الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مائة عام في قيادة التنوير

مائة عام في قيادة التنوير
17 أكتوبر 2008 23:28
احتفظت السينما المصرية على مدى مئة عام بموقعها كأكبر صناعة سينمائية في الوطن العربي، فقد استطاعت أن تؤرخ لأهم الأحداث والوقائع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة، كما كانت أحد أهم مصادر الدخل القومي· يقول د· خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي المصري للسينما إن الكتابات التاريخية أجمعت على أن يوم 5 نوفمبر 1896 شهد أول عرض سينمائي عرفته مصر وذلك بمدينة الإسكندرية وتحديداً في بورصة طوسون، وشهدت القاهرة أول عروضها 28 نوفمبر من نفس العام بصالة همام شنيدر في أبنية البرنس حليم بالأزبكية بالقرب من فندق شبرد القديم· ويضيف: اما أول سينماتوغرافي لوميير فقد تم افتتاحها بالإسكندرية في منتصف يناير 1897 وأخذ حق الامتياز هنري ديللو سترولوجو وحمل على عاتقه مسؤولية إعداد موقع فسيح لتركيب آلاته واستقر على المكان الواقع بين بورصة طوسون وتياترو الهمبرا، ووصل إلي الإسكندرية المصور الأول لدار لوميير مسيو بروميو'' الذي تمكن من تصوير ميدان القناصل بالإسكندرية ''ميدان محمد علي'' ويعد هذا أول تصوير سينمائي لبعض المناظر المصرية تم عرضه بسينما لوميير ثم توالت العروض السينمائية ولم تعد سينما لوميير تنفرد بالسوق فظهر جومون باتيه من فرنسا وإيربانورا من إيطاليا· وفى عام 1927 كانت البداية التاريخية الحقيقية للسينما المصرية حيث تم إنتاج وعرض أول فيلمين شهيرين هما ''قبلة فى الصحراء'' بطولة فاطمة رشدي وإخراج ابراهيم لاما و''ليلى'' بطولة عزيزة امير وهو من أشهر الأفلام في السينما الصامتة· ويشير د·خالد عبدالجليل الى انه عند التحدث عن تاريخ صناعة السينما في مصر لا نستطيع إغفال دور عزيزة أمير، وهي أول سيدة مصرية اشتغلت بالسينما وقامت ببطولة فيلم ''ليلى''· ومن التجارب المهمة في السينما المصرية فيلم ''زينب'' الذي أخرجه محمد كريم عام 1930 ويعد أول فيلم مأخوذ عن عمل أدبي وهي قصة ''زينب'' وكانت أول قصة مصرية تنشر ومؤلفها د· محمد حسين هيكل· ويعد فيلم ''أولاد الذوات'' أول فيلم مصري ناطق يقوم ببطولته يوسف وهبي وأمينة رزق عام 1932 كما شهد ذلك العام ظهور أول مطربة مصرية وهي الفنانة نادرة أمين في فيلم ''أنشودة الفؤاد'' وشاركها البطولة جورج أبيض وزكريا أحمد بينما أول مطرب هو محمد عبدالوهاب في فيلم ''الوردة البيضاء'' إخراج محمد كريم، أما أول فيلم مصري يعرض في الخارج فهو فيلم ''وداد'' قصة أحمد رامي وبطولة أم كلثوم وشارك فيه احمد علام واخراج احمد بدرخان وهو أول فيلم ينتجه ستديو مصر عام ·1936 وبدأ التطور في صناعة الأفلام المصرية فأنتج عام 1950 فيلم ''بابا عريس'' وهو أول فيلم كامل بالألوان الطبيعية بطولة نعيمة عاكف وكمال الشناوي· أما أول فيلم مصري فاز بجوائز عالمية فهو فيلم ''المومياء'' عام 1965 للمخرج شادي عبدالسلام من خلال عدة مهرجانات في فيينا وباريس وروما· فيلم سياسي ويعتبر فيلم ''لاشين'' الذي قام ببطولته حسن عزت وفؤاد الرشيدي وحسين رياض وإخراج فرينز كرامب عام 1939 أول فيلم سياسي في تاريخ السينما المصرية إذ تعرض للعلاقة بين الحاكم والمحكوم· وكيف أن عامة الشعب ثاروا عندما عانوا المجاعة بقيادة يوسف الفلاح، واتجهوا إلى مقر السلطان يطالبون بنصيب مما في مخازن الأغذية· ويعد فيلم ''بداية ونهاية'' الذي قام ببطولته عمر الشريف وفريد شوقي وإخراج صلاح أبو سيف أول الأفلام المأخوذة عن روايات الأديب الكبير نجيب محفوظ· وهي الأفلام التي بلغت أكثر من أربعين· وكان ''بداية ونهاية'' وما زال من أكثرها أمانة في ترجمة النص الأدبي· وكان فيلم ''العزيمة'' للمخرج كمال سليم والذي أنتج في عام 1939 محطة مهمة في تلك الفترة، وكذلك ظهرت جريدة مصر السينمائية أو الجريدة الناطقة التي لا تزال تصدر حتى الآن· ويقول الناقد علي بو شادي الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية إنه قبل الحرب العالمية الثانية لم يكن عدد الأفلام المصرية التي يتم إنتاجها سنوياً يتجاوز 16 فيلماً وبعد انتهاء الحرب تضاعف العدد من 16 فيلماً عام 1944 إلى 67 فيلماً عام ،1946 ولمع في هذه الفترة عدد من المخرجين أمثال صلاح أبو سيف وكامل التلمساني وعز الدين ذو الفقار وأنور وجدي الذي قدم سلسلة من الأفلام الاستعراضية الناجحة مثل ''غزل البنات'' عام ·1949 وعندما قامت ثورة يوليو 1952 كانت السينما المصرية مزدهرة، حيث شهد الفيلم المصري نشاطاً ورواجاً متزايدين وكانت جميع أوجه النشاط السينمائي في أيدي شركات القطاع الخاص، وكانت القاهرة هي هوليوود الشرق بالفعل، فانتشر الفيلم المصري في الدول العربية التي عرفت السينما واعتمدت عليه دور العرض في سوريا ولبنان والعراق والأردن وفلسطين والجزائر وتونس وليبيا وحتى الحبشة، بل وصلت الأفلام المصرية إلى الهند وباكستان واليونان والولايات المتحدة· وكان لابد من ظهور نجوم جدد أهمهم: إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو، كذلك ظهر المطربون الممثلون وأبرزهم عبدالحليم حافظ الذي راجت على صوته الأفلام الغنائية· ويضيف أبو شادي: كان لابد للسينما أن تتفاعل مع الأحداث الوطنية والاجتماعية فظهرت الأفلام الوطنية والتي بدأت بفيلم أنتج قبل الثورة ولم يعرض إلا بعد قيامها وهو فيلم ''مصطفى كامل'' ثم ''الله معنا'' لأحمد بدرخان، و''رد قلبى'' لعز الدين ذو الفقار· وفي الستينيات من القرن الماضي تم تأميم صناعة السينما لصالح الحكومة، حيث جرى تأميم بنك مصر وشركاته ومنها شركة مصر للتمثيل والسينما، وكذلك بعض شركات التوزيع الكبيرة مثل الشروق ودولار فيلم، وبعض الاستديوهات الكبرى مثل مصر ونحاس والأهرام وجلال، لكن ظلت بعض شركات الإنتاج والتوزيع وبعض الاستديوهات الصغيرة في ملكية أصحابها· ونتيجةً لدخول الدولة مجال السينما تم إنشاء المؤسسة المصرية العامة للسينما عام 1962 ونشأ في تلك السنوات تيار واع في السينما المصرية يختلف عمن سبقوه تمثل في الأفلام ومبدعيها· ويمكن تقسيم الأفلام المصرية التي عرضت في الستينيات إلى ثلاثة أقسام: الأول يتناول موضوع الفقر وإعلاء قيمة العمل، والإشادة بالمجتمع الاشتراكي مثل فيلم ''اللص والكلاب''· والثاني: يدين النماذج الانتهازية والأمراض الاجتماعية كالرشوة والفساد وجرائم السرقة مثل ''ميرامار''· والثالث: يتناول قضايا مشاركة الشعب السياسية، وإدانة السلبية، كما وتطرق إلى موضوعات الديمقراطية والارتباط بالأرض والمقاومة مثل فيلم ''جفت الأمطار''· أفلام أكتوبر وقد شهدت فترة السبعينيات من القرن العشرين واحداً من أعظم الأحداث في تاريخ مصر وهو انتصار أكتوبر ،1973 وتناولته السينما في عدة أفلام مثل: ''الوفاء العظيم'' و''الرصاصة لا تزال في جيبى'' و''بدور'' و''حتى آخر العمر'' و''العمر لحظة''· وبعد حرب أكتوبر ظهر أول فيلم يتناول سياسة الانفتاح بعد إعلانها بعام واحد فقط وهو فيلم ''على من نطلق الرصاص''· وشهدت بداية السبيعنيات عرض أفلام مصرية مهمة، مثل ''المومياء'' 1969 للمخرج شادي عبدالسلام كما تمت تصفية مؤسسة السينما وإنشاء هيئة عامة تضم مع السينما المسرح والموسيقى، وتوقفت الهيئة عن الإنتاج السينمائي مكتفية بتمويل القطاع الخاص · وبدأ انحسار دور الدولة في السينما حتى انتهى تماماً من الإنتاج الروائي، وبقيت لدى الدولة شركتان فقط إحداهما للاستديوهات والأخرى للتوزيع ودور العرض وعاد القطاع الخاص · وفي الثمانينيات ظهر جيل جديد من المخرجين بأفلام جديدة شكل تياراً مهماً وأسسوا سينما جديدة تعتمد على لغة السينما وأساليبها وليس على لغة الروايات والقصص والأفلام التقليدية ومن هذا الجيل عاطف الطيب، ورأفت الميهي، وخيرى بشارة ومحمد خان وغيرهم· وأشار أبو شادي الى أن السينما المصرية شهدت في التسعينيات من القرن الماضي ظاهرة إيجابية تمثلت في انتهاء موجة أفلام المقاولات وتسابق النجوم عادل إمام وأحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز وغيرهم في تقديم سينما جديدة وظهر جيل جديد من نجوم السينما الشباب الذين أحدثوا طفرة في الصناعة والإيرادات فظهر محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ومحمد سعد وأحمد السقا وأحمد حلمي واحمد عز وكريم عبدالعزيز وغيرهم حتى الوصول الى فيلم ''عمارة يعقوبيان'' إخراج مروان حامد، وإنتاج عام 2006 وهو بطولة عادل إمام ويسرا وهند صبري، عن قصة علاء الأسواني، كما شهدت مصر إنشاء المئات من دور العرض الجديدة وتحديث دور العرض القائمة· وقال أبو شادي: عندما نتحدث عن السينما المصرية ونؤرخ لأفضل أفلامها لابد أن نذكر المخرج كمال سليم الذي قدم فيلم ''العزيمة'' ويوسف شاهين الذي قدم 12 فيلماً في قائمة أفضل 100 فيلم مصري من ابرزها ''الناصر صلاح الدين 1963 و''صراع في الوادي'' 1954 و''الأرض'' 1970 و''باب الحديد'' 1980 و''اسكندرية ليه'' 1997 و''العصفور'' 1974 و''عودة الابن الضال'' عام 1976 و''الاختيار'' 1971 و''جميلة بوحريد'' 1958 و''ابن النيل'' ·1951 والمخرج الكبير بركات الذي قدم أفلام ''الحرام'' عام 1965 و''دعاء الكروان'' عام 1959 و''في بيتنا رجل'' عام 1961 و''امير الانتقام'' عام ·1950 والمخرج صلاح أبو سيف 8 أفلام في قائمة أفضل 100 فيلم منها ''شباب امرأة'' عام 1965 و''بداية ونهاية'' 1960 و''الزوجة الثانية'' عام 1967 و''القاهرة ''30 عام 1966 و''ريا وسكينة'' و''الفتوة'' عام 1957 و''انا حرة'' ·1959 والمخرج عز الدين ذو الفقار الذي قدم أفلام ''رد قلبي'' عام 1957 و''امرأة في الطريق'' عام 1958 و''بين الاطلال'' عام ·1959 والمخرج عاطف الطيب الذي قدم فيلم ''البريء'' عام 1986 و''الحب فوق هضبة الهرم'' في نفس العام· ولا ننسى ايضا ''قنديل ام هاشم'' لكمال عطية و''البوسطجي'' و''المستحيل'' و''ابي فوق الشجرة'' و''امبراطورية ميم'' لحسين كمال· و''اللص والكلاب'' و''غروب وشروق'' و''الصعود الى الهاوية'' و''المنزل رقم ''13 و''الرجل الذي فقد ظله'' لكمال الشيخ· و''الكيت كات'' لداوود عبدالسيد· و''زوجتي والكلب'' و''المذنبون'' لسعيد مرزوق· و''الكرنك'' لعلي بدرخان· و''درب المهابيل'' و''يوميات نائب في الارياف'' و''المتمردون'' لتوفيق صالح· و''العار'' و''اغنية على الممر'' لعلي عبدالخالق· و''خرج ولم يعد'' لمحمد خان· و''ليه يا بنفسج'' لرضوان الكاشف· و''خللي بالك من زوزو'' و''بين القصرين'' لحسن الامام· و''السمان والخريف'' لحسام الدين مصطفي· وهناك عدد من الشخصيات البارزة تركت بصماتٍ واضحة وأعمالاً مميزة في تاريخ السينما المصرية منهم الفنان العالمي عمر الشريف الذي جمع بين السينما المحلية والعالمية وقدم العديد من الأدوار في السينما العالمية وأفلامها مثل ''لورانس العرب'' و''الجواد الشاحب'' و''جنكيز خان'' وفي السينما المحلية· قدم 26 فيلماً من الأفلام الجادة مثل ''صراع في الوادي'' و''في بيتنا رجل'' و''سيدة القصر'' و''لا أنام'' و''بداية ونهاية''· ومن الأسماء اللامعة فى الإخراج: يوسف شاهين الذي قدم العديد من الأفلام المصرية ونال العديد من الجوائز العالمية وأشهر أفلامه ''الناصر صلاح الدين'' و''باب الحديد'' و''صراع في الوادي'' و''الأرض'' و''وداعاً بونابرت'' و''حدوتة مصرية'' و''المهاجر'' و''المصير''· والمخرج شادي عبدالسلام الذي أثار دهشة العالم الغربي عندما قدم فيلمه الشهير ''المومياء'' عام ،1969 والذي أكد من خلاله أن استعادة المصري للماضي ضرورة نحو مسار جديد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©