الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بعد الشيوعي صفة العربي أصبحت إهانة في أميركا

18 أكتوبر 2008 00:26
اضطر المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين الى سحب الميكروفون من يد إحدى مناصريه في خلال لقاء له في ويسكونسن، وذلك بعد ان طلبت سيدة من ماكين ان يكون أقسى وأكثر عدائية مع منافسه الديمقراطي باراك اوباما، لانها ، وكما قالت حرفيا'' لا أثق بأوباما· لقد قرأت عنه وعرفت أنه عربي''· فوجئ جون ماكين، وأدرك ان تهييجه لمناصريه بلغ مرحلة مؤذية، فحاول تدارك الموقف· أخذ الميكروفون وقال، حرفيا، '' لا، ان اوباما رجل محترم· هو مواطن من عائلة محترمة، صادف أني لا أتفق معه بشكل أساسي في قضايا أساسية، وهذا هو فحوى الحملة الانتخابية بكاملها''· إذاً، وبرأي ماكين، فإنه تدارك الموقف، بتبريره عدم انتماء اوباما الى العروبة لأنه ''رجل محترم ومواطن صالح''· إنها بالفعل سخرية القدر· وهكذا كرست صفة ''عربي'' إهانة في الولايات المتحدة لتحل محل، أو أقله تتساوى مع صفة'' الشيوعي''· أما ماكين، فقد اضطر إلى الدفاع عن أوباما مجبراً، لا بطلا· فاستراتيجيته، في الفترة الاخيرة، تقضي بأن يكثف هجومه، مع المرشحة عن الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، ساره بالين، على الحياة الشخصية لاوباما· وهكذا تساءلت بالين في لقاءات عديدة عن ''هوية هذا الرجل''، وتقصد اوباما، ومن يكون بالتحديد· وفتح ماكين ملف علاقة اوباما برجل الأعمال المدان بالغش والرشوة طوني رزكو- وكان رزكو دعم حملة أوباما ماديا لسنوات عديدة- و''الإرهابي غير النادم'' اليساري '' المعارض للحرب'' بيل ايرز، والكاهن الثائر ضد بلاده جيريمايا رايت· واعتبر ماكين انه يستحيل إيجاد مرشح في تاريخ رئاسة الولايات المتحدة ارتبط اسمه بهذا القدر من ''العلاقات المقيتة''، بحسب تعبيره· وفي خضم كل تلك الخطابات، يتم حشو أذهان المناصرين الى درجة ان بعضهم، وفي لقاء مع بالين، وصف اوباما بصوت جهوري بـ''الإرهابي''، ولم يلق أي رد من بالين· اعتبر المراقبون انه يمكن لبالين ان تدعي عدم سماع الملاحظة، أو انها لا يمكن ان تضبط الجمهور، لكن الأكيد أنه لا يمكن ان يطالها أحد أو قانون· في مناسبة أخرى، وصف أحد مناصري ماكين، سناتور ايلينوي، باراك اوباما، ورئيسة مجلس النواب الاميركي، الديمقراطية، نانسي بيلوسي، وشخصيات ديمقراطية اخرى، بـ''المشاغبين''· حتى ان سارة بالين، باتت تصف الطرف الآخر بالاشرار·ووصف ماكين موقف اوباما من الاجهاض بأنه راديكالي من أقصى اليسار· هذا على صعيد اللقاءات والخطابات، أما الإعلانات الإعلامية، وخاصة التلفزيونية، وهي الأكثر تأثيرا، فتركز على طموح اوباما الأعمى، وجهله وسوء حكمه· وتقول انه يعمل مع الارهابي بيل ايرز عندما يناسبه الأمر، وعندما يتم اكتشافه، يكذب، وتحذر الاعلانات من ان اختيار اوباما والتصويت له أمر محفوف بالمخاطر· ونتيجة كل هذه الحملة كان تراجع ماكين في نتائج استطلاعات الرأي، وتقدم اوباما عليه بعدة نقاط· لكن ماكين اعلن الاثنين لجمهوره في ولاية فيرجينيا، ''لقد وضعناهم في الخانة التي نريدهم ان يكونوا فيها'' مؤكدا عدم وجود داع للقلق، فالنصر لا بد أن يكون حليفه· الرابع من نوفمبر لناظره قريب· فهل سيكون للعرب دور في تصويب النتائج؟
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©