الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غابت البنى التحتية فاختفت الصناعة

غابت البنى التحتية فاختفت الصناعة
17 أكتوبر 2008 23:28
أصدر مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثانية الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مجموعة من البحوث التي تختص بالشأن السينمائي العربي تحديداً ومن بينها بحث بعنوان ''واقع صناعة السينما في دول المشرق العربي·· سوريا والأردن وفلسطين والعراق ولبنان'' قدمه الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة· كما عقدت في ضوء البحوث المقدمة حلقات بحث ناقشت واقع صناعة السينما أيضاً في السودان ومصر والمغرب العربي والخليج لكل من عبدالرحمن محسن وعبدالرحمن نجدي ونديم جرجورة وكمال رمزي وخالد الخضري· وفي صدد دراسة الناقد نديم جرجورة فقد قدم الباحث والناقد السينمائي المصري سمير فريد بانوراما عامة لأصول حلقات النقاش هذه التي قال فيها ''إن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثاني ليس فقط أفلاماً مختارة تعرض في نظام ما وإن كانت هي الأساس وإنما أيضاً لقاء بين صناع ونقاد السينما للحوار وندوات وأبحاث للمناقشة ومعارض وكتب مؤلفة ومترجمة وغير ذلك من الوسائل التي تجعل المهرجان من الأحداث الثقافية الشاملة''· وأشار سمير فريد إلى أن البحوث ''استهدفت أن تتضمن رصداً شاملاً بالحقائق والأرقام واقع السوق في كل بلد، من حيث عدد شركات دور العرض وعدد الشاشات وتوزيعها الجغرافي وأسعار التذاكر وعدد شركات الإنتاج والاستديوهات والمعامل وما تنتجه من أفلام كل سنة، وعدد شركات التوزيع وجنسيات الأفلام المعروضة وإيراداتها، وكذلك بحث العلاقة بين الدولة والسينما من حيث الرقابة والنقابات والتشريعات والضرائب والدعم والجوائز المالية''· يتساءل جرجورة مستغرباً عن واقع صناعة السينما في منطقة المشرق العربي من خلال دولها التي تملك - كما يقول - حركة إنتاج لا بأس بها، قياساً إلى غياب البنى التحتية الكفيلة بإيجاد صناعة متكاملة في مقابل دول مقيمة في الخراب والدم''· يستعرض جرجورة واقع الدول - ميدان بحثه - بأنها تعاني من إشكالية المحتل، الاسرائيلي في فلسطين والأميركي والأصولي/ الإرهابي معاً في العراق، ومع هذا تنتج فيها أفلام متفرقة، معللاً ذلك بأن سينمائييها وجدوا في الكاميرا أداة فاعلة لمقاومة الموت والتشرذم والجهل والفراغ· ويعدد ملامح دول أخرى لا تأبه سلطاتها بأي فن أو ثقافة، وأخرى تتحكم أنظمتها بصناعة السينما· بداية مصرية ينطلق نديم جرجورة من صناعة السينما في مصر التي بدأت عام 1927 ويستدرك باختلاف مؤرخي السينما المصرية على الفيلم المصري الأول هل هو ''قبلة في الصحراء'' لابراهيم لاما أو ''ليلى'' لاستيفان روستي· ثم ينتقل الى سوريا حيث فيلمها الأول ''المتهم البريء'' للثلاثي أيوب بدوي وأحمد تلو ومحمد المرادي في ،1928 أما لبنان فكانت ولادة السينما فيها في ''مغامرات الياس مبروك'' للإيطالي جوردانو بيدوني في ،1929 ويستذكر الفيلم الأردني الأول ''صراع في جرش'' 1958 لواصف الشيخ ياسين، وفي العراق انتج أول فيلم عام 1946 من قبل شركة أفلام الرشيد العراقية المصرية ''ابن الشرق'' للمخرج المصري نيازي مصطفى وفي فلسطين بدأت السينما عام 1935 عندما صور ابراهيم حسن سرحان زيارة الملك سعود إلى فلسطين· يرى الباحث أن كل هذه البدايات تمخضت عن مبادرة فردية، ويصل إلى أن المبادرة الفردية تلك ظلت قائمة لحد الآن معتبرها أساساً حقيقياً وعملياً بسبب كون السينمائيين - بحسب جرجورة - يسعون جاهدين إلى تأمين ميزانيات إنتاجية بشتى الوسائل كي يحققوا مشاريعهم الخاصة· قسم البحث إلى خمسة مفاصل مع خاتمة مقتضبة هي وضع السينما في سوريا ثم الأردن ثم فلسطين ثم العراق ثم لبنان· قوانين سورية في مفصل سوريا يستعرض الباحث أهم مطالب السينمائيين وهي دعم الدولة للسينما مالياً وإدارياً وتطوير المؤسسة العامة للسينما والتعددية والتكامل في المجالات كلها· يرى الباحث أن هناك هماً كبيراً يشعر به السينمائيون السوريون وفق بيانات وقعها هؤلاء والذين وصفوا معاملتهم بالمجحفة من قبل مؤسساتهم المعنية بالشأن السينمائي معتبرين الإنتاج يمر في حالة فوضى وكان الحل المقترح - بحسب آرائهم التي ينقلها الباحث - هو خصخصة السينما السورية· ولدت أول دائرة سورية هذا العام عندما انشئت دائرة خاصة تهتم بشؤون السينما في وزارة الثقافة في سوريا مهمتها إنتاج أفلام قصيرة وروائية، ودعم إنتاج القطاع الخاص وتوجيه الإنتاج السينمائي في خدمة الثقافة والعلم والقضايا القومية· ولدت أول دائرة سورية هذا العام عندما انشئت دائرة خاصة تهتم بشؤون السينما في وزارة الثقافة في سوريا مهمتها إنتاج أفلام قصيرة وروائية، ودعم إنتاج القطاع الخاص وتوجيه الإنتاج السينمائي في خدمة الثقافة والعلم والقضايا القومية· ويؤكد الباحث أن المؤسسة العامة للسينما حالياً تحاول رفع عدد الأفلام المنتجة سنوياً، لكن هناك مشكلة تعاني منها السينما السورية، وهي وضع الصالات وقانون استيراد الأفلام حيث وصف الوضع بالمأساوي لأن هذه الصالات باتت اليوم انقاضاً بعد أن كانت عامرة بسبب ظهور التلفزيون والفيديو والأطباق اللاقطة والمحطات الفضائية والأقراص المدمجة· وكل ذلك يأتي بسبب حصر استيراد الأفلام بالمؤسسة العامة للسينما والقرار القاضي بمنع الصالات من تغيير هويتها ومهنتها وعدم توفر الحماية للأفلام المخصصة بالعرض التجاري من القرصنة بأشكالها المختلفة· الأردن وفلسطين وعن وضع السينما في الأردن يرى الباحث أن إنشاء مؤسسة باسم ''دائرة السينما والتصوير'' وان ما يحدث في الأعوام القليلة الفائتة خطوات تأسيس أولى تهدف إلى تشييد عمارة سينمائية أردنية· ويرى الباحث أن الأردن تعيش الآن مرحلة غنية بالمعطيات القابلة لأن تكون دعماً للإنتاج المحلي، التي ربما يغلب عليها النوع الروائي القصير والوثائقي، ويقر بغياب شبه تام للفيلم الروائي الطويل، واعتبر ''كابتن أبو رائد'' فيلم أمين المطالقة استعادة للنوع الروائي الطويل· أما وضع السينما في فلسطين فيلخصه الباحث بوجود 22 صالة عرض في عام 1987 في الضفة الغربية (16) وقطاع غزة (8)، وكان سبب غلقها كلها اندلاع الانتفاضة الأولى، ويعزو الاغلاق أيضاً إلى انتشار أشرطة الفيديو· وتفتقر فلسطين - بحسب الباحث - إلى الصناعة السينمائية، وأقر الباحث بعدم وجود رقابة على المصنفات الفنية من قبل الدولة، وخلص إلى أن الحركة السينمائية في فلسطين فردية وغير منظمة، في ظل غياب نقابة خاصة بالسينمائيين· العراق ولبنان من ناحية أخرى ناقش الباحث وضع السينما في العراق، ويذهب إلى تاريخ صناعة السينما ووصف الأعوام القليلة الفائقة بأنها أعوام متفائلة لوجود استعادة ميدانية للسينما العراقية وفق مقولة ''المبادرة الفردية'' وذلك بسبب حركة السينمائيين العراقيين في الخارج الذين عاد بعضهم إلى العراق وبدأوا في تنظيم ورشات عمل ومراكز تدريبية· وعن وضع السينما في لبنان اعتبر الباحث أنه أكثر اشراقاً إبداعياً نظراً لمقولة المبادرة الفردية وبسبب عمل شركات التوزيع وامتلاك البلد للحريات العامة، وتوجد في لبنان 23 صالة تابعة لمجمع أمبير و23 تابعة لمجمع بلانيت و19 صالة تابعة لمجمع جراند سينما و10 صالات مستقلة واعتبر فيلم ''سكر بنات'' لنادين لبكي الذي حقق حضور 250 ألف مشاهد وفيلم ''غنوجة بيا'' لفيليب حبيب الذي شاهده 300 ألف مشاهد في قمة استقطاب السينما اللبنانية لمشاهديها· وخلص الباحث إلى أنه لا يدعي استيفاء الموضوع الذي قدمه المعلومات كاملة إلا انها مساهمة تعريفية بواقع حال السينما في هذه البلدان· ولد نديم جرجورة 1965 واشتغل في الصحافة اللبنانية منذ 1985 أسهم في النقد السينمائي في السفير منذ 1994 وكتب العمود الأسبوعي في الصفحات الثقافية لها منذ عام ،1997 كما نشر مقالات ودراسات متفرقة في الصحف العربية له من الكتب ''سؤال الذات'' 2001 و''السيرة المنقوصة'' 2004 وهو بحث في تاريخ السينما اللبنانية و''الواجهة المثقوبة'' ·2006
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©