الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دينا هارون تجسد «حياة» زوجة محمود درويش

دينا هارون تجسد «حياة» زوجة محمود درويش
5 May 2011 19:50
التنويع في الأدوار واختبار شخصيات جديدة أمام الكاميرا هو هاجس الفنانة السورية الشابة دينا هارون، ولهذا تطل في كل عام بملامح مختلفة، وكأنها تحاول اكتشاف مساحات مجهولة في الشخصيات الإنسانية، فمن دور المرأة الطفلة والساذجة التي تقع في فخ الانحراف إلى المعلمة القدوة التي تعيش قصة حب نبيلة، ومن شخصية زوجة الشاعر الراحل محمود درويش إلى دور الفتاة الشامية في أول عمل شامي تشارك به. إن هذا التعدد في إطلالات دينا في الموسم القادم يشير إلى أنها تمكنت من تعزيز مواقعها كممثلة تجيد الأدوار المركبة والمعقدة، وأنجزت تمردها على الأدوار النمطية للفتاة الجميلة والبريئة التي حاول بعض المخرجين حصارها بها في سنوات سابقة، لتؤكد جدارتها بالأدوار التي تحتاج إلى قدرات أدائية وموهبة حقيقية. تعب المشوار واحد من أهم الأدوار التي تقدمها دينا هذا العام هو دورها في مسلسل (تعب المشوار) تأليف فادي قوشقجي وإخراج سيف الدين سبيعي، وتؤدي فيه شخصية امرأة متزوجة، تعتقد أنها ما زالت طفلة، وتتصرف كالأطفال، وتأخذ الأمور الجادة بطريقة الهزل والاستهتار، مما يقودها إلى مصير مؤلم. وتقول دينا عن دورها في هذا العمل: أجسد شخصية (كندة)، وهي امرأة تعيش حالة من الطفولة المتأخرة، وتطلب من الجميع أن يعاملوها على أنها كذلك، فهي تحب (الغنج) والدلال بصورة مبالغ بها، وتقضي أوقاتها على الإنترنت وفي حالة من المرح واللهو الدائم. وتضيف دينا: إنها شخصية معقدة قليلاً، وتبدو ساذجة إلى حد بعيد، تصحو أحياناً من حالة الاستهتار التي تعيشها لتواجه بعض المواقف، ثم لا تلبث أن تعود إلى سابق عهدها، ومن شدة سذاجتها تنجرف في تلبية مطالب زوجها، وهو إنسان مادي ومتهتك أخلاقياً، حيث يدفعها لخيانته (!) لكي يحقق مكاسب مادية، وتنصاع هي إلى ما يريد، لكنها تحصد في النهاية الندم والخيبة. وعن جرأة هذا الدور تقول دينا إن لديها مفهوماً خاصاً للجرأة، فهي معها عندما تكون مبررة وموظفة في العمل الدرامي، بهدف فضح بعض السلوكيات الغريبة والشاذة، والتي تتنافى مع تقاليد المجتمع وأعرافه وأخلاقه، لكنها ترفض الجرأة المبتذلة في استعراض المفاتن والدلع المجاني أمام الكاميرا. (حياة) زوجة درويش وتطل دينا في مسلسل (في حضرة الغياب) الذي يروي سيرة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وتؤدي فيه شخصية (حياة) زوجة الشاعر ورفيقة دربه، وهو من تأليف حسن م يوسف وإخراج نجدت أنزور وبطولة الفنان فراس إبراهيم. وتتوقع دينا لهذا العمل جماهيرية واسعة نظراً للشعبية التي يتمتع بها الشاعر الكبير الراحل، والجهد الكبير الذي يقوم به فريق العمل لتقديم مسلسل يليق بهذه القامة الأدبية والنضالية الكبيرة. وتضيف: إن حياة هي زوجة درويش التي رافقته في بداياته، وكافحت معه، عندما كان يعاني المنع والحصار، وكذلك من الفقر وقسوة العيش، فكانت مثال الزوجة المتفانية والمضحية. وتتألم حياة كثيراً عندما تجد زوجها يعيش قصص حب مع نساء أخريات، لكنها من شدة حبها له وحرصها عليه، تضغط على جرحها، وتفضل الصمت، لكي تترك للشاعر مساحة من الحرية ليبدع ويتألق، ولكي لا تكون عقبة أمام نجاحه. وتضيف دينا: طبعاً الدور ليس سهلاً وهو يحتاج إلى تفهم المشاعر المتناقضة التي كانت تعتمل في داخل حياة، وهو ما عكسه النص المحكم الذي كتبه السيناريست حسن م يوسف. أما في مسلسل (أيام الدراسة) للمخرج إياد نحاس، فتجسد دينا شخصية (مايا)، وهي معلمة تمثل الأخلاق الحسنة والقيم النبيلة والثقافة العالية، يقتدي بها طلابها ويعجبون بها، ويحلم بكسب ودها كثيرون، لكن قلبها مقفل بإحكام على حب كبير. وتقول دينا إنها سعيدة بهذه الشخصية، فهي جديدة عليها تماماً، وتحقق لها التنويع الذي تبحث عنه. شامية لأول مرة ومن إطلالات دينا الجديدة هذا العام، دورها في مسلسل (رجالك يا شام) مع المخرج علاء الدين كوكش في أول مشاركة لها في أعمال البيئة الشامية، إلى جانب رشيد عساف وميلاد يوسف وندين تحسين بك وليليا الأطرش وغيرهم. وتعبّر دينا عن سعادتها بهذه المشاركة، وتقول إنها تحب هذه الأجواء الشعبية التي تعود بنا إلى زمن كانت تسود فيه العلاقات الاجتماعية الدافئة بين أهالي الحارة في حالة من التكافل والتضامن الاجتماعي، وغيرة الجار على جاره، والتقاليد والعادات الأصيلة، والتي بدأ البعض يتخلى عنها في هذا العصر الاستهلاكي. وتضيف دينا: تجري أحداث العمل في حي ساروجة الدمشقي في ثلاثينات القرن الماضي، وهو يتضمن الكثير من الأحداث الشائقة والممتعة. كما تطل دينا هذا العام في مسلسل (سقوط الأقنعة) مع المخرج حسان داوود من خلال مشاركتها في إحدى الحلقات بعنوان (لغز الماء). وكاتبة درامية أما المفاجأة التي كانت تخفيها دينا، فهي دخولها ميدان الكتابة الدرامية للمرة الأولى، وتقول إن أفكاراً كانت تراودها حول مسلسل يتحدث عن شخصية فتاة كفيفة، لديها من حدة البصيرة ما يفوق كثيراً بعض المبصرين، وأضافت: طالما رغبت في أن أرى على الشاشة عملاً يتناول حياة المكفوفين، وكيف يعيشون ويشعرون بالعالم من حولهم وكيف يتعاملون معه، لكي يوجه رسالة إلى المجتمع بضرورة الاهتمام بهم ورعايتهم وإدماجهم فيه. والمشكلة أن كثيراً من الناس يظنون أنهم مبصرون، لكنهم في الحقيقة يرون الأشياء، من دون أن يفهموها، وقد منّ الله على المكفوفين بنعمة البصيرة، وهي برأيي أهم بكثير من البصر. وعن إمكانية تحقيق هذا المشروع، تقول دينا إنها تحدثت بأفكارها إلى أحد الكتاب، لكنه نصحها بأن تكتب القصة بنفسها، لأن أحداً لن يستطيع أن يعبر عنها كما تعبر عنها هي بعد أن تبلورت في ذهنها، على أن تجري معالجة درامية للنص، فور انتهائها منه، وأضافت أن إحدى شركات الإنتاج تستحثها على إنهائه لتبادر إلى إنتاجه فوراً. طموحات دينا كبيرة، وهي تؤكد حضورها كممثلة مهمة على الساحة الدرامية، ولعلنا نفاجأ بعد تجربتها الأولى في الكتابة بحضور لها أيضاً في مجال التأليف الدرامي، وسواء نجحت أم لم تحقق النجاح المأمول، فإن الأمنيات لا تتحقق وتصبح وقائع إلا بالمحاولة والاجتهاد وسعة الخيال كما تقول.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©