الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انخفاض الحديد يدفع مقاولين إلى التردد قبل إبرام عقود طويلة

انخفاض الحديد يدفع مقاولين إلى التردد قبل إبرام عقود طويلة
17 أكتوبر 2008 23:02
دفع انخفاض سعر الحديد بالسوق المحلية إلى 2950 درهما للطن بنهاية الأسبوع الماضي مقاولين إلى ''التردد'' قبل إبرام عقود طويلة الأجل وبكميات كبيرة لشراء الصلب تفاديا لتحمل كلف إضافية قد تنحسر إذا ما استمرت موجة التراجع التي خفضت ثمن الطن بمقدار النصف خلال شهرين· وقال رئيس شركة طنب الكبرى للمقاولات العامة ابراهيم الخوري لـ''الاتحاد'' إن الحديد التركي تراجع الاربعاء الى ما دون 3000 درهم بالنسبة لبعض العقود المبرمة بالدفع النقدي، مشيرا إلى أن الأسعار تختلف بنسب بسيطة بحسب الموردين، إلا أنها وصلت الى 2950 درهما لدى البعض· وكانت أسعار الحديد بدأت بالتراجع منذ شهر أغسطس الماضي، لينخفض الصلب من أعلى مستوى عند 6500 درهم إلى نحو 3000 آلاف درهم حاليا، بنسبة انخفاض فاقت 50%· وأوضح المهندس محمود بغدادي الشريك في شركة الشادن لمقاولات البناء أن ''آخر الأسعار بالسوق تراوحت بين 2950 و3000 للطن، وهو ما يمثل استمرارا لحالة انخفاض سعر الحديد''· وأشار إلى أن ''مستقبل الاسعار ما يزال ضبابيا وهو ما يجعل المقاولين والمتعاملين بالسوق يترددون في إبرام صفقات طويلة الاجل''· وقال الخوري إن تراجع سعر الحديد صاحبه تراجع نسبي في سعر الاسمنت بالسوق، مشيرا إلى أن سعر كيس الاسمنت تراجع لدى نقاط التوزيع والتجار من 28 درهما إلى ما يتراوح بين 25 و26 درهما حاليا· بيد أن الخوري وبغدادي اتفقا على انه رغم تراجع سعر الحديد والاسمنت، فإن منتجات أخرى مرتبطة بالإسمنت لم تشهد أية تراجع في أسعارها حتى الآن مثل الخرسانة الجاهزة والطابوق الذي يتراوح سعره بين 3,5 و4 دراهم· وأشارا إلى ان السبب في ذلك يعود إلى معدلات الطلب المرتفعة على هذه المنتجات ما يجعلها تحافظ على أسعارها أو تتحرك باتجاه صعودي· وأضاف الخوري أن بعض المنتجات الأخرى المستخدمة في البناء ما تزال تحافظ على أسعارها، مشيرا إلى أن الألمنيوم ثابت عند مستويات بحدود 620 درهما للمتر المربع وذلك للألمنيوم المزدوج، كما ان أسعار الأخشاب بقيت ثابتة أيضا عند مستوياتها مع تغيرات بسيطة بين الحين والآخر· ودعا الخوري إلى تحرك من جانب وزارة الاقتصاد لضبط سعر الخرسانة بشكل رئيسي، مشيرا الى أن سعرها لا يتحرك مع التغيرات العالمية لأسعار الإسمنت بعكس الحديد الذي يتحرك في السوق المحلي متأثرا بالأسعار العالمية، وهو ما أدى إلى تراجعه مؤخرا· وأشار إلى وجود تفاوت في عمليات تسليم الاسمنت لدى الشركات والموزعين العاملين بالسوق، مشيرا الى أن بعض الشركات تقوم بتسليم الكميات خلال يوم أو يومين، فيما تقوم شركات أخرى بالتسليم خلال فترات طويلة تصل إلى أسبوعين في بعض الحالات· وسجلت واردات الدولة من الحديد في العام 2007 حوالي خمسة ملايين طن، مقابل 3,68 مليون طن عام 2006 بزيادة34,7%، وسط توقعات بنمو الواردات بنسبة 40% العام الجاري مع تنامي الطفرة العقارية· وارتفعت قيمة الواردات وفقا لإحصائيات الهيئة الاتحادية للجمارك من 7,19 مليار درهم عام 2006 إلى 11,7 مليار درهم في ،2007 بزيادة 63,1%· وأفادت إحصاءات الهيئة الاتحادية أن واردات الإمارات من مختلف أنواع الحديد بدأت ترتفع مع نمو حركة البناء والتشييد، وإطلاق العديد من المشروعات العقارية في إمارات الدولة المختلفة، إضافة إلى مشروعات البنية التحتية، فيما ارتفعت أسعار الحديد من حوالي 3200 درهم في شهر يناير الماضي الى مستوياتها الحالية· وتشهد الدولة تنفيذ عدد كبير من المشاريع الإنشائية ومشاريع البنية التحتية، وتقدر قيمة المشاريع المنفـذة بما يتراوح بين 2 و 3 تريليونات درهم وتتركز في إمارتي أبوظبي ودبي، إلى جانب بعض الإمارات الأخرى· وتوقع إبراهيم الخوري أن تواصل أسعار الحديد على وجه التحديد تراجعها خلال الفترة القريبة القادمة، مشيرا إلى أن موجة التراجع في الأسعار ما تزال مستمرة ومن المتوقع أن تواصل انخفاضها خلال الايام المقبلة لتصل إلى مستويات سعرية أقل مما هي عليه حاليا· من جهته، أكد محمود بغدادي وجود طلب قوي على منتجات الإسمنت المختلفة بما فيها الخرسانة، إلى جانب الكونكريت وبعض المواد الأخرى المستخدمة في البناء، مشيرا إلى أن ذلك يساهم في محافظة هذه المنتجات على أسعارها أو في ارتفاع أسعارها بمعدلات بسيطة رغم تراجع سعر المادة الخام لها في السوق المحلية· واضاف بغدادي أنه من الصعب توقع اتجاه أسعار المواد خلال الفترة المقبلة، حيث توجد عوامل مختلفة تؤثر في الأسعار مثل تكاليف الوقود والنقل ومعدلات العرض والطلب العالمية والمحلية، موضحا ان ذلك يتسبب في تردد الكثير من المقاولين في التوقيع على عقود شراء بعيدة الأجل في الوقت الراهن· وأشار إلى انه رغم وجود منتجات أخرى لها تأثير أكبر من الحديد في تكاليف البناء مثل التجهيزات الكهربائية ومواد التشطيب وغيرها، الا أن الحديد استحوذ على قدر أكبر من الاهتمام بعد أن سجل ارتفاعات مخيفة خلال الاشهر الماضية وتسبب في رفع التكاليف الإجمالية للبناء
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©