الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هيستريا الفرح تجتاح إسبانيا

هيستريا الفرح تجتاح إسبانيا
12 يوليو 2010 23:26
عمت الفرحة جميع أنحاء إسبانيا أمس وأمس الأول بالفوز التاريخي الذي حققه المنتخب الإسباني على نظيره الهولندي بهدف دون مقابل في المباراة النهائية لكأس العالم بجوهانسبرج، وأثار هدف الفوز بالهدف الذي أحرزه إنييستا قبل ثلاث دقائق من انتهاء الوقت الإضافي للمباراة صيحات الفرح ومشاعر الراحة، فضلاً عن إطلاق الألعاب النارية ابتهاجاً بفوز الماتدور وتتويج جهودهم الكبيرة في كل أدوار المنافسات التي بدأت قبل شهر على ملاعب جنوب افريقيا لأول مرة في التاريخ أيضا، خصوصا أن هذا الفوز جعل من الماتادور الإسباني أول منتخب أوروبي يفوز بالبطولة خارج القارة الأوروبية. ومع انطلاق صافرة النهاية عمت مشاعر الفرح والبهجة جميع أنحاء البلاد، وخرج الإسبان إلى الشوارع احتفالاً بفوز فريقهم بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، ولم لا؟ فقبل لحظات وثوان فقط كانت إسبانيا مجرد رقم مهمل في تاريخ البطولة، أفضل ما حققته في تاريخ تلك البطولة التي بدأت قبل 80 عاما هو المركز الرابع في عام 1950، وفي لحظة تحولت الى بطل العالم في مرحلة الكرة التكتيكية الفنية المنضبطة، وأذهلت الجميع من عشاق اللعبة في كل دول العالم بالأداء الراقي والمثالي، وتوج منتخبها الإنجازات التي بدأتها أنديته بتحقيق الألقاب الأوروبية والعالمية، والمنتخب نفسه الذي يعد آخر بطل متوج بلقب كأس أمم أوروبا. الفوز الإسباني باللقب لم يكن نبتا شيطانيا، فأنديته كما قلنا تحقق الإنجازات على المستوى الأوروبي والعالمي، والدوري الإسباني نفسه هو الأقوى في العالم في المرحلة الأخيرة، وبه أفضل وأغلى نجوم العالم، والمنتخب بدأ يتأثر بهذه النهضة الكروية واستجاب لطموحات الجماهير، وبالفعل سوف يتوقف تاريخ الكرة الإسبانية كثيراً أمام ليلة الثاني عشر من يوليو عام 2010، وسوف يذكرها بأحرف من نور، ويذكر جيل اللاعبين المبدعين الحالي بالثناء والتقدير، وسوف يشيد بالمدرب الكفء ديل بوسكي الصامت الهادئ الذي يجبر خصومه على اللعب بالطريقة التي يراها، ويجيد تقسيم المباريات إلى أجزاء قد تصل إلى 5 أجزاء، وكل جزء له استراتيجيته الفنية التي يؤدي بها اللاعبون من أجل الوصول للهدف في النهاية. خرجت الجماهير إلى الشوارع والميادين العامة، والسهر للاحتفال حتى الصباح وفي يوم أمس شهد العديد من التقاليع والفنون للتعبير عن حب الماتادور الذي قهر الماكينات والسامبا والطاحونة، فهناك الشباب الذين طافوا الشوارع حاملين صور اللاعبين والمدرب، وهناك الفتيات اللائي عشن الحدث بكل تفاصيله وعبرن عن فرحتهن بالغناء والرقص، وهناك الرجال والسيدات والمسنون والأطفال الذين لم تغمض جفونهم من الفرحة التي طال انتظارها، وانطلقوا في مسيرات في كل أرجاء المدن الإسبانية، إنها لم تكن ليلة عادية في إسبانيا، وكانت بحق ليلة القبض على الفرحة. وعجت الأرصفة والطرقات بآلاف المشجعين كما اكتظت الشوارع بالسيارات التي ترفرف عليها الأعلام الوطنية بلونيها الأحمر والأصفر. وكانت مراكز هذه الاحتفالات في ساحات "بلازا دو سيبيليس" في مدريد و"رامبلا دو كاناليتاس" في برشلونة و"بلازا دي سان فرانسيسكو" في إشبيلية. وتواصلت الاحتفالات في جميع أنحاء إسبانيا، الأمر الذي تسبب في تأخر الكثيرين عن أعمالهم، وربما تغيبوا عن العمل، وبالتأكيد سوف ينظر أرباب العمل في تلك الشركات والمؤسسات الحكومية لهذا الغياب والتأخر بعين مختلفة، لأن الحدث كان استثنائياً، والفرحة أيضاً جاءت استثنائية.
المصدر: مدريد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©