عواصم (وكالات) - أكدت المملكة العربية السعودية، ضرورة أن لا يقتصر دور المجتمع الدولي في سوريا على “منح المهلة تلو الأخرى” للنظام السوري لقتل شعبه. وقال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، في بيان عقب اجتماع مجلس الوزراء أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، إن مجلس الوزراء استعرض مستجدات الأحداث وتداعياتها في عدد من الدول العربية، ومنها الأوضاع في سوريا. وأضاف أن مجلس الوزراء السعودي شدد “على ما تضمنته قرارات الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في الشأن السوري”. وأوضح أن المجلس جدد “مطالبته للمجتمع الدولي بعدم السماح للسلطات السورية بأن تمارس محاولات المماطلة والتسويف والتنصل من التزاماتها”. وشدد “ألا يقتصر رد فعل المجتمع الدولي على منح المهلة تلو الأخرى على حساب أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق”.
وفي لندن حذرت الحكومة البريطانية أمس، نظام الرئيس السوري بشار الأسد من أن صبر المجتمع الدولي على انتهاكاته المفضوحة تجاه المدنيين العزل وعدم التزامه بقرارات مجلس الأمن الدولي، لن يستمر إلى الأبد.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج في مؤتمر صحفي إن النظام السوري يستمر في تجاهل قرارات الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار والكف عن قتل المدنيين وسحب الآليات والأسلحة الثقيلة من الأحياء السكنية.
وأضاف أنه بات واضحاً أن النظام السوري لم يحترم أي قرارات أممية ولم يسهل مهمة بعثة المراقبين الدوليين، مشدداً على ضرورة إرسال فريق كبير من المراقبين لفرض وقف إطلاق النار وإيقاف قوات الأسد من استهداف المدنيين العزل.
وحث هيج كلاً من روسيا والصين على تبني مواقف أكثر تأييداً لتوجهات بقية القوى الدولية، مضيفاً أن مواقف البلدين بشكلها الحالي ستظل عائقاً إذا اقتضت الحاجة إلى العودة لمجلس الأمن من أجل التصويت على قرار جديد ضد سوريا.
ورداً على سؤال حول الموقف الفرنسي الداعي إلى التدخل العسكري في سوريا، قال هيج إن “الدول لديها سياسات مختلفة عن السياسة البريطانية، ومن حقها وضع خيارات أخرى على الطاولة”، مشيراً إلى أن بلاده قررت في الوقت الراهن زيادة دعمها غير العسكري للمعارضة السورية في الداخل والخارج، معرباً عن اعتقاده بأن إصرار نظام الأسد على التمسك بالحكم لن ينفع أمام حتمية زواله على المدى الطويل.
إلى ذلك طالبت تركيا أمس النظام السوري بوقف الأعمال العسكرية في المدن والبلدات السورية، والإيفاء بالتزاماته التي نصت عليها خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان لإنهاء العنف في سوريا.
جاء ذلك في بيان صدر عن مجلس الأمن القومي التركي في اجتماعه الشهري الذي ترأسه الرئيس عبدالله غول لبحث ملفات تتعلق بالأمن القومي التركي، على رأسها الانتفاضة السورية والوضع عند الحدود الدولية مع سوريا والأوضاع في العراق، إلى جانب الحرب على حزب العمال الكردستاني المحظور.
وأكد البيان أنه “من الملزم إنهاء حمام الدم في سوريا بأسرع وقت ممكن لتمهيد الأرضية أمام إجراء عملية انتقال ديمقراطي استجابة للمطالب التي ينادي بها الشعب السوري منذ أكثر من عام”.
وأعاد البيان التذكير بالالتزامات الواردة في خطة عنان بالقول إنه “على النظام السوري الإيفاء بالبنود الستة التي تضمنتها هذه الخطة، ومن أبرزها وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الشعبية والسماح بحرية التظاهر السلمي”.
عدد اليوم
