الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بشرة أوباما تحت الأضواء وانتعاش وول ستريت لصالح ماكين

بشرة أوباما تحت الأضواء وانتعاش وول ستريت لصالح ماكين
17 أكتوبر 2008 01:35
بعد المناظرة الثالثة والأخيرة لمرشحي الرئاسة الأميركية جون ماكين وباراك أوباما قبل موعد الانتخابات في الرابع من نوفمبر، تشير كل الاستطلاعات إلى أن الفارق بين المرشحين تسمر عند عشر نقاط لمصلحة أوباما، والمحللون يجزمون بأن المناظرة الثالثة لن تضيف شيئاً على نتائج الاستطلاعات· لكن الأعصاب كلها مشدودة، سواء عند الديمقراطيين أو الجمهوريين· لا أحد يمكنه الجزم بأن النتيجة باتت محسومة، فالأجواء مملوءة بـ''مجهول'' يمنع الجميع من التحدث بثقة مفرطة وبأن النتيجة هي لمصلحة هذا المرشح أو ذاك· بعض المراقبين في مراكز الدراسات المرموقة التي تحفل بها العاصمة الأميركية واشنطن، يتحدث عن عوامل ينبغي عدم الاستهانة بها في التأثير على عملية اختيار الناخب الأميركي لمرشحه المفضل··· يقول هؤلاء إن هذه الانتخابات ورغم كونها ستأتي برئيس جديد للولايات المتحدة، إلا أنها ستأتي أيضاً بمجلس نواب جديد وبثلث أعضاء مجلس الشيوخ وبالعديد من حكام الولايات والمدن الكبرى، حتى ولو لم تكن بأهمية تحديد اسم الرئيس الجديد· في الرابع من نوفمبر سيسقط الناخبون أوراق أخرى لاختيار 435 نائباً، أي كل أعضاء الكونجرس الأميركي، الذين يتبدلون كل سنتين· كما سيتم انتخاب 33 عضواً من مجلس الشيوخ البالغ عددهم ،100 أي ثلث عدد أعضائه، إذ من المعروف أن أعضاء مجلس الشيوخ يجري انتخابهم لمدة ست سنوات على ثلاث مراحل، كل سنتين يتم تجديد انتخاب 33 عضواً لمدة ست سنوات وهكذا، فضلاً عن انتخاب عدد من حكام الولايات والمدن الكبرى· إذا هذا العام سيشهد تبديلاً جذرياً في القيادة السياسية الأميركية على مختلف المستويات، وهو ما حدا بالمرشحين الرئاسيين إلى اعتبار المعركة القائمة بأنها معركة مفصلية وتاريخية في الولايات المتحدة· لماذا هذه الأهمية؟ يجيب الباحث في معهد هيريتاج نيك زان، بأن ما حدث أخيراً من انهيار في الوضع المالي والمصرفي في الولايات المتحدة أعاد التركيز على أولوية الشؤون الداخلية على ما عداها من شؤون أخرى، بما فيها الحرب على الإرهاب أو حتى خطر التسلح النووي أو العلاقة مع الروس· وصار الهم هو البحث عن مخرج للأزمة الحالية بما يعيد الاطمئنان إلى المواطن الأميركي في مستقبله· يضيف زان أن الانقسام حتى داخل الحزب الواحد حول الموقف من خطة الإنقاذ المالية، خطة الــ700 مليار دولار، وضع الجميع، ديمقرطيين وجمهوريين في مواجهة ناخبيهم، الذين باتت الصحف وأجهزة الإعلام المختلفة تنقل ردود فعلهم المتفاوتة بين الغضب والارتياح· غير أن الحملات الإعلامية المكثفة التي يقوم بها المرشحون لشرح مواقفهم من عملية التصويت التي تمت على خطة الإنقاذ، تظهر أن الأرق أصاب الجميع، مع تصاعد الانتقادات لتعريض ما يسمى في الولايات المتحدة بأموال المكلفين أو دافعي الضرائب لأخطار جسيمة، بعد تحول الدولة إلى شريك أو متورط حقيقي في سوق غير آمنة· الناخبون غاضبون من قيام ممثليهم بالمغامرة في أموالهم، بما يخالف ما فطروا عليه حول حرية السوق وقداسة الاقتصاد الحر، وبالتالي حرية المنافسة وعدم تدخل الدولة· بمعزل عما إذا كان هذا الرأي لا يزال صالحاً أم لا· يقول الناخب الأميركي إن ''وول ستريت'' عندما تنتعش ''نحن من يدفع الثمن، فلماذا علينا أن ندفع الثمن مرة ثانية عندما تنهار؟''· يضيف زان أن ضخامة ما حصل اقتصادياً أظهر أهمية دور المواطن الأميركي في تقرير مستقبل العملية السياسية الجارية· ورغم ثقة الديمقراطيين من تجديد فوزهم في انتخابات مجلس النواب وإعادة ترأسهم للأكثرية فيه، إلا أن الصراع بات محموماً بين الديمقراطيين أنفسهم في من يحتل هذا المقعد أو ذاك، بدلاً من النائب الذي اتهم بأنه قام بالتفريط في الأمانة عبر تصويته لصالح خطة الإنقاذ التي وضعتها إدارة الرئيس بوش، والذي يحمله الناخبون الديمقراطيون مسؤولية ما آلت إليه أمور الوضع الاقتصادي في البلاد عموماً· يقول الباحث في معهد هيريتاج إن قاعدة الحزب الديمقراطي هي في غالبيتها من الطبقة الوسطى والعمالية· لذلك يضيف هذا الباحث أن هذه الفئة لم تكن راضية عن قيام الحكومة الفيدرالية بتقديم ضمانات إلى أسواق المال، من أموالها· ويعتقد زان أن على المرشحين بذل جهود كبيرة لإقناع ناخبيهم، سواء في معركة تجديد المجالس أو أعضاء مجلس الشيوخ أو الحكام· حتى عملية حسم الغالبية داخل مجلس الشيوخ الأميركي عبر تأمين غالبية 60 عضواً من أصل 100 لمصلحة الديمقراطيين، لمنع الازدواجية بين سلطة الرئيس وسلطة مجلس الشيوخ، الأمر الذي يصعب تحقيقه برأي هذا الباحث، فإنها ليست بأهمية ما يمكن أن يحصل على جبهة انتخاب الرئيس الأميركي الجديد· ويقول إن أخطر ما ينبغي الحذر منه هو معرفة ما الذي سيسقط في صندوقة الاقتراع يوم الانتخاب· فمن المعروف أن قاعدة الحزب الديمقراطي تنشط في أوساط الفئات العمالية والطبقة الوسطى، والبيض هم الغالبية فيها· ولكن بناء على تجارب سابقة مع استطلاعات كانت تشير إلى تقدم هذا المرشح أو ذاك، فإن قضية العرق واللون لم تحسم، وبالتالي فمن المتوقع حدوث مفاجآت يوم الانتخاب· كل الاستطلاعات لم تتمكن من كشف قضية اللون والموقف منه، وهل ستقبل الغالبية البيضاء مجيء رئيس أسود على رأس الدولة· ويعتبر زان أن المدة التي تفصل عن موعد الانتخابات، لا تزال كافية لاحداث الكثير من التغييرات في مزاج الناخب الأميركي· أنباء انتعاش أسواق المال مجدداً سواء في بورصة ''وول ستريت'' أو البورصات العالمية، سيخفف الضغط عن الرأي العام وسيمكن الجمهوريين من إعادة التقاط أنفاسهم ويسمح لهم بالتغني مجدداً بأفضال خطتهم للإنقاذ المالي· ويعزز تالياً إعادة تركيزهم على قضايا أقل أهمية عبر تسليط الهجمات الشخصية التقليدية على المرشح الديمقراطي، واستحضار ''فزّاعات'' من النوع الذي شهدناه مؤخراً عندما واجه ماكين أصوات مؤيدين له في إحدى الحملات، يتهمون أباما بانه عربي وبان أصوله إرهابية، وان احد المتورطين في الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة كان يسكن قريباً منه وكان على معرفة به، ولم يحرك ساكناً· الى آخر المعزوفات التي يمكن ان تنتعش مجدداً· حتى الهجوم الارهابي في اي مكان في العالم سواء استهدف مصالح الولايات المتحدة ام لا، يمكن له ان يعزز من صدقية المرشح الجمهوري ماكين، اذا استمر التحسن في الاسواق· لذلك يؤكد زان انه من المبكر بعد الجزم في هوية الفائز، ولا يستغرب الاحتشاد الكبير الذي يشهده نشاط وناشطو الحزب الديمقراطي في الكثير من الولايات الاميركية، والمشاركة ''الرمزية'' والمباشرة لكل من الرئيس بيل كلينتون وزوجته المرشحة السابقة السيناتور هيلاري كلينتون في المهرجانات الانتخابية جنباً الى جنب مع المرشح لنيابة الرئيس جون بايدن، تعبيراً منهم عن القلق الكبير الذي ينتابهم فيما لو جاءت نتائج الانتخابات مخالفة للتوقعات
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©