السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاختيار الأفضل

17 أكتوبر 2008 22:45
يشكو العديد من الأفراد والموظفين حاليا من عدم رغبتهم في الاستمرار بالوظيفة التي يعملون بها ويتمنون لو كانوا يعملون في عمل آخر· واذا رجعنا إلى الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الرفض نرى أنها بسبب سوء الاختيار للتخصص المتوافق مع ميولهم· وهذا العيب نقولها ''للأسف'' متأصل فينا ولم يفلت منه إلا القليلون الذين أتيح لهم منذ صغرهم أن يحددوا اتجاههم وماذا يريدون أن يكونوا عليه في المستقبل من حيث الدراسة والمهنة التي سيتخذونها أو حتى التأهيل الذي يناسب استعداداتهم ومواهبهم· والسعيد منا من يكتشف ميوله مبكرا ويدرس في المجال الذي يخدم وينمي هذه الميول· والتعيس منا من أجبرته الظروف المحيطة وعدم الوعي على التخصص في دراسة لا تناسبه ولا تناسب ميوله وشخصيته وبالتالي أهدر الوقت والمال وتخرج ليكون رقما من الأرقام التي تجلس على مكاتب لا ينتج وينتظر اللحظة التي يفارق فيها الوظيفة· والتعساء في هذا الحقل كثر ولا نبالـــغ اذاقلنــا انهم يشكلون ما يعرف بـ ''البطالة المقنعة'' بالتأكيد هناك فرق واضح بيننا وبين باقي الأمم المتقدمة أنهم يستفيدون من العلم ويطبقون التربية الحديثة ويساعدون الطالب ويرشدونه إلى إمكاناته والحقول التي يمكن ان يعطي بها· ولا يتركون الأمر للصدفة والحظ لكنهم يقومون باختبارات وقياسات علمية دقيقة متخصصة يتخذون من نتائجها السبيل في توجيه أبنائهم إلى المجال الأفضل للدراسة التي تناسبهم في المستقبل وتناسب إمكاناتهم وقدراتهم العقلية والذهنية والنفسية كما يعدونهم الإعداد الجيد من أجل الحصول على أفضل النتائج التي تحث على العمل بشكل ممتاز في المستقبل وضمان عطاء الشخص حتى سن التقاعد· وهذا الأمر للأسف غائب عندنا في الدول العربية ولاتوجد دراسات أو برامج لاكتشاف ميول الدارسين وتوجيههم منذ الصغر إلى التخصص الذي يفلحون به لا المدرسة تساعد في الاكتشاف أو الاختيار ولا المنزل، بل على العكس تمارس الضغوط من الأهل لإجبار الأبناء على الدخول في تخصصات لا يحبونها، ولملاحقة ابن فلان وعلان الذي يدرس في هذا التخصص وعليه هو كذلك أن يدرس التخصص ذاته وهذا أكبر خطأ يرتكبه الآباء والأمهات في حق أبنائهم· أحمد محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©