الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتهامات متبادلة بين أوباما وماكين وصدام حول السياسة الداخلية

اتهامات متبادلة بين أوباما وماكين وصدام حول السياسة الداخلية
17 أكتوبر 2008 01:29
بدأ المرشحان للرئاسة الأميركية الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما المرحلة النهائية من الحملة الانتخابية بعد المناظرة التلفزيونية الثالثة والأخيرة بينهما قبل 19 يوماً من الانتخابات· وكانت وتيرة النقاش الأكثر توتراً وإثارة بين الخصمين، فيما استحوذت الأزمة الاقتصادية على معظم محاور الجدال على مدى تسعين دقيقة· وحاول ماكين جاهداً قلب اتجاه استطلاعات الرأي في الظهور المشترك الأخير مع غريمه المتصدر أوباما، مستخدماً الرشقات الكلامية المعدة بعناية، متهماً إياه بالسعي إلى زيادة الضرائب على المؤسسات والأعمال الصغيرة ودفع الشركات إلى البحث عن ملاذات ضريبية خارج الولايات المتحدة· واستطاع المرشح الديمقراطي تجنب الأفخاخ المتوقعة من جانب ماكين، مكرراً وصف المرشح الجمهوري بأنه سيكون استمراراً لإدارة الرئيس جورج بوش، مخاطباً ملايين المشاهدين بأن ''ما لا يستطيعه الشعب الأميركي هو أربع سنوات أخرى من السياسات الاقتصادية الفاشلة''، الأمر الذي ضاق به ماكين قائلاً: ''سناتور أوباما أنا لست الرئيس بوش، لو كنت تريد ترشيح نفسك أمام الرئيس بوش كان عليك الترشح قبل أربع سنوات''· وتوجه الخصمان مراراً بالحديث إلى ''جو السباك''، وهو المواطن الأميركي الذي ورد اسمه في المناظرة عشرين مرة، بعدما صورته شبكات التلفزة في حمأة جدال مع أوباما في إحدى قرى أوهايو حول سياسته الضريبية، حتى إن موقع شبكة ''سي إن إن'' الالكتروني بث في تورية ساخرة سؤالاً يقول ''من هو جو السباك؟''· واتخذ ماكين جانب الدفاع عن ''جو السباك'' كمثال للـ''الحلم الأميركي'' الذي سيثقله أوباما بمزيد من الضرائب بحجة ''توزيع الثروة''· وتمسك المرشح الديمقراطي سيناتور إيلينوي بشعار إعادة توزيع الثروة عبر خفض ضريبي على 95 في المئة من الأميركيين وزيادتها على أصحاب المداخيل التي تتجاوز 250 ألف دولار في السنة· وفي الوقت الذي يسخط عتاة المحافظين على سياسات بوش المالية التي أوصلت البلاد إلى ''تأميم بقناع رأسمالي''، بسبب شراء الدولة حصصاً ورهونات في مصارف كبرى بعد الانهيارات في سوق المال، تعمد ماكين وضع خصمه أوباما في مرمى السهام· واتهم جمهوريون أوباما بأنه سيجعل من الاقتصاد الأميركي أضخم نظام للإعانة الاجتماعية على غرار الاشتراكية، تحت شعار توزيع الثروة · إلا أن المرشح الديمقراطي كان قد أخذ يوم عطلة قبل المناظرة كما ذكرت ''سي إن إن '' وأمضى ساعات في التدرب على الإجابات القصيرة المباشرة· ودخل المرشح الأسود إلى حلبة المناظرة الأخيرة، متسلحاً بنقاط التقدم على منافسه وفق استطلاعات الرأي في ''الولايات المتأرجحة'' كفلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا، التي يعتد بها غالباً في قلب نتائج الاقتراع باعتبارها غير محسوبة تماماً على أحد الحزبين· وأظهرت استبيانات الرأي أن مزيداً من الناخبين يعبرون عن ثقتهم في قيادة اوباما في الاقتصاد الذي سيطرت قضاياه على مناقشات الحملة الانتخابية لتحجب خبرة ماكين في السياسة الخارجية والأمن القومي· واعترف المرشحان بفظاظة لهجة إعلاناتهما الانتخابية وألقى كل منهما اللوم على الآخر· وقال ماكين إن أوباما أنفق على ''الإعلانات السلبية'' أكثر مما أنفقه أي مرشح في التاريخ، في حين أشار أوباما الى دراسة قالت إن 100 في المئة من اعلانات ماكين سلبية· وقال ماكين إنه كان يمكن لأوباما الحد من النزعة السلبية لو وافق على عقد لقاءات مشتركة في مقار البلديات والتي اقترحها ماكين· واستطاع المرشح الجمهوري تحييد النقاش لبعض الوقت عن الأزمة الاقتصادية بالتركيز على مسألة حساسة هي حق الإجهاض، متهماً غريمه بتأييد الإجهاض مواربة· وقال المرشح الديمقراطي إنه لا يؤيد الإجهاض إنما يؤيد حق المرأة في الاختيار· وجاء في تحليل ''للغة الملامح'' في صحيفة ''نيويورك تايمز'' أن أوباما كان أكثر هدوءاً ورباطة جأش ولكن أقل ''شغفاً'' من ماكين، بينما كان الأخير أكثر اتقاداَ ومباشرة وعرف كيف يستخدم لغة عاطفية تعيد إلى الأذهان صورته المفضلة لديه كمحارب سياسي مخضرم، وحاول كسب قلوب الطبقة العاملة والناخبين المستقلين· ولم يستطع ماكين إنجاز هدفه المعلن من المناظرة بوضع أوباما في مظهر ''عدم الأهلية'' للقيادة· وكان المرشح الجمهوري أكثر عدوانية من خصمه الى درجة أثلجت صدور جمهور حزبه القلق من اتجاه استطلاعات الرأي، لكنه وفق محللين كثيرين لم يكسب ود ناخبي الوسط· ومرة أخرى استطاع أوباما توسيع رقعة خطابه نحو ''الوسط'' بعدما اتهم تكراراً باليسارية، من خلال استخدام عبارات التخفيضات الضريبية، ومسؤولية الحياة (حيال الإجهاض) من خلال شعار ''حق المرأة في الاختيار'' دون أن يؤيد تشريع الاجهاض· وكأن المرشحين حاولا كسب تأييد الناخبين الأقرب الى المحافظة في ولايات انديانا أو فرجينيا الغربية في مناظرتهما الأخيرة، مما قد لا يفيد ماكين كثيراً بين المترددين الأقرب الى ''الوسط الليبرالي'' في ويسكانسن وفلوريدا وكولورادو·
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©