الوفي

لن ينسى نجم المنتخب الإسباني إنييستا تاريخ الحادي عشر من يوليو 2010 مدى الحياة، ففي هذا اليوم اخترق مدارات النجومية، كما لم يفعل أي لاعب أوروبي في التاريخ، وضرب جميع العصافير الممكنة بحجر واحد، فقد منح إسبانيا لقبها المونديالي الأول، وأحرز ثاني أهدافه في البطولة، وهو الهدف الأغلى في مسيرته وفي تاريخ الكرة الإسبانية بشكل عام، كما حصل على لقب أفضل لاعب في المباراة، وعزز حظوظه في المنافسة على لقب جائزة “الفيفا” للكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في العالم. والأهم من كل ما سبق انه حصل على لقب “الوفي” الذي سيظل محفوراً في عقول وقلوب عشاق كرة القدم حول العالم وليس في إسبانيا فقط، فقد كشفت رسالته التي خطها على قميصه الداخلي والتي تقول “داني خاركي.. ستبقى في قلوبنا” عن تمتع هذا النجم الكبير بمزيج رائع من الإخلاص والوفاء والذكاء الاجتماعي، وعلق على هذا المشهد عقب المباراة مؤكداً أن الراحل داني خاركي لاعب إسبانيول الذي داهمته أزمة قلبية أودت بحياته كان صديقه في منتخب إسبانيا للشباب، مؤكداً أن رحيله المفاجئ ترك أثراً في قلبه يصعب نسيانه، فاستغل اللحظة الأهم في تاريخ الكرة الإسبانية ليمنحه التكريم الذي يستحقه. وعلى المستوى الكروي حصل إنييستا على لقب “الغدار” فقد أجهض حلم تشيلسي في الحصول على لقب دوري الأبطال الأوروبي عام 2009 بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة من مباراة الدور قبل النهائي للبطولة، وغدر بالمنتخب الهولندي في الدقيقة 116 ليحمل إسبانيا إلى المجد، ويحرم هولندا من تحقيق حلمها الأبدي. الـ “دون” أندريس كما يطلقون عليه في إسبانيا من مواليد 11 مايو 1984 (26 عاماً) بدأ مسيرته في صفوف الفريق الثاني للبارسا عام 2001، وصعد للفريق الأول في العام التالي ليتمكن خلال 8 سنوات من الحصول على 10 بطولات أهمها 4 ألقاب للدوري الإسباني، ولقبان لدوري أبطال أوروبا، ولقب لكأس العالم للأندية، وستظل سداسية 2009 هي الإنجاز الأهم في مسيرته كبقية نجوم هذا الجيل للفريق الكتالوني. وعلى المستوى الدولي كان إنييستا حاضراً في كافة المنتخبات، فقد حصل على لقب أمم أوروبا تحت 16 عاماً عام 2001، ونفس اللقب تحت 19 عاماً في العام التالي، وتوج رحلته مع الماتادور بالإنجازين الأهم في تاريخ الكرة الإسبانية وهما لقب “يورو 2008”، كأس العالم 2010.