أشادت منظمة الصحة العالمية خلال ورشة استضافها الاتحاد النسائي العام أمس بدور الدولة في حماية صحة المراهقين في المرحلة العمرية 10- 19 سنة.
وترمي الورشة الى مراجعة الاستراتيجية الوطنية وتطوير خطة العمل لبرنامج صحة المراهقين في الدولة بتنظيم من وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتستمر حتى اليومين المقبلين.
وقالت مديرة الاتحاد النسائي نورة السويدي، “إن مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لاستضافتها هذه الورشة تأتي من إيمان سموها بأن صحة المراهقين والارتقاء بها هي مسؤولية جماعية وشراكة بين مختلف مؤسسات الدولة، لأنهم جيل المستقبل وهم عماد هذا الوطن”.
وأشارت السويدي الى أن إطلاق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حملة “صحة أطفالنا.. مسؤوليتنا” مؤخرا كانت من ضمن أهدافها العناية بصحة المراهقين لاندراجهم تحت فئة الأطفال، وحرصها على الاهتمام بصحتهم من جميع النواحي النفسية والجسدية.
وشارك في الورشة عدد من ممثلي الهيئات والوزارات والمؤسسات المعنية بصحة المراهقين مثل هيئة الهلال الأحمر والاتحاد النسائي العام وهيئتا الصحة في أبوظبي ودبي ومركز الناشئة ومركز الفتيات والأطفال بالشارقة، وقسم الصحة المدرسية وقسم الأمومة والطفولة وقسم الرعاية الصحية بوزارة الصحة.
وتهدف الورشة إلى المساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية من برنامج صحة المراهقين حيث يراجع الخبراء الاستراتيجية الوطنية ويعملون على تطوير خطة عمل هذا البرنامج خلال الفترة القادمة.
تحليل وتقييم
من جهتها، قالت مديرة إدارة التشريعات الصحية في وزارة الصحة ومسؤولة الصحة المدرسية مريم المطروشي إن الخبراء من منظمة الصحة العالمية تعاونوا مع وزارة الصحة بهدف تحليل وتقييم الوضع الحالي لصحة المراهقين في مناطق الدول النامية وإعداد خطة عمل تساهم في تعزيز صحة المراهقين.
وأشارت المطروشي إلى الجولة الميدانية التي قام بها عدد من خبراء منظمة الصحة العالمية لعدد من المرافق الصحية وغير الصحية والتي تقدم خدمات وبرامج متميزة تعزز من صحة المراهقين والأطفال عموما في المجتمع.
وأكدت ضرورة تقديم العناية والرعاية لفئة المراهقين الذين يشكلون ما يقارب خمس سكان الدولة على الأقل كونهم يمرون بفترة حرجة من حياتهم ويكونون بحاجة إلى الكثير من الدعم من قبل الجهات المختلفة.
واشارت إلى أن الورشة ستعمل على التنسيق بين الجهات المعنية لخدمة صحة المراهقين ووضع خطة عمل مشتركة للوصول إلى صحة أفضل لهذه الفئة.
إشادة بالجهود
كما أشاد خبراء منظمة الصحة العالمية بجهود دولة الإمارات في حماية صحة المراهقين في المرحلة العمرية 10- 19 سنة، مطالبين المسؤولين بتأسيس جهة إدارية معنية لتوحيد الجهود لضمان تنفيذ استراتيجية واحدة قادرة على تنشئة أجيال قادرة على مواصلة خطط التنمية المستدامة.
وقالت الدكتورة سوزان فرهود المستشار الإقليمي لصحة المراهقين والأطفال بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، “للاتحاد”: “إن جهود دولة الإمارات واضحة، إلا أن توحيدها يضمن نتائج إيجابية تنعكس على إعداد أجيال قادرة على التنمية ومواجهة التحديات”.
وأضافت أن تأسيس هيكل إداري تابع لوزارة الصحة لتنفيذ استراتيجية لحماية صحة المراهقين بالدولة أمر ضروري، مشيرة إلى ضرورة التنسيق والشراكة بين جميع الأطراف المعنية بحماية المراهقين.
التنسيق بين الجهات
ولفتت الدكتورة فرهود إلى أن عدم التنسيق يضيع الجهود حيث ازدواجية تنفيذ بعض البرامج بين الجهات مثل وزارة الصحة والهلال الأحمر مما يؤدي لضياع الموارد والوقت.
وأشارت إلى أن البرنامج الجديد لاستراتيجية حماية المراهقين بني أساسا على أربع مراحل وهي: إنشاء مجموعات عمل بين الشركاء المعنيين وجمع البيانات الإحصائية وتحليل الوضع وموافقة الشركاء على التحليل والبيانات الناتجة عنه.
وقالت إن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، واضحة وأسهمت في رعاية الأسرة والأطفال والمراهقين.
وأكدت على أن الهيكل الإداري ينبغي على وزارة الصحة إنشائه لابد أن يعقد اتفاقات واجتماعات مع الجهات الأخرى مثل وزارة الداخلية والهلال الأحمر ووزارة التربية والتعليم ومؤسسات الإعلام بالدولة لتنفيذ البرامج اللازمة لحماية الصحة والسلامة البدنية والعقلية والنفسية للمراهقين في الإمارات.
وأثنت على جهود الدولة في الوصول إلى معدل مرتفع للمراهقين الذين يتلقون التعليم في مدارس الدولة حيث وصلت النسبة إلى 90? من الذكور والإناث.
وأشارت إلى أنها فرصة جيدة للوصول إلى أغلب الفئات العمرية من المراهقين وسهولة حماية النسبة الباقية (10?) وهم المتسربون من التعليم.
وأكدت ضرورة قيام المسؤولين بتحليل الموقف الراهن للمؤسسات المعنية بتنفيذ برامج حماية صحة المراهقين، مضيفة أن التحليل يمكن أن يتم في ستة أشهر للحصول على إحصاءات يمكن من خلالها تحديد الاحتياجات والبدء في تنفيذ الاستراتيجيات الجديدة.
وقالت الدكتورة فرهود إن البرنامج الجديد يشمل دراسة وتحليل الموقف الحالي وتشكيل الهيكل الإداري للتنسيق بين الجهات لتوحيد الجهود والتركيز على برامج التغذية السليمة للوقاية من الأمراض ومراجعة التشريعات المرتبطة بالمراهقين مثل قوانين حظر بيع التبغ ومنتجاته لهم والصحة الإنجابية والنظافة الشخصية وتعزيز السلامة على الطرق.
1.2 مليار مراهق في العالم
أبوظبي (الاتحاد) - تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المراهقين في العالم يبلغ 1.2 مليار مراهق ومراهقة بنسبة واحد إلى خمسة أشخاص من البالغين.
وأكدت الدكتورة سوزان فرهود المستشار الإقليمي لصحة المراهقين والأطفال بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، على ضرورة حماية دول شرق المتوسط للمراهقين حيث إنهم يمثلون 25 ? من تعداد السكان أي بنسبة واحد إلى أربعة بين إجمالي السكان في هذه المنطقة، مما يعكس الفرصة الجيدة لإعداد أجيال قادرة على التنمية.
وأضافت أن معدل النمو البشري في المنطقة نفسها بلغ 2 ? متفوقا على معدل النمو البشري في باقي أنحاء العالم والذي سجل 1.2?.
عدد اليوم
