تسيوشي تاكاساوا وكاتسوفومي مانو
طوكيو
من المزمع أن تبدأ طائرات عسكرية من دون طيار أنشطة واسعة النطاق في غضون وقت قصير في اليابان ومجالها الجوي القريب، بهدف مراقبة الأنشطة العسكرية الصينية والتطورات النووية والصاروخية في كوريا الشمالية. وتخطط القوات الجوية الأميركية إلى نشر طائرات من دون طيار من طراز «جلوبال هوك» في قاعدة «ميساوا» الجوية في محافظة «آوموري» اليابانية في نهاية الشهر الجاري، بينما تخطط «قوات الدفاع الذاتي الجوية» اليابانية لشراء ثلاثة طائرات من الطراز ذاته خلال العام المالي 2015 وما يليه.
وعلى رغم ذلك، يحذر الخبراء بشأن ضرورة وضع اللوائح الخاصة برحلات هذه الطائرات، لأن قوانين الطيران الحالية في اليابان تفتقر إلى نصوص واضحة بشأن الطائرات الكبيرة من دون طيار.
ويبلغ عرض الطائرة «غلوبال هوك» 40 متراً، بينما يصل طولها إلى 14.5 متر، وتصنعها شركة «نورثروب غرومان» الأميركية للصناعات الجوية والدفاعية، واستخدم الجيش الأميركي هذه الطائرة في العراق وأفغانستان.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن إحدى الطائرات سيتم التحكم فيها من القاعدة في «ميساوا» إلى أن تصل إلى ارتفاع محدد بعد الإقلاع، وعندئذ سيتم التحكم في الطائرة عبر الأقمار الصناعية من قبل العاملين في قاعدة «بيل» الجوية في كالفورنيا.
وستحلق الطائرات من دون طيار “درون” غير المسلحة على ارتفاع 60 ألف قدم (18 ألف متر) لما يزيد على ثلاثين ساعة، على أن تستكشف المنشآت العسكرية على الأرض والسفن في المياه المفتوحة باستخدام أجهزة استشعار ورادارات متطورة. وسيتم استئناف السيطرة الأرضية من قاعدة «ميساوا» قبل هبوط الطائرة عقب إنجاز رحلتها الاستطلاعية.
وقد وضعت القوات الجوية الأميركية خططها الخاصة بعمليات الطائرات من دون طيار في اليابان، وتتمركز اثنتان من طائرات «غلوبال هوك» حالياً في قاعدة «أندرسن الجوية» في غوام استعداداً لنقلها إلى قاعدة «ميساوا».
وأفادت التقارير بأن القوات الجوية قررت نقل الطائرتين إلى قاعدة «ميساوا» كي يمكن استخدامها بصورة منتظمة في ضوء استقرار ظروف الطقس المحلية بين مايو وأكتوبر، وهذه الظروف تكون ملائمة بصورة أكبر مقارنة بغوام، حيث تتعطل المهام بسبب الطقس السيء بما في ذلك الأعاصير المتكررة. وتخطط «قوات الدفاع الذاتي الجوية» إلى شراء طائرات «جلوبال هوك» الثلاثة واستخدامها في قاعدتها الجوية «ميساوا» الواقعة بالقرب من القاعدة الأميركية. ومن المتوقع أن يعزز نشر هذه الطائرات من قدرات كلتا الدولتين على جمع المعلومات الاستخباراتية في المناطق المحيطة باليابان. وقال مسؤول رفيع المستوى في «قوات الدفاع الذاتي»: «إن الطائرة جلوبال هوك تزودنا بثروة من المعلومات، بما في ذلك مراقبة المفاعلات المعطلة في محطة فوكوشيما النووية»، لافتاً إلى أن الطائرات ستكون عملية وفعّالة في مراقبة الأنشطة في كوريا الشمالية والجيش الصيني.
وتستخدم اليابان في الوقت الراهن قمراً صناعياً استخباراتياً لمراقبة المنشآت العسكرية في كوريا الشمالية التي يتم فيها تطوير الأسلحة النووية والصواريخ البالستية، ولكن الإطار الزمني لمراقبة موقع معين يكون محدوداً نظراً لأن القمر الصناعي يدور في مدار، ولكن «جلوبال هوك»، المزودة بأجهزة استشعار عالية الأداء قادرة على تمديد وقت الرحلة، ستكون قادرة على زيادة المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها. ومن المتوقع الاستفادة من هذه الوحدات في مراقبة السفن البحرية الصينية في جنوب شرق الصين، حسبما ذكرت المصادر.
وأصدرت وزارة النقل اليابانية الشهر الماضي تحذيرات إلى الطائرات المدنية بهدف تفادي التصادمات مع طائرات المراقبة التابعة للقوات الجوية الأميركية استعداداً لنشرها في اليابان في نهاية مايو الجاري.
وأخطرت وزارات الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة مشغلي الطائرات الصغيرة والطائرات الأخرى التي تحلق بالقرب من قاعدة «ميساوا» الجوية في «آوموري»، بضرورة الاتصال ببرج المراقبة في «ميساوا» حال الطيران على ارتفاع 20 ألف قدم أو أقل، أو التواصل مع برج المراقبة في «سابورو» في حالة الطيران على ارتفاع أعلى من 20 ألف قدم. ونوّهت المصادر بأن تأثير نشر طائرات «جلوبال هوك» سيكون محدوداً نظراً لأن «القوات الجوية الأميركية» سترسلها مرتين في الأسبوع فقط.
وعلاوة على ذلك، تلقى مشغلو الطائرات المدنية أخبار نشر طائرات عسكرية من دون طيار وسط حالة من الهدوء، وأفاد المتحدث باسم إحدى الشركات التي تستخدم طائرات صغيرة في مطار آومورو، قائلاً: «لا أعتقد أن نشر الطائرات من دون طيار سيؤثر على أعمالنا». وعلى رغم ذلك، أعرب بعض السكان حول قاعدة «ميساوا» الجوية عن قلقهم من استخدام طائرات من دون طيار، وفي أبريل خرج نحو 60 ساكناً في مسيرة أمام القاعدة للتعبير عن معارضتهم لاستخدام «جلوبال هوك». وذكر زعيم السكان المحتجين: «يساورني القلق لأن الطائرات تعمل من دون طيار».
وأوضح مسؤول في بلدية «ميساوا» قائلاً: «حسبما علمنا لم تقع أية حوادث خطيرة مع هذا النوع من الطائرات من دون طيار، ولكننا نتفهم أيضاً تعبير بعض السكان عن قلقهم». وأضاف: «نريد من الولايات المتحدة ووزارة الدفاع اليابانية أن تكشفا مزيداً من المعلومات بشأن الطائرات من دون طيار». ولفت المسؤول إلى أن حكومة المدينة تود المطالبة بالسماح للسكان المحليين بمشاهدة الطائرات من دون طيار في المستقبل.
وفي حين من المتوقع زيادة عدد الطائرات من دون طيار المستخدمة في المستقبل، ثمة حاجة ملحة للوائح جديدة بشأن أنشطتها العسكرية والمدنية. وفي ديسمبر الماضي، جذبت شركة «أمزون» الأميركية للتجزئة اهتماماً عالمياً بعد إعلانها عن خطط لتسليم الطرود باستخدام طائرات صغيرة من دون طيار.
وفي اليابان ودول أخرى يتم بالفعل استخدام عدد كبير من هذه الطائرات في أغراض غير عسكرية، منها مراقبة حرائق الجبال وحماية البيئية.
يُنشر بترتيب خاص مع
«خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
عدد اليوم
