ارتفعت غالبية أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا بعد تدهورها أمس الأول، لكن التوتر ظل يسود أوساط المستثمرين بسبب التناقض بين إجراءات الدعم التي اعلنتها الحكومات والآنباء الاقتصادية السيئة·
وفتحت البورصات الأوروبية على ارتفاع كبير بعد جلستين متتاليتين من الانخفاض، متأثرة بتحسن بورصة وول ستريت الخميس وارتفاع بورصة طوكيو في نهاية جلستها أمس·
وارتفع مؤشر نيكي الرئيسي للاسهم اليابانية 2,8 في المئة في نهاية التعاملات الأمس بعد يوم من تكبده أكبر خسارة له منذ انهيار أسواق الأسهم عام 1987 لكن المخاوف بشأن الاقتصاد حدت من مكاسب أسهم شركات التصدير مثل شركة كانون·
وتحول المستثمرون بشدة إلى استراتيجيات دفاعية في مواجهة التشاؤم الاقتصادي المتنامي على المستوى العالمي، وارتفعت أسهم شركة إن·تي·تي دوكومو للاتصالات بفضل رفع تصنيفها، كما ارتفعت أسهم شركات الأدوية·
وزاد مؤشر نيكي الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في اليابان 235,37 نقطة عند الإغلاق إلى 8,693,82 نقطة بعد ارتفاعه أكثر من ثلاثة في المئة خلال التداول، وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 3,4 في المئة إلى 894,29 نقطة·
كما ارتفعت أسهم بورصة نيوزيلندا خلال التعاملات التي جرت أمس، وارتفع مؤشر إن زد إكس 50 الرئيسي بمقدار 68 نقطة ليصل إلى 2832 نقطة خلال أول ساعتين من التعاملات مرتفعا بنسبة 2%·
وكانت شركة تيليكوم نيوزيلندا أكبر الشركات الرابحة خلال التعاملات ونجحت في استعادة 45% من قيمتها التي انخفضت أمس الأول والتي بلغت 6ر8 % لتصل إلى 36ر1 دولار أميركي (23ر2 دولار نيوزيلندي) وهو أدنى مستوى لها خلال أكثر من 16 عاماً·
واعتبرت لينسي بييجزا من شركة اف تي ان فاينانشل في نيويورك: إن ''التذبذب غير معقول''، وأوضحت ''الأمر يعكس مزاج المستثمرين· فمن جهة تبرز معطيات (اقتصادية) مخيبة للآمال ومن جهة اخرى تضخ الحكومة والبنك المركزي شحنات من التفاؤل من حيث تعهدهما دعم الاقتصاد مهما حصل''·
وشهدت بعض البورصات الآسيوية تراجعات أمس حيث خسرت بورصة هونج كونج 4,4% عند الاغلاق، فيما تراجعت تايبية من 2,28% وسيدني 1,1%، على عكس شانغهاي التي ارتفعت 1,08%·
وقال المحلل سريكالا كوشوجوفيندان لدى باركليز كابيتال في طوكيو: ''بعد سلسلة من إجراءات الانقاذ الحكومية وأزمة البيع نتيجة الرعب، بلغت الأسهم الآن مستويات متدنية تاريخياً، لكن اتساع وسرعة استئناف النشاط ما زالت غير مؤكدة''·
وخسرت الأسواق العالمية الرئيسية حوالى 40% من قيمتها منذ مطلع العام، إضافة إلى المخاوف من انكماش عالمي فهي تعاني من عمليات بيع ضخمة تجريها شركات استثمار الأموال الخاصة التي تعاني من صعوبات وتسعى إلى الحصول على السيولة·
وقفزت الأسهم الأوروبية في أوائل المعاملات أمس مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم البنوك التي انخفضت أسعارها بشدة، كما ارتفعت أسهم شركات الطاقة بفضل ارتفاع أسعار النفط·
وفي الساعة 1607 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة أربعة في المئة إلى 892,49 نقطة·
وفي قطاع النفط صعدت أسهم شركات بي·بي وتوتال وشل بما بين 5,1 و6,3 في المئة مع ارتفاع سعر النفط الخام أكثر من ثلاثة دولارات مقتربا من 73 دولارا للبرميل وسط توقعات متنامية بأن منظمة أوبك ستخفض انتاجها·
وقفز سهم بنك أونيكريديت الايطالي عشرة في المئة بعد أن قالت مؤسسات ليبية إنها تملك 4,2 في المئة من أسهمه· وزاد سهم انتيسا سانباولو واتش·اس·بي·سي 3,2 و2,7 في المئة على الترتيب·
وكان مؤشر يوروفرست 300 ارتفع عشرة في المئة يوم الاثنين الماضي وثلاثة في المئة يوم الثلاثاء الماضي بفضل الجهود الحكومية الرامية لتيسير عمليات الإقراض بين البنوك· لكن المؤشر انخفض 6,5 في المئة وخمسة في المئة في اليومين التاليين بسبب المخاوف من الكساد·
وعلى صعيد البورصات المحلية في أوروبا سجلت بورصة باريس ارتفاعاً كبيراً في التعاملات المبكرة ليتقدم المؤشر ''كاك ''40 بنسبة 4,39%، وفي لندن، كسب مؤشر فوتسي 4,3% بعد دقائق من الافتتاح، كما تقدم مؤشر ''داكس'' في بورصة فرانكفورت 4,01% بعد عشر دقائق من بدء الجلسة حيث بدا أن اسهم المصارف تلقى إقبالاً كبيراً، وارتفعت بورصات مدريد نسبة 4,4% وميلانو بنسبة 1,13% وامستردام بنسبة 4,74%·
عدد اليوم
