عواصم (رويترز)
قال معالي سهيل بن محمد فرج المزروعي وزير الطاقة أمس: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بتخفيضاتها من النفط»، معرباً عن أمله في بدء تقلص المعروض بأسواق النفط العالمية في النصف الثاني من العام مع تسارع الطلب.
وأبلغ المزروعي الصحفيين «نشهد طلباً قوياً واستقرار عدد الحفارات في الولايات المتحدة. إنها بداية الربع الثالث والطلب يتسارع فيه وآمل أن يكون للاتفاق أثر كبير في الربعين الثالث والرابع». ولا تزال أسعار خام برنت من دون مستوى الخمسين دولاراً للبرميل المهم بفعل بواعث القلق من ارتفاع إمدادات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) رغم تعهدها بخفض الإنتاج في مسعى لتقليص المعروض بالسوق. كانت أوبك وعدد من المنتجين غير الأعضاء مثل روسيا قد مددوا اتفاقاً لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً حتى مارس 2018.
لكن التزام أوبك تراجع إلى 78% في يونيو بفعل إنتاج أعلى من المسموح به. وقال المزروعي: «لاحظنا بعض الزيادة في إنتاج بعض الدول غير المشاركة في الاتفاق بسبب أوضاعها الخاصة». وتواجه تخفيضات إنتاج أوبك عاملاً معاكساً آخر هو ارتفاع الإنتاج الأميركي الذي زاد نحو 12% منذ منتصف 2016 إلى 9.4 مليون برميل يومياً. ويزيد عدد منصات الحفر الأميركية المستخدمة لزيادة الإمدادات منذ العام الماضي لكن الوتيرة تباطأت في الأسابيع الأخيرة.
يتطلع تجار النفط إلى اجتماع أوبك والمنتجين غير الأعضاء بعد غد الاثنين لمعرفة ما إذا كان سيعالج مسألة زيادة إنتاج نيجيريا وليبيا المعفيتين من التخفيضات. وتراقب اللجنة الوزارية المشتركة لأوبك درجة الالتزام باتفاق المعروض، وتعقد اجتماعاً في سان بطرسبرج بروسيا.
وفي السياق ذاته، قال وزير النفط الكويتي: «إن الدول الرئيسة المنتجة للخام تناقش اتفاق خفض الإمدادات العالمي، وتُراجع أوضاع السوق، وتدرس أي مقترحات بخصوص الاتفاق خلال الاجتماع».
ويلتقي عدد من وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون غير أعضاء في مدينة سان بطرسبرج الروسية بعد غد الاثنين. وترأس الكويت اللجنة الوزارية المشتركة لأوبك والدول غير الأعضاء التي تراقب مستوى الالتزام باتفاق خفض إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يومياً. وتضم اللجنة إلى جانب الكويت كلا من فنزويلا والجزائر والسعودية وروسيا وسلطنة عمان.
وأبلغ وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، وكالة الأنباء الكويتية، أن الاجتماع يناقش الخطوات المستقبلية للاستمرار في تنفيذ الاتفاق ومناقشة أي اقتراحات من الدول الأعضاء. وتحيل اللجنة أي توصيات توافق عليها إلى الدول الأعضاء.
وللجنة تقديم توصيات لأوبك ومنتجي النفط الآخرين لتعديل الاتفاق إذا اقتضت الضرورة.
يأتي ذلك، في وقت قالت رصدت فيه شركة شركة بترو-لوجيستكس توقعات معروض أوبك أمس إن إنتاج نفط المنظمة بصدد الارتفاع 145 ألف برميل يومياً هذا الشهر ما يشير إلى تراجع الالتزام باتفاق خفض الإنتاج.
والالتزام بالاتفاق كبير حتى الآن لكن إنتاج أوبك زاد في الأسابيع الأخيرة لأسباب منها نمو الإمدادات من ليبيا ونيجيريا المستثنيتين من الاتفاق بسبب الصراعات التي أضرت بإنتاجهما.
وقال دانييل جربر الرئيس التنفيذي لشركة بترو-لوجيستكس في رسالة بالبريد الإلكتروني «معروض أعضاء أوبك الأربعة عشر من المتوقع أن يتجاوز 33 مليون برميل يومياً في يوليو، أي بزيادة 145 ألف برميل يومياً عن يونيو. أحجام يوليو تزيد أكثر من 600 ألف برميل يومياً فوق متوسط النصف الأول من 2017.
بترو-لوجيستكس إحدى الشركات الاستشارية التي تقدر معروض أوبك عن طريق تتبع شحنات الناقلات.
وبحسب أرقام من مصادر ثانوية تستخدمها أوبك لمراقبة المعروض فقد زاد إنتاج المنظمة 393 ألف برميل يومياً في يونيو إلى 32.611 مليون برميل يومياً. كانت تلك الزيادة بقيادة نيجيريا وليبيا إلى جانب معروض إضافي أيضاً من السعودية والعراق.
وتراجعت أسعار النفط أمس بعد أن توقع تقرير بترو-لوجيستكس ارتفاع إنتاج أوبك في يوليو. وفي الساعة 11.06 بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي 36 سنتاً إلى 48.94 دولار للبرميل في حين انخفضت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 40 سنتاً إلى 46.52 دولار للبرميل.
عدد اليوم
