الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس الفرنسي: الحملة الانتخابية لا تبرر كل شيء

الرئيس الفرنسي: الحملة الانتخابية لا تبرر كل شيء
1 مايو 2012
باريس (وكالات) - سعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس لطي صفحة الاتهامات بتمويل حملته في 2007 من قبل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وحاول تجيير هذه الاتهامات لمصلحته وكذلك الاستفادة من معاودة ظهور دومينيك ستروس-كان المربك لفريق خصمه الاشتراكي. وقال ساركوزي متوجها إلى منافسه فرنسوا هولاند إن “الحملة الانتخابية لا تبرر كل شيء”. وأعلن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته أنه سيرفع شكوى ضد الموقع الاخباري الالكتروني “ميديابارت” الذي نشر مذكرة تثير شكوكا بشأن تمويل غير مشروع لحملته الانتخابية السابقة. وقال ساركوزي لمحطة التلفزيون (فرانس 2) إن “هذه الوثيقة مزورة”، مضيفا “هناك مبادئ أخلاقية.. الذين يكذبون ويزورون الوقائع يجب أن يلاحقوا قضائيا”. ويريد ساركوزي تحسين موقعه والتوجه في أفضل الظروف إلى تجمع كبير ينظمه اليوم بمناسبة عيد العمال، وخصوصا إلى المناظرة التلفزيونية المرتقبة يوم غد الأربعاء والتي تعتبر لحظة أساسية قبل الدورة الثانية الأحد المقبل. وكان موقع ميديابارت نشر السبت الماضي وثيقة وقعها موسى كوسى رئيس الاستخبارات الخارجية السابق في ليبيا، المقيم في المنفى في الدوحة، تؤكد أن نظام معمر القذافي وافق في 2006 على تمويل حملة ساركوزي بقيمة “50 مليون يورو”. وبحسب الموقع، فإن بشير صالح الرئيس السابق للصندوق الليبي للاستثمارات الأفريقية هو الذي تلقى هذه المذكرة. وأكد المسؤولان الليبيان السابقان أن الوثيقة مزورة. وقال كوسى من منفاه في الدوحة إن “كل هذه المعلومات ملفقة”. وأضاف “من الواضح أن كل ما يقال لا أساس له”. وأعرب بشير صالح المدير السابق لمكتب القذافي الموجود حاليا في فرنسا بحسب محاميه بيار حايك، عن “تحفظات حول صحة الوثيقة التي نشرها ميديابارت”. وقال محاميه “على كل حال يؤكد (موكلي) أنه لم يتلق أبدا هذه الوثيقة”. ولا يقول ميديابارت في مقاله ما إذا كان التمويل قد تم فعلا. لكن الموقع “ينتظر بهدوء المحاكمة المحتملة” كما رد مديره ادوي بلينيل. وقد أصدرت الانتربول “مذكرة حمراء” بحق بشير صالح الذي كان من المقربين من القذافي ويعتبر المسؤول المالي للنظام السابق بهدف ترحيله إلى ليبيا بتهمة “الاحتيال” لكن الاسم الذي ورد في المذكرة هو بشير الشرقاوي. والصور التي نشرت في موقع الانتربول على الانترنت للمدعو بشير الشرقاوي هي في الواقع صور بشير صالح. وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون لاذاعة (ار تي ال): “ليس لدينا أي اثر لمذكرة دولية”، ولو صدرت مثل هذه المذكرة “لكانت الحكومة الفرنسية قد علمت بها”. وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي ان صالح يملك “جواز سفر دبلوماسيا من النيجر”، وانه “بهذه الصفة بحماية الحصانة الدبلوماسية”. وتابع أن بشير صالح “يتنقل حاليا بين فرنسا والنيجر”. من جانبه، أكد مارسيل سيكالدي أحد محامي بشير صالح أن الانتربول أصدرت مذكرة توقيف بحق موكله بطلب من ليبيا، كما أكد أن بشير الشرقاوي هو فعلا بشير صالح واستنكر المذكرة الحمراء الصادرة بحقه من الانتربول. في موازاة ذلك، ندد نيكولا ساركوزي بالظهور المربك لدومينيك ستروس- كان في سهرة عيد ميلاد أحد كوادر الحزب الاشتراكي مساء السبت. وندد ساركوزي بـ”التهرب والرياء والكذب” في موقف الحزب الاشتراكي تجاه المدير السابق لصندوق النقد الدولي، في حين كان مديرا الحملة والاتصالات للمرشح الاشتراكي حاضرين في تلك السهرة. وكانت استطلاعات الرأي ترجح فوز ستروس-كان في الانتخابات الرئاسية قبل ان يتم توقيفه في نيويورك في 14 مايو 2011 على إثر اتهامات وجهتها إليه عاملة تنظيف في أحد فنادق مانهاتن بالتعدي عليها جنسيا. وكان دومينيك ستروس- كان اقتحم الحملة الانتخابية مساء الجمعة مع نشر مقابلة اتهم فيها سلطة ساركوزي بأنها سعت في قضية نيويورك إلى افشال طموحاته السياسية. وفيما يتعلق بهذين الملفين، حرص الاشتراكيون أمس على إبداء موقف هادئ. ولعلها طريقة لاظهار الفرق بين نيكولا ساركوزي القلق والمضطرب بحسب قولهم أمام فرنسوا هولاند المثابر والواثق في تقدمه. وبشأن الشكوك بتمويل غير مشروع للحملة الانتخابية في 2007، قال هولاند أمس لاذاعة (اوروبا 1) إن “على القضاء البت” في هذا الموضوع. وقال “إذا كانت مزورة سيدان الموقع وإذا كان الأمر عكس ذلك حينها يجب تقديم إيضاحات”. وفي ما يتعلق بظهور ستروس-كان المربك الذي أدى تحطيم مساره إلى بروز هولاند، حاول المسؤولون الاشتراكيون النأي بأنفسهم بقدر الإمكان. وقالت سيجولين روايال المرشحة الاشتراكية السابقة الى الانتخابات الرئاسية في 2007 وشريكة حياة هولاند السابقة، إن دعوته كانت أمرا “غير صائب” و”غير لائق”. ودخول هذه المسائل في الحملة الانتخابية دفع لبعض الوقت إلى الصف الثاني السباق المحموم للحصول على أصوات ناخبي اليمين المتطرف (نحو 18%)، الذي طغى على الأسبوع الأول بين الدورتين وسمح لساركوزي بالتقدم نقطة بحسب استطلاع أجرته ايبسوس أمس. لكن الفارق ما زال كبيرا بينه وبين فرنسوا هولاند الذي تشير الاستطلاعات الى تقدمه بـ53% مقابل 47% لساركوزي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©