الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يؤكدون أهمية التوكل على الله في الاستقرار النفسي

خطباء الجمعة يؤكدون أهمية التوكل على الله في الاستقرار النفسي
18 أكتوبر 2008 01:18
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس المسلمين إلى التوكل على الله وحده تطبيقا لقول الله تعالى ''ومن يتق الله يجعل له مخرجا· ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه''، حيث أكدوا أن التوكل على الله وحده واحدة من أعظم العبادات القلبية، التي تضمن للفرد استقرارا نفسيا يقوي العزائم ويطرد المخاوف ويورث القلب قوة وثباتا وقدرة على مواجهة الشدائد· وقال خطباء المساجد في الخطبة الموحدة أمس، إن التوكل هو الثقة في الله تعالى، والرضا عنه، والاعتصام به، والتعلق الدائم به في كل حال، والتسليم لأمره وقضائه· وأضافوا: أن للتوكل منزلة عظيمة لا يبلغها إلا المخلصون الصادقون، وقد أمر الله به في مواضع عديدة، وأثنى على المتوكلين عليه وحده دون سواه، حيث قال تعالى ''فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين''· وأشاروا إلى أن القرآن الكريم بيّن أن التوكل من صفات رسل الله جميعا، وأمر الله تعالى به نبينا، فقال ''وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا''· وروى الخطباء عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: جعل رسول الله يتلو علي هذه الآية ''ومن يتق الله يجعل له مخرجا'' حتى فرغ من الآية، ثم قال ''يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم''· ولفت الخطباء إلى أن الله عز وجل جعل التوكل صفة من صفات المؤمنين، كما في قوله سبحانه ''إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون''· وأردفوا أن ربنا تبارك وتعالى أمرنا بأن نتوكل عليه في جميع شؤون حياتنا، فقال جل وعلا ''وعلى الله فليتوكل المؤمنون''· وأشاروا إلى أن النبي بيّن فضل التوكل ومنزلته في أحاديث كثيرة، منها عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' قال ''يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب''· قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون''· وبين النبي ''صلى الله عليه وسلم'' حقيقة التوكل وأنها لا تنافي الأخذ بالأسباب، فقال ''لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا''· وأوضح الخطباء أن العلماء قالوا إن ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب، بل فيه ما يدل على طلب الرزق، لأن الطير إذا غدت فإنما تغدو لطلب الرزق، وإنما أراد: لو توكلوا على الله تعالى في ذهابهم ومجيئهم وتصرفهم، ورأوا أن الخير بيده ومن عنده لم ينصرفوا إلا سالمين غانمين كالطير تغدو خماصا، وتروح بطانا، لكنهم يعتمدون على قوتهم وجلدهم ويغشون ويكذبون، ولا ينصحون، وهذا خلاف التوكل· وقال خطباء الجمعة إن رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' أمر صاحب الناقة أن يأخذ بالأسباب فيربطها ولا يتركها فتضيع منه وهو يحسب أنه متوكل· وأكد الخطباء أن التوكل على الله يثبت القلوب على طاعة الله تعالى، ويؤمن النفوس من المخاوف وقت المحن والشدائد، وعن ابن عباس ''رضي الله عنهما'' في تفسير قول الله تعالى ''حسبنا الله ونعم الوكيل''، قال: قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي فى النار، وقالها محمد ''صلى الله عليه وسلم'' حين قالوا ''إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل''· وأضافوا: لذلك علمنا رسولنا الكريم التوكل في الأمور كلها وكان القدوة والمثل في كل أموره· فكان كثيرا ما يقول ''اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت''· وشرح العلماء أن التوكل نوعان: توكل في حصول ما يحبه الله ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج وغير ذلك، وتوكل في جلب حوائج العبد الدنيوية أو دفع مكروهاته، فاعمل واجتهد، وخذ بالأسباب فكل ميسر لما خلق له وكل عامل بعمله· وأوضحوا أن التوكل على الله تعالى يعني الأخذ بالأسباب مع الثقة بالله تعالى، فعن إبراهيم النخعي قال: كان ناس يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نتوكل على الله وهو رازقنا، فنزلت ''وتزودوا فإن خير الزاد التقوى''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©