شذا حسون تدهش المستمعين في «جلسات إمارات إف إم»

علي العزير (أبوظبي) - مساء الثلاثاء الماضي كان جمهور برنامج “جلسات إمارات إف إم” على موعد شائق مع الفناة العراقية شذا حسون. والواضح أن شذا كانت على وعدها الدائم في ادهاش المستمعين بصوتها الدافئ، وحضورها المحبب الذي بدا طغيانه واضحا حتى عبر الأثير غير المرئي. لم تكتف شذا بذلك بل تمكنت من إثراء الجلسة عبر أغانيها الملتصـقة بالذائقة الإصغائية، حيث كانت تغني الأغنية، وتتفاعل معها بصدق وانسجام كبيرين، لتشعر الجمهور أنه يستمع لأغنية جديدة، لم يسبق له أن استمع لها. مفاجآت بدت أمسية شذا في لقاء مع الصحافة، وكانت الفنانة العراقية كعادتها كريمة في المفاجآت، حيث أعلنت عن ألبوم غنائي جديد لها سيبصر النور قريباً، وهو موزع على اللهجتين الخليجية والعراقية، تتعاون فيه مع نخبة من أهل الكلمة واللحن، في مقدمهم الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، والفنانون عبدالله الرويشد وفايز السعيد، وعبد الرب إدريس، وحاتم العراقي. أما الجديد فهو حصول شذا على لحن، وربما اثنين، من ألحان الفنانة الإماراتية أحلام، التي كانت لها مداخلة هاتفية خلال الجلسة، أشادت فيها بامتلاك شذا لخامة صوتية مميزة تجعلها في مقدم أهل الغناء المعاصر. تجربة صعبة شذا أوضحت كذلك أنها انتهت مؤخراً من تصوير فيديو كليب أغنية “شعلها”، وضع كلماتها حاتم العراقي ولحنها فايز السعيد، وتولى الإخراج ياسر الياسري. ورداً على سؤال أعربت شذا عن استعدادها لتكون ضيفة في برنامج “ستار أكاديمي” الذي شكل منصة انطلاقتها في عالم الغناء، موضحة أنها حتى اللحظة لم تتلق دعوة، مؤكدة أن علاقتها بمحطة “ال بي سي” ممتازة، ولم تتأثر ببعض الخلافات القائمة بينها وبين المخرج طوني قهوجي. ورفضت شذا أن تقيم مكانتها بين فناني المرحلة الراهنة، فقد أشارت إلى أن تجربتها الفنية لم تكن سهلة، بل تخللها الكثير من المصاعب والعقبات التي أمكنها تذليلها. رداً على سؤال حول الإشكالية التي حصلت بينها وبين الفنانة أروى التي استضافتها في برنامج “لو” على قناة “إم بي سي”، قالت شذا أنها فوجئت بالطريقة التي تعاملت فيها أروى مع المقابلة، ومن ردود الفعل التي أبدتها لاحقاً، مشيرة إلى أنها تقدمت بدعوى ضدها أمام القضاء. آراء الكبار غنت شذا كثيراً من مخزونها الشخصي، وغرفت من معين الآخرين كذلك، وكانت في كل ما قدمته مبدعة، متجلية، حتى يكاد ينطبق عليها وصف ابن الرومي لوحيد المغنية: تتغنى كأنها لا تغني من سكون الأوصال وهي تجيد”. كانت البداية من موال “جينا من بغداد”، ثم “غزيل”، ف”وعد عرقوب”، و”هادا اللي شايف حاله” للفنانة أحلام، لتنشد “يم العباية” و”أهواك”. تخللت الحلقة اتصالات شتى تنوعت بين المستمعين العاديين المعجبين بصوت شذا، وبين كبار أهل الكلمة واللحن، الذين تقاطعت آراؤهم عند الإشادة بما تمتلك الفنانة الواعدة من تباشير مستقبلية، حيث أبدى الملحن ناصر الصالح، الذي تولى الإشراف على الالبوم الجديد، ثقته بأن الأغاني الجديدة ستنال إعجاب الجمهور الذي اعتاد من شذا كل ما هو جميل ومدهش. كما أشادت الفنانة أحلام بالصوت القابل للتطور الذي تملكه شذا وبقدرتها على تعلم الجديد دوماً، مشيرة عند تشابه بين خامتها الصوتية وبين مثيلتها للكبيرتين أسمهان ونور الهدى. كأنها هي كانت شذا على امتداد الحلقة التي طالت تشبه اسمها، فواحة بالطرب الأصيل، تندهش للأغنية التي تؤديها كما لو أنها تسمعها للمرة الأولى، وكانت كذلك متحدثة لبقة، تخفي مسحة من الخجل، وتبدي كثيراً من التواضع الواثق، كانت تشبه وطنها العراق المبتسم دوماً من خلف جراح السنين، والذي يبقى دوماً دافئ العينين على الرغم من الدموع المكبوتة على حدود الجفن..