الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جائزة الشارقة لكتاب الطفل تحث الناشرين على الانتقائية ?

جائزة الشارقة لكتاب الطفل تحث الناشرين على الانتقائية ?
2 مايو 2012
محمد الحلواجي (الشارقة) - أظهر عدد من المشاركين في مهرجان الشارقة القرائي لأدب الطفل الذي يختتم فعالياته اليوم، تفاؤلهم بتطوير المشهد الثقافي العربي المخصص للأطفال عقب إعلان نتائج جائزة الشارقة لكتاب الطفل بفئاتها الثلاث مؤخرا والذي تم تحت مظلة أنشطة مهرجان الشارقة القرائي. وحرص المشاركون على التأكيد أن الجائزة تسهم بشكل كبير في تعزيز علاقة الأطفال بالكتاب من خلال الاهتمام بنوعية الكتب الموجهة للصغار على اختلاف تصنيفاتهم العمرية، فضلا عن أنها تدفع الناشرين إلى البحث المضني والجاد عن الكتاب المنافس والنافع في وقت واحد. ?منصة متجددة يمثل مهرجان الشارقة القرائي للطفل منصّة جديدة لانطلاقة مُتجددة، ومحطة أُخرى من عتبات العناية الفائقة بثقافة الطفل، وأحلامه وآماله العريضة بغد مشرق سعيد، كما أن هذه الجوائز التي تتوزع بين فئات عمرية من الثالثة إلى الخامسة، ومن السادسة إلى الثامنة، ومن التاسعة إلى الثالثة عشرة تُعبّر عن درجة الاهتمام والرعاية الكبيرة لهذه التظاهرة الثقافية الاستثنائية. و“هناك أيضاً الجائزة الموجهة لكتاب الطفل باللغات الأجنبية، بالإضافة إلى سلسلة من الأهداف الأساسية التي تُحفّز المؤلفين، ودور النشر، لمزيد من الإسهام في إنجاز مرئيات المهرجان. إلى ذلك، قالت الإعلامية السورية المتخصصة في الشأن الثقافي سعاد زاهر “هذه الجائزة لا تشجع الناشر على الاهتمام بكتب الأطفال فحسب، بل تدفعه على الانتقائية وتحضه على بحث قد يكون مضنياً من أجل إيجاد الكتاب الذي قد يتمكن من المنافسة والفوز، ومن ناحية أخرى، قد يعطي الناشر فرصة لكاتب موهوب لم يكن يحلم يوماً بوصول كتابه إلى النور، لولا أمثال هذه الجوائز التي هي في النهاية لا تخدم الطفل فقط، بل تقدم خدمة لعالم الثقافة”. تجربة فريدة وعن جائزة كتاب الطفل عن فئة ذوي الإعاقة البصرية، أوضحت “إذا أتينا إلى جائزة الإعاقة البصرية وهي المخصصة للكتب المطبوعة بلغة «برايل» تعد الوحيدة في العالم العربي التي تعني بهذه الفئة، والتي حجبت هذا العام لعدم وجود سوى كتاب وحيد في المهرجان يخصها، وهو أمر يدلنا على حجم التقصير الكبير للناشرين في هذا المجال، وبالتالي أهمية وجود الجائزة التي تقدم جديد في عالم المعرفة لهذه الفئة”. وقالت زاهر “أعتقد أن هذه الجائزة ستتمكن من تحريض الكثيرين على دخول هذا المجال الإبداعي، ولن يكون دخولهم سهلاً حين يدركون أن عليهم خوض هذا المجال بكامل طاقتهم الإبداعية، ومن هنا تأتي أهمية مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الرابعة، حيث نراه يؤسس لحالة ثقافية سنعيش ثمارها مستقبلاً”. عن مهرجان الشارقة القرائي للطفل، قال الأديب والإعلامي العماني محمد الحضرمي “هذه أول مشاركة لي في معرض الشارقة القرائي في دورته الرابعة، وإلى جانب شعوري بأني بين أهلي وإخوتي وأصدقائي في الإمارات، يخالجني شعور بالفرح وأنا أرى كل هذه الحفاوة بالطفل، وهي حفاوة تفتقدها بعض العواصم الثقافية العربية”. وأوضح “يبدو لي أن تجربة المعرض بحد ذاتها فريدة ومدهشــة، فهي فريدة من حيث فكرتها، وأهدافها في الارتقاء بثقافة الطفل، ومدهشة من حيث فعالياتها المكثفة، وكم كان هذه التجمع الكبير الذي أجمع على حب الطفل، والارتقاء بثقافته، جميلاً ومدهشاً وفاعلاً”. وأضاف الحضرمي “نحن بحاجة إلى طفل سوي، ومن أجل ذلك جاء تنظيم هذه المعرض بمبادرة من حكومة الشارقة، وبتخطيط سديد من صاحب حاكم الشارقة، وجاءت أهداف المهرجان راقية برقي الشعب الإماراتي المثقف، كما أن الشارقة تعد واحدة من أهم عواصم الثقافة العربية”. وأوضح أن “فكرة إقامة جائزة الشارقة لكتاب الطفل فكرة سديدة تشجع الناشرين على تقديم كتاب قيم ومفيد، والهدف من الجائزة هو الوقوف إلى جانب كل من يبدع في تقديم كتاب رائع وراقي للطفل، ولذلك يستحق تكريمه، وحتى يأتي التكريم محايدا فإن لجنة التحكيم تختار الأفضل وفق مقاييس ثقافية وفنية واشتراطات معروفة”. استهداف جميع الفئات من جانبه، قال أحمد العامري مدير المهرجان «هذه الجوائز التي أطلقها المهرجان مكرمة لمختلف الفئات العمرية، ومختلف الأنواع والأساليب الكتابية الخاصة بالطفل، بالإضافة إلى الجائزة الخاصة بكتاب الطفل باللغات الأجنبية والتي تشمل الفئة العمرية من السابعة وحتى الثالثة عشرة». وأضاف “حرصنا في آلية النظر للجوائز المختلفة على أن نستهدف مختلف الفئات العمرية، سواء كانت هذه الفئات من الأسوياء أو ذوي الاحتياجات الخاصة بما فيها ذوي الإعاقة البصرية (المكفوفين)، بالإضافة إلى عتبات الانطلاق الأساسية، ممثّلة في دور النشر والمؤلفين، ما يسمح لنا بالكثير من التحليق في فضاءات التطوير المتواصل لهذه التجربة الرائدة، حيث إن المغزى العميق لهذه المهرجان وما ينبثق عنه من جوائز، يتمثّل في تلك الأهداف الكبيرة المتعلقة بالمعرفة، وإعادة إنتاجها، ضمن سويّة الكتاب العصري والتاريخي، وبأشكاله المتعددة ورقياً وإلكترونياً، بل وعبر الوسائط الرقمية التي أصبحت تتلاقح مع الكلمة المكتوبة لتشحذ خيال الطفل، وتجعله على مقربة من الذاكرة والتاريخ والطبيعة، كما أن كتاب الطفل يمثل حالة موازية للتربية والتعليم، وتطوير المهارات، بل المشاركة الناجزة في إنتاج الكتاب، وهو ما تكشف عنه مُفردات المهرجان وبرامجه الثقافية المتنوعة”. ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الرابعة تظاهرة ثقافية فريدة من نوعها على صعيد كل ما يتصل بعالم الطفل وثقافته في العالم العربي، حيث يضم المهرجان فعاليات متخصصة ومتنوعة تثري خيال الطفل وفكرة، سواء تلك المتعلقة بالنشر والتسويق لكتاب الطفل، أو الورش الفنية التي تصقل مهارات الطفل وتعزز قدراته وتمكنه فرص التقائه بالأفكار في عالم مفتوح ومتنوع، كما حرص المهرجان على أن تكون بيئته ذات طابع إبداعي يتضمن الرسوم والكتابات التي تشكل العناصر الرئيسة في بيئة الطفل. الكتب الفائزة فاز كتاب “أحرفي” للكاتبة عبير بلان عن دار كلمات للنشر والتوزيع بدولة الإمارات العربية المتحدة في الدورة الأولى لجائزة الشارقة لكتاب الطفل عن الفئة الأولى من 3 - 5 سنوات، فيما فاز في الفئة الثانية من 6 - 8 سنوات كتاب “ماذا قررت يا مالك؟” للكاتبة سناء شباني عن دار مكتبة المعارف بلبنان، كما فاز في الفئة الثالثة من 9 - 13 سنة كتاب “زمردة في دمشق” للكاتبة شيرين إبيش، عن دار “أكاديما إنترناشيونال” بلبنان. ويشار إلى أن جائزة الشارقة لكتاب الطفل لذوي الإعاقة البصرية، والتي حجبت هذا العام، تعد الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©