الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية تباغت الآلاف في أيرلندا

الأزمة المالية تباغت الآلاف في أيرلندا
17 أكتوبر 2008 23:01
تشير الأصوات المخنوقة التي تبثها المحطات الإذاعية والتليفزيونية وتحكي قصصاً حول فقد الوظائف وسحب ملكية المنازل وتراكم الديون وحالة البؤس الشديد إلى التحول الهائل في الاقتصاد الأيرلندي الذي باغت الآلاف على حين غفلة· ومن بين تلك الأصوات صوت السيدة كاثلين الأم لأربعة أطفال، حيث كانت تبكي بشدة وهي تصف كيف أنها حصلت على قرض عالي المخاطر لإعادة طلاء بيت العائلة الذي ورثته· ومع تراكم متأخرات القرض عليها إلى سبعة آلاف يورو، تواجه كاثلين حاليا شبح فقدان هذا المنزل، حيث إن ارتفاع معدلات الفائدة أدى إلى زيادة قسط السداد الشهري من 1600 إلى 2300 يورو، وقالت كاثلين: ''لا أستطيع تحمله أكثر من ذلك''· ومع تناقص دخل زوجها الذي يعتمد على قطاع البناء المتعثر وتهديد شركة الرهون العقارية بـ ''اللجوء للقضاء''، فإنها لا ترى مخرجاً أمامها وتشعر بالرغبة في الانتحار· ويبلغ دخل الزوجين معا ثلاثة آلاف يورو شهرياً، مما يعني أنه لا يمكن للزوجة الحصول على قرض عقاري تتجاوز قيمته 90 ألف يورو، ومع ذلك حصلت على قرض عالي المخاطر بقيمة 260 ألف يورو من شركة تابعة لبنك الاستثمار الأميركي المفلس ليمان براذرز· وقالت كاثلين التي كشفت عن اسمها الأول فقط عندما تحدثت إلى إذاعة (آر·تي·إي) الوطنية الأيرلندية الأسبوع الماضي: ''لا أرى لذلك مخرجا، أريد فقط أن أعود إلى ما كنت عليه سابقا، كل ما أريده هو السعادة لأطفالي''· وتختلف هذه القصص تماماً عن قصص فترة ازدهار الاقتصاد الايرلندي التي تعرف باسم ''النمر السلتي''، كما أن أيرلندا تشعر بالصدمة إزاء السرعة التي تتفاقم بها الأزمة· ويقول فيرجوس جابهان - وهو مهندس في العقد الخامس من عمره تلقى إخطارا بأنه سيفقد وظيفته في غضون شهر - إن ''الناس تتساقط من قطاع البناء والهندسة كما تسقط الأوراق''· وأضاف جابهان الذي فقد بعض ماله أيضا في نظام ادخار روجت إليه الحكومة والذي تهاوت قيمته: ''إنه يتغير بأكمله''، وذكر: ''هذا يعنى أن مدخراتي قد نفدت، ولا وقت لدي للجلوس وانتظار انقضاء هذه النكبة· لا أستطيع حقا تحمل البقاء هنا الآن''· وقد تغيرت حالة طريق رحلته اليومية إلى العمل في منطقة رينجاسكيدي - التي تعد معقلا لصناعة الأدوية بالقرب من مدينة كورك جنوب غربي أيرلندا - بصورة جذرية· فيقول جابهان: ''لقد تلاشى الازدحام المروري تماماً· وصارت أماكن انتظار السيارات خاوية · لقد شهدنا انحداراً من قبل، لكنك كنت ستجد وظائف صغيرة تمكنك من الاستمرار· أما في وقتنا هذا ألغيت كافة المشروعات الكبرى، وتلاشت جميع الوظائف الصغرى أيضاً''· ويشعر جابهان وكأنه لا خيار أمامه سوى المغادرة، قائلاً: ''لقد فعلتها من قبل ، بيد أن تلك هي المرة الأولى التي يتعين علي فعل ذلك ولدي أطفال صغار، وانا لا أتطلع لذلك''· وأدت الآثار المتراكمة للأزمة الائتمانية العالمية وتهاوي قطاع العقارات إلى ارتفاع عدد العاطلين في أيرلندا العام الماضي، بل ومن المتوقع أن يصل المعدل إلى 3ر7 في المئة العام المقبل· وأظهرت الإحصاءات التي أصدرها المكتب المركزي للإحصاء عن شهر سبتمبر الماضي أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بطالة ارتفع إلى 244500 شخص، وهو عدد يزيد بنسبة 48 في المئة عن الشهر ذاته من العام الماضي، ويعد الأكبر خلال 11 عاماً· أما عن الأشخاص العاملين فإنهم يشعرون بالعجز إزاء تأمين أنفسهم ضد ما يمكن أن يكون وقتاً عصيباً مقبلين عليه، فأعربت جاكي جوران - إحدى أصحاب الأعمال الحرة - عن أملها في الانتقال من منزلها المكون من أربعة غرف إلى آخر يتألف من ثلاثة غرف فقط، بيد أن انحدار مؤشر سوق الإسكان أدى إلى عجزها عن بيع منزلها بعدعام من اتخاذ قرارها· وقالت: ''إن الأزمة المالية تحد من خياراتك· لم يكن أمراً حيوياً لي ان أبيع (منزلي) لكن الحقيقة هي انني أردت الانتقال إلى منزل أصغر، ولم أستطع القيام بذلك، أما عن العمل الحر ، فإنه يجعلك تنتظر متيقظا· لدي عمل يكفي للأشهر الستة القادمة ، لكن الأمر قد يختلف بعد ذلك''
المصدر: دبلن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©