أرجأت وزارة الاقتصاد اجتماعا كان من المفترض انعقاده بُعيد عيد الفطر مع ممثلين عن موردي الدواجن، سعيا وراء إيجاد معادلة سعرية جديدة ترتفع على أساسها أثمان منتجاتهم لما يعانونه، على حد قولهم، من ارتفاع في التكاليف وتراجع في مستويات الربحية·
وأكدت وزارة الاقتصاد أن تأجيل الاجتماع جاء بعد أن سجلت أسعار النفط العالمية تراجعات مؤثرة انخفضت على إثرها إلى مستويات 70 دولارا من أعلى مستوى بلغته عند 147 دولارا في يوليو الماضي، الأمر الذي سيؤدي، بحسب الوزارة، إلى انخفاض كلف التشغيل والأسعار، ليس في قطاع الدواجن فحسب، وإنما في عدة قطاعات·
بيد أن أصحاب مزارع دواجن أكدوا أن كلف التشغيل المرتبطة بالنفط لا تشكل سوى 3% من إجمالي كلف التشغيل، ما يلغي تقريبا أثر انخفاض أسعار النفط على كلف الإنتاج·
وكان موردو الدواجن طالبوا بزيادة السعر بنحو 20% خلال العام الحالي، إلا ان وزارة الاقتصاد رفضت إقرار تلك الزيادة·
ولجأ الموردون لرفع الأسعار، لا سيما بحلول شهر رمضان المبارك، من 14 إلى 16 درهما للكيلو جرام للدواجن الطازجة، من خلال عقود التوريد مع منافذ البيع·
كما قدم تجار وموردو الدواجن إلى وزارة الاقتصاد في مارس الماضي فواتير شراء الأعلاف والكهرباء والديزل وأجور العمالة، في مذكرة لتبرير المطالبة بزيادة أسعار الكيلوجرام من الدواجن المجمدة إلى 12 درهماً، بدلاً من 10 دراهم السعر المقرر حالياً، والطازج إلى 16 درهماً بدلاً من 14 درهماً للكيلوجرام الواحد·
وبحسب وكيل وزارة الاقتصاد المهندس محمد عبدالعزيز الشحي، فإن تراجع أسعار النفط ''ينعكس ايجابا على كلف التشغيل في مدخلات الانتاج للمواد والسلع الغذائية''·
وأشار الشحي الى أن الوزارة أجلت الاجتماع مع شركات الدواجن ودراسة كلفة الانتاج لانتظار ما ستسفر عنه تراجعات أسعار النفط·
بالمقابل، قال مدير مزرعة رأس الخيمة للدواجن محمد علي إن أسعار أعلاف الدواجن ''لن تشهد انخفاضا خلال العام الحالي''، موضحا أن العقود المبرمة لتوريد الأعلاف سنوية·
وتشترط العقود، بحسب علي، مراجعة الاسعار كل 3 أشهر في حال زيادة الاعلاف على 5%·
وأضاف علي أن كلف الإنتاج للكيلو جرام الواحد ارتفعت من 11 درهما إلى 17 درهماً حاليا، جراء ارتفاع كلف الأعلاف بنحو 100%، حيث أصبح سعر الطن 2000 درهم، من أصل 950 درهما في نوفمبر العام الماضي·
وبين قرار إرجاء الاجتماع واعتراض تجار دواجن، جدد مستهلكون أمس شكواهم من ارتفاع أسعار الدواجن الطازجة في بعض المحال التجارية ومنافذ البيع·
وقال مستهلكون إن سعر الكيلو جرام من الدجاج الطازج ارتفع إلى 19 درهما الشهر الحالي، مقارنة بـ 16 درهما الشهر الماضي، بزيادة بلغت 18%·
وكانت وزارة الاقتصاد سمحت في الأول من الشهر الماضي ببيع الكيلو جرام من الدواجن المجمدة بسعر 12 درهما بدلا من 10 دراهم محددة سابقا، في حين وافقت على رفع سعر الكيلوجرام من الدجاج الطازج إلى 16 درهما من مستوى 12 درهما، لتوفير السلعة في الأسواق، في أعقاب إحجام بعض الموردين عن الوفاء بإيصال الكميات المطلوبة إلى منافذ البيع لانخفاض الأسعار·
يذكر أن اللجنة العليا لحماية المستهلك كانت قررت في فبراير الماضي تحديد أسعار الكيلو جرام من الدجاج المجمد بـ10 دراهم والطازج بـ12 درهما·
وحول توقف المملكة العربية السعودية عن تصدير الدواجن إلى الأسواق الخارجية بسبب موسم الحج، وانعكاس ذلك الاجراء على السوق المحلية، أوضح الشحي أن السوق ظلت لفترة طويلة لا تعتمد على استيراد الدواجن من السعودية، كما أن المنتجين اتجهوا إلى مصادر أخرى لاستيراد تلك السلعة·
وطالب الشحي المستهلكين بالإبلاغ عن محال ومنافذ البيع التي تزيد أسعارها عن الأسعار المحددة، مؤكدا أهمية تعاون المستهلكين مع الوزارة والجهات الرقابية·
ولكن مستهلكين يعزون ارتفاع أسعار الدواجن إلى غياب الرقابة من جانب الجهات المسؤولة، ما فتح باب التلاعب بالأسعار والبيع وفق رغبات التجار·
بدورهم، أكد مسؤولون في مزارع وطنية عدم رفع الأسعارها عن 16 درهما للكيلو جرام من الدجاج الطازج، مطالبة برفع الاسعار إلى 17 درهما، حيث تصل تكلفة انتاج الكيلو جرام من الدواجن إلى 16,65 درهم، وذلك منذ يناير الماضي·
وقال علي إن وزارة الاقتصاد اتفقت مع شركات الدواجن الوطنية في الاول من رمضان على رفع سعر البيع إلى 16 درهما بشكل مؤقت، ودراسة الكلفة الحقيقية ووضع السعر الجديد بناء على تلك الكلفة·
ولفت إلى أن أصحاب المزارع يرغبون في البيع بسعر الكلفة وتقليل حجم الخسائر التي يتعرضون لها منذ أوائل العام·
وبين علي أن تراجع كلف النقل بسبب انخفاض أسعار النفط لا يمثل سوى 3% من إجمالي الكلفة، حيث تشكل كلفة الأعلاف من كلف الإنتاج 70%، وبقية الكلف تتوزع على لكهرباء والرواتب والنقل والتخزين·
وأرجع ارتفاع الاعلاف إلى زيادة مصانع الإيثانول في أميركا إلى 30 مصنعاً العام الماضي، مقابل 3 مصانع في العام ،2005 ما يزيد استهلاك الأعلاف لإنتاج الإيثانول·
وقال إن بعض الدراسات أكدت أن تراجع أسعار النفط إلى ما دون 60 دولار للبرميل يؤدي إلى التوقف عن استخراج الوقود من الغذاء، ما ينعكس تراجعا في أسعار السلع·
وأوضح المستهلك عبد الله المنصوري أن أسعار الدجاج الطازج ارتفعت خلال الشهرين الماضيين بنسبة بلغت 35%، مشيرا إلى أن سعر الكيلو جرام بلغ 14 درهما خلال أشهر الربع الثالث من العام الجاري·
ويبلغ حجم الاستثمارات في قطاع صناعة الدواجن نحو ملياري درهم، كما بلغ حجم الإنتاج السنوي نحو 40 مليون فروج بما يعادل 35 الف طن لحم دواجن، وبلغت الطاقة الإنتاجية من البيض نحو 400 مليون بيضة·
ويساهم إنتاج المزارع الصغيرة في الاستهلاك بنسبة 30%، وتستمر عملية إنتاج الدواجن لأكثر من 40 يوما، كما يبلغ حجم الاستهلاك المحلي من الدواجن نحو 170 ألف طن سنويا منها 65 ألف طن إنتاج محلي و105 آلاف طن لحوم مجمدة يتم استيرادها·
ويبلغ عدد المزارع الوطنية الكبرى للدواجن 17 شركة، توقفت ثلاث منها في مايو الماضي، إضافة لتوقف 25 مزرعة صغيرة عن الإنتاج، فيما تراجعت الطاقة الإنتاجية لمزارع أخرى بنسبة 90%، في ظل ارتفاع كلف الإنتاج
عدد اليوم
