الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذوو الأصول الأفريقية: لن نصوت لأوباما

ذوو الأصول الأفريقية: لن نصوت لأوباما
17 أكتوبر 2008 23:03
تعد هذه هي المرة الأولى في التاريخ الأميركي، التي يقترب فيها مرشح رئاسي أسود من أصول أفريقية من الوصول إلى البيت الأبيض؛ لكن وعلى امتداد حملته كلها، واصل ''أوباما'' مواجهة السؤال الصريح والمباشر: هل في إمكانه استقطاب ما يكفي من أصوات الناخبين البيض للفوز بالمنصب الرئاسي؟ وفي اعتقادي الشخصي أنه سؤال له علاقة بالعرق، بقدر ما يرتبط بالممارسة الانتخابية نفسها؛ وقد أشارت دراسة حديثة أجرتها جامعة ''ستانفورد'' إلى أن التعصب العرقي يخصم نسبة 6 في المائة من التأييد الشعبي الذي يحظى به السناتور ''أوباما''؛ بل مضى أحد المعلقين إلى القول إن العامل العرقي سوف يكون السبب الوحيد الذي يفسر خسارة أوباما للمعركة الانتخابية في شهر نوفمبر المقبل؛ غير أن هناك عوامل أخرى مكملة لهذا العامل في واقع الأمر؛ أهمها وأكثرها تأثيراً، تردد بعض الناخبين السود إزاء التصويت لصالح ''أوباما''· فوفقاً لاستطلاع للرأي أجرته صحيفة ''نيويورك تايمز'' -في شهر يوليو المنصرم- اتضح أن نسبة تصل إلى 6 في المائة من الناخبين السود ة قالت إنها لن تصوت لصالح مرشح أسود -دونما إشارة صريحة لاسم المرشح أوباما- في حين بلغت نسبة الناخبين البيض التي أعلنت الموقف نفسه 5 في المائة من جملة القاعدة الناخبة التي شملها استطلاع الرأي؛ فما الذي يفسر هذه المقاومة السوداء لأوباما؟ من بين الأسباب ما يأخذه عليه البعض من مسؤولية إزاء الفوضى المالية الحاصلة الآن؛ ويقول هؤلاء إن الفوضى سوف تبلغ مدى أسوأ في ولايته، إذا ما كان الفوز بالمنصب الرئاسي من نصيبه؛ ويمضي هذا التفكير إلى القول إنه وفي حال الإلقاء باللائمة على ''أوباما'' إزاء أي ترد في الأوضاع المالية والاقتصادية فيما بعد، فإنه سوف يحسب على جميع الأميركيين السود، وليس على أوباما وحده؛ فذلك هو منهج ازدواجية المعايير المعمول به في أميركا ضد الأفارقة الأميركيين؛ وهذا يعني أن فشل ''أوباما'' سوف يشمل جميع من ينتمون إلى عرقيته السوداء؛ ثم هناك مشكلة عقدة اللون أو العقدة العرقية التي تمنع الكثيرين من السود من تأييد المرشحين من بني جلدتهم لأي من المناصب القيادية الحكومية العامة· وليس سراً أن نقول إن هذه العقدة ظلت تطل برأسها القبيح وتؤثر على الناخبين السود، في كل مرة يحاول أحدهم الصعود إلى موقع قيادي في المجتمع الأميركي؛ يضاف إلى ذلك الخوف المستمر بين الناخبين السود من أن يغتال ''أوباما'' في حال فوزه بالرئاسة؛ غيــــر أن جميــــــع هـــــذه الأسبــــــاب لا تقف مبرراً كافياً لتفسير تردد بعض الناخبين السود إزاء التصويت لصالحه· وعليه فلا بد من محاولة الوصول إلى جوهر الحقيقة؛ تتلخص هذه الحقيقة في أنه من الخطأ أصلاً النظر إلى الناخبين السود باعتبارهم كتلة اجتماعية واحدة منسجمة، فهم يختلفون مثل غيرهم من بقية المجموعات الناخبة الأخرى، في آرائهم السياسية وانتماءاتهم الاجتماعية، فضلاً عن تمايزهم الديموغرافي؛ ويشغل بعض الأميركيين السود مواقع قيادية اجتماعية ودينية محافظة، بقدر ما يعبر آخرون عن ميول ليبرالية ديمقراطية؛ وقد تجلت هذه الحقيقة بوضوح في المعارك الانتخابية الرئاسية التي دارت في كل من ولايتي فلوريدا وأوهايو عام ،2004 حيث حصد الرئيس ''بوش'' نسبة مئوية عالية من أصوات الناخبين السود في كلتا الولايتين؛ وقد استفاد ''بوش'' من توجيهه رسالة انتخابية، تطابقت ورفض الناخبين السود القوي للإجهاض وزواج المثليين، وتأييدهم لبرنامج المساعدات المالية المدرسية؛ كما أشارت استطلاعات الرأي حينها، إلى معارضة الكثير من الناخبين السود للرعاية الاجتماعية، ولتطبيق ''قانون الفعل الإيجابي'' في حالة التعيين الوظيفي في المؤسسات الحكومية، مقابل تأييدهم لعقوبة الإعدام؛ وبالنسبة للمحافظين الاجتماعيين السود، فلا يبدو ''أوباما'' اليوم في نظرهم، أكثر من مجرد أداة لتنفيذ الأجندة الليبرالية والترويج لها؛ وفي حين تمثل هذه الفئة أقلية مميزة للغاية من الناخبين السود، فإنه ليس بالضرورة أن تعلن تأييدها للمرشح الرئاسي الأسود، اعتماداً على لونه وحده· بل سبق للناخبين السود الديمقراطيين، أن أيدوا مرشحين بيضاً في الانتخابات التمهيدية بدلاً من تصويتهم لصالح أوباما؛ فالمسألة بالنسبة لهم ليست العرق أو اللون، وإنما كفاءة المرشح المعين وقدرته على القيام بواجبه ومسؤوليته الرئاسية في البيت الأبيض، لا سيما في مجال تحسين الظروف المعيشيـــة وخدمات التعليم والرعايــــة الصحيـــــــة، إلى آخره من القضايا المهمـــــة التي تلعب دوراً حاسماً في إدلاء الناخبين بأصواتهم· وعلى رغم صحة القول إن الناخبين السود ظلوا يصوتون بنسب تتراوح ما بين 80-90 في المائة لصالح المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين منذ عقد الستينيات -الذي أعلن فيه الديمقراطيون تأييدهم للحقوق المدنية- إلا أن هناك نسبة ضئيلة من الناخبين الســــــود، واصلــــت ولاءهــــــا ودعمها للمرشحين الرئاسيين الجمهوريين، على رغم تجاهل الحزب الجمهوري لهم على امتداد عدة عقود من الزمان؛ والحق أن مواقف هذه الفئة الضئيلة المعارضة للمرشحين السود، تعكس مخاوف لا بد من التصدي لها في تاريخنا السياسي· يذكر أن ''أوبرا وينفري'' كانت قد دفعت ''أوباما'' دفعة كبيرة خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية كارولينا الجنوبية، فصوتت له نسبة منهم بلغت 90 في المائة· ومع ذلك تظل خيارات بعضهم محكومة بعوامل أخرى ليس اللون فيها هو العنصر الوحيد· إيرل أوفاري هتشنسون كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©