات التي تنشط بشكل اساسي في شمال لبنان بعدما تم تزويدها بالمال والسلاح وانضم اليها افراد من جنسيات مختلفة قدمت من الخارج·
واوضحت المصادر نفسها ان موقوفي هذه الخلية افادوا خلال التحقيق معهم بأن هناك جهات خارجية تحرك عدداً منهم، كذلك ادت عملية رصد للاتصالات الاخيرة التي اجراها جوهر الى مداهمات في عدد من المناطق في الشمال والبقاع والجنوب·
واشارت مصادر متابعة للتحقيق بأن شخصاً يعرف عن نفسه بأنه ''امير القاعدة'' في مخيم عين الحلوة وله علاقات مع ''فتح الاسلام'' قد يكون هو من اعطى الاوامر بالتفجيرات وتسهيل الحصول على المتفجرات التي استهدفت الجيش في طرابلس والشمال·
عدد اليوم
