أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكن، ولكن تطبيقه يحتاج الى الكثير من الصبر، متحدثاً عن آفاق عام 2012. وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز "هل يمكننا التوصل الى سلام تفاوضي؟ نعم. هل يمكن تطبيقه بحلول 2012؟ اعتقد ان هذا الامر سيتطلب وقتاً اطول". وردا على سؤال حول ما اذا كانت الدولة الفلسطينية المنتظرة سترى النور يوماً ما قبل 2012 على ما يأمل الجانب الفلسطيني، ابدى نتنياهو تشكيكاً ايضاً. وقال "اعتقد انه يمكن التوصل الى حل. ولكن ربما يتأخر تطبيقه، لان الوقت عامل مهم في التوصل الى حل، سواء لجهة الترتيبات الامنية ام لجهة امور اخرى سيكون التوصل اليها صعباً اذا لم يكن بالامكان التأخر في تطبيقها".
إلى ذلك، افاد مصدر مقرب من الرئاسة المصرية امس ان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى مصر التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء أُجلت الى يوم غد الاربعاء. وكان نتنياهو اعلن امس الاول انه سيلتقي اليوم الثلاثاء في مصر الرئيس المصري حسني مبارك ليبحث معه امكانية الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الزيارة أُجلت بناء على طلب القاهرة. ومن جهة اخرى، افاد المصدر المقرب من الرئاسة المصرية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل الى القاهرة مساء الاربعاء وسيلتقي مبارك الخميس.
من جانبها، قالت مصادر فلسطينية إن الرئيس الفلسطيني سيستقبل المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل في رام الله السبت المقبل. وذكرت صحيفة "الأيام" الصادرة في رام الله امس أن ميتشل الذي سيصل إلى المنطقة على الأرجح يوم الجمعة المقبل سيركز في محادثاته على متطلبات إطلاق المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية المباشرة. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الأميركي باراك اوباما كان قد أبلغ عباس في مكالمتهما الهاتفية الأخيرة قبل يومين أنه يرغب ببدء المفاوضات المباشرة في اقرب وقت. وأضافت أن أوباما أكد لعباس التزامه الشخصي بالعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، وأبلغه أن ميتشل سيعرض عليه "خطوات" يأمل أن يساهم تنفيذها في اتخاذ قرار فلسطيني ببدء المفاوضات المباشرة. ويسود الاعتقاد بأن الإدارة الأميركية بلورت هذه "الخطوات" مع الإسرائيليين خلال المحادثات التي أجراها نتنياهو مع اوباما والمسؤولين الأميركيين بمن فيهم ميتشل خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن قبل أيام والتي أكد خلالها انه لن يطرح أياً من مواقفه فيما يخص قضايا الحل النهائي إلا خلال المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين. في غضون ذلك، اكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات ان اوباما طلب وبشكل رسمي من الرئيس عباس خلال الاتصال الهاتفي الاخير بينهما الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.
واشار عريقات إلى ان القيادة الفلسطينية بانتظار ما سيحمله ميتشل خلال مهمته الجديدة في المنطقة يوم السبت المقبل، نافياً ما تطرقت اليه بعض وسائل الاعلام من تحديد موعد لانطلاق المفاوضات المباشرة في بداية اغسطس المقبل، وهو الموعد المحدد لبدء تقييم لجنة المبادرة العربية لفترة الأشهر الاربعة من محادثات التقريب غير المباشرة.
واوضح عريقات ان المفاوض الفلسطيني سيبقى متمسكاً بقراره، ولو تداعت عليه كل الاطراف الدولية وضغطت عليه، وانه لن يذهب الى المفاوضات المباشرة، قبل قيام نتنياهو بوقف شامل وكامل لمشروع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس وتوضيح رأيه في قضايا الامن والحدود.
وكشف عريقات عن وجود اطراف فلسطينية وعربية تطالب بضرورة الانتقال للمفاوضات المباشرة، مستنكراً موقف هذه القيادات من الاستخفاف بالطريقة التي تتبعها القيادة الفلسطينية في المفاوضات الحالية، قائلاً: "قولوا لهؤلاء القلة ما تطالبونا به لا يقل ثمنا عن بيع القدس، ولن نسمح بتمرير مخططاتكم وسنحافظ على الإرث والثوابت الفلسطينية".
«حماس»: نتنياهو يستغل الوقت لتنفيذ مخططاته العدوانية
غزة (د ب أ) - اتهمت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة "حماس" أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لكسب الوقت لتنفيذ مخططاته "العدوانية" في الأراضي الفلسطينية. وقال المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة يوسف رزقة إن نتنياهو يسعى للاستفادة من الوقت لـ"استكمال مخطط التهويد وتصعيد الاستيطان".
وصرح نتنياهو مؤخراً بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن تطبيقه يحتاج إلى وقت طويل. واعتبر رزقة أن تصريحات نتنياهو "التفاف على الرأي العام الدولي من خلال بعض معلومات تدعي أن طريق التسوية سالك، وأننا باتجاه التوصل إلى حلول وسط مع المفاوض الفلسطيني". ورأى أنه لا أمل في العودة إلى المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مشيرا إلى أن الجامعة العربية قد تذهب إلى الأمم المتحدة في مسعى للتعبير عن الموقف العربي وفشل عملية السلام.
عدد اليوم
