منيت إيران بفشل ذريع في الجمعية العامة للأمم المتحدة بحصولها على 32 صوتاً من أصل 192 في جلسة الانتخابات النصفية لخمسة أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن الدولي·
ونجحت تركيا في الحصول على غالبية 151 صوتاً تلتها في فئة إقليم ''أوروبا ومناطق أخرى''، النمسا التي حصلت على 133 صوتاً· كما فازت في عضوية المجلس بالتزكية كل من المكسيك عن إقليم أميركا اللاتينية وأوغندا عن إقليم أفريقيا·
وتقدمت اليابان التي تفوز للمرة العاشرة في عضوية المجلس على منافستها الآسيوية إيران بفارق كبير وصل الى 126 صوتاً، ما اعتبره سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دليلاً على رفض المجتمع الدولي المتمثل في أعضاء الأمم المتحدة الـ 192 مجتمعين، لسياسات إيران ودورها حيال قضايا السلام والأمن الدوليين·
وقال القائم بالأعمال الأميركي في الأمم المتحدة أليخاندرو وولف والبسمة بادية على محياه بعد جلسة التصويت إن ''الولايات المتحدة ممتنة جداً لنتيجة التصويت، إنه من المشجع والمهم أن تفهم إيران أن استمرارها في خرق قرارات مجلس الأمن انعكس في عملية التصويت ··· ونأمل أن يعوا في طهران أن المجتمع الدولي لا يساندهم في تصرفاتهم تلك''·
واعتبر السفير البريطاني في الأمم المتحدة جون سويرز أنه ''لمن المثير للشفقة حصول إيران على 32 صوتاً، وهي موضوع دائم على طاولة مجلس الأمن بسبب العقوبات على برنامجها النووي''· وأضاف سويرز أن ما حدث في تصويت الجمعية العامة ''إشارة مهمة الى إيران من أعضاء الأمم المتحدة''·
وتعتبر إيران أنها تستحق عضوية مجلس الأمن خصوصاً أنها لم تحصل على مقعد غير دائم فيه منذ العام ·1956 وكانت سرت توقعات بأن تنسحب إيران من انتخابات مجلس الأمن على غرار انسحابها من الترشح لمجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية·
ويشير سجل إيران في مجلس الأمن الى علاقة غير ودية بينهما في شأن ملفها النووي· ولا يزال في ذهن الكثير من الدبلوماسيين تجربة رواندا في مجلس الأمن في مطلع التسعينات حين عرقلت صدور قرارات ضد أعمال العنف التي كانت تجري في أراضيها، الأمر الذي يفضل الكثير من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ألاّ يتكرر حول طاولة المجلس المستديرة·
أما تركيا، فهي تعود الى نادي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بعد غياب طويل منذ عام ·1961 وكان لنزاعها التاريخي مع اليونان على الجزيرة القبرصية منذ عام 1974 آثار دبلوماسية أبعدتها عن الفوز في عضوية المجلس عقوداً· وزاد من تعقيد وضعها حربها المفتوحة مع الأكراد· إلا أن وزير خارجيتها علي باباجان أعرب عن افتخار بلاده بنتيجة التصويت، مشيراً الى أن دور تركيا كان وسيظل ''لصالح السلام ليس فقط في منطقتنا بل في العالم كله'' وأضاف أن موقع بلاده بين مناطق الشرق الأوسط والقوقاز والبلقان المضطربة سيعطيها دوراً فاعلاً في مجلس الأمن· وتشارك تركيا في عمليات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في أربع مناطق نزاع حول العالم بينها جنوب لبنان·
وفشلت آيسلندا في دخول حلبة مجلس الأمن أيضاً بحصولها على 87 صوتاً فقط، رغم حملة العلاقات العامة الواسعة التي كانت بدأتها منذ أشهر داخل الأمم المتحدة وخارجها· لكن وصولها الى حافة الإفلاس بسبب الأزمة المالية العالمية حد من اندفاعاتها الدبلوماسية المكلفة مادياً
عدد اليوم
