الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عودة مترددة للصناديق السيادية إلى الاستثمار في البنوك الغربية

عودة مترددة للصناديق السيادية إلى الاستثمار في البنوك الغربية
19 أكتوبر 2008 01:10
يلاحظ الكثير من المراقبين والمحللين كيف أن الصناديق السيادية لدول الخليج العربي والشرق الأوسط والصين فضلت البقاء على الجانب الآخر من خط التماس بعيداً عن لعبة تساقط وانهيار البنوك في الغرب واحداً تلو الآخر· والآن، وبعد بضعة أسابيع من اشتعال النار في أسواق المال الغربية، بدا للمحللين أن أصحاب القرار في تلك الصناديق يفكرون بالعودة للمشاركة في الفرص الاستثمارية التي قد تتيحها الأزمة· وشاركت هيئة قطر للاستثمار التي تمتلك 65 مليار دولار الثلاثاء الماضي، في عملية ضخّ لمبلغ 10 مليار فرنك سويسري (8,83 مليار دولار) في محفظة مجموعة كريدي سويس السويسرية، وسوف ترتفع حصة قطر الاستثمارية في هذه المجموعة البنكية العملاقة إلى ما يقارب 10 بالمئة بعد أن كانت لا تتعدى 2 بالمئة· ويوم الخميس الماضي، استحوذت ثلاث شركات حكومية ليبية على حصة بلغت 4,23 بالمئة من بنك (يوني كريديت) الإيطالي وقال ناطق حكومي إن الصناديق الليبية سوف تعمل على زيادة رأس المال المعلن للبنك المذكور· وفي الجهة الأخرى من العالم، عبرت الصين عن اهتمامها بزيادة حصتها في مجموعة بلاك ستون جروب الأميركية، وقالت مصادر شركة بلاك ستون الخميس الماضي إنها توصلت إلى اتفاقية في هذا الصدد مع شركة تشاينا إنفيستمنت كوربوريشن التي تلعب دور المنصّة الرئيسية للصناديق الاستثمارية الخارجية في الصين، وتمتلك 200 مليار دولار بالرغم من أنه لم يمضِ على تأسيسها إلا أقل من عام واحد· وتقضي بنود الاتفاقية بزيادة الحصة القابضة للشركة الصينية في شركة بلاك ستون التي يوجد مقرها في نيويورك وتعد من كبريات الشركات العاملة في قطاع السندات والعديد من المشتقات المالية الأخرى، من 9,9 بالمئة إلى 12,5 بالمئة، وينتظر أن تعمد الشركة الاستثمارية الصينية إلى شراء أسهم الشركة الأميركية العائمة في الأسواق· وتأتي هذه الصفقات الاستثمارية في وقت تتزايد فيه الانتقادات الداخلية في الشرق الأوسط والصين من أن الاستثمارات السابقة في الدول الغربية لم تثمر عن شيء مهم، كما تأتي في وقت يبدو معه وكأن الدول الخليجية الغنية تفضل استثمار أموالها في مشاريعها التنموية المحلية· وقالت مصادر حكومية كويتية الشهر الماضي إن صندوقها الاستثماري الذي سبق له أن استحوذ على حصص من سوق وول ستريت بداية العام الجاري، قرر ضخ أمواله في سوق الأسهم المحلية التي تعاني من تراجع كبير في الأسعار· ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، أظهرت الحكومة القطرية تركيزاً أكبر على تدوير أموال صندوقها السيادي على المستوى المحلي، وقال مصدر حكومي في هيئة الاستثمار القطرية إن الصندوق عازم على شراء حصص تصل إلى 20 بالمئة من بنوكها المدرجة في البورصة العمومية· وكانت قطر خلال العام الجاري مهتمة بأسهم البنوك الغربية، وفي شهر يناير الماضي، صرح الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار القطرية ورئيس الوزراء، إنه يتطلع لضخ حوالي 15 مليار دولار في استثمارات مباشرة بالبنوك الغربية· وسبق لمسؤولين كويتيين أن عبروا عن رغبتهم بشراء حصص صغيرة في عدد كبير من البنوك قد يصل إلى الإثني عشر أو أكثر بدلاً من شراء حصص كبرى في عدد قليل منها، وهم بذلك يفضلون الامتثال لمبدأ ''عدم وضع البيض كله في سلّة واحدة''· ويشير محللون ماليون إلى أن الصين وسنغافورة وبعض الدول الشرق أوسطية الأخرى التي لم تتقيد بهذا المبدأ كتب لها أن تعاني أكثر من غيرها من تداعيات الأزمة المالية الحالية وخاصة منها تلك التي اشترت حصصاً كبيرة في بنوك تتعثر الآن مثل ميريل لينش وغيره· ومع استمرار أزمة سوق وول ستريت، يبدو الآن أن مثل هذه الاستثمارات الضخمة في المؤسسات المالية الأميركية والأوروبية غير مجدية وفات وقتها، وفضلت الصناديق الآسيوية والشرق أوسطية لعب دور المصدر القوي لدعم السيولة المالية الحكومية للبنوك المحلية كإجراء تحوّطي مؤقت ريثما تتضح الرؤى أكثر حول مصير المؤسسات المالية الغربية· ومؤخراً، صدرت عن مشرّعي القوانين في البرلمان الكويتي انتقادات عنيفة لهيئة الاستثمار الكويتية بسبب قرارها الذي اتخذته قبل بضعة أشهر بالاستثمار في ميريل لينش· وفي الصين أيضاً، دفعت شركة تشاينا إنفيستمنت كوربوريشن مبلغ 3 مليارات دولار للاستحواذ على حصة 10 بالمئة من بنك بلاك ستون بعد أيام قليلة من الإعلان عن الإدراج الأولي لأسهمه في البورصات في شهر يونيو من عام ،2007 وقدّر للشركة الاستثمارية الصينية أن تخسر أكثر من 70 بالمئة من هذا المبلغ الذي تعرض للتبخر بسبب السقوط الحرّ لأسهم البنك· وسرعان ما اكتشف الخبراء الصينيون أن ضخ المزيد من الأموال في بلاك ستون من أجل إنقاذه هو استثمار في (حجر أسود)، وهو معنى اسم البنك ذاته، وأن مثل هذه الأموال لن يكون مصيرها أفضل من مصير الثلاثة مليارات دولار السابقة· وحاولت مجموعة كريدي سويس مؤخراً دقّ باب الهيئة الكويتية للاستثمار في محاولة للحصول على رأس مال كاف لتدعيم وضعها المالي، إلا أن الصندوق بدا مرتاحاً لاستثماراته السابقة في البنك السويسري وبما يمتلكه الآن من قوة في مجلس إدارته؛ وهو لا يجد ثمة من حاجة للذهاب في استثماراته فيه لأبعد من ذلك· وأحجم بنك كريدي سويس عن الكشف عن تفاصيل محاولاته لرفع ميزانيته، إلا أن محللي أسواق تمكنوا من التوصل إلى بعض الاستنتاجات من خلال الوقوف على سعر إقفال سهمه عند إقفال جلسة يوم الخميس الماضي (16 أكتوبر) تفيد بأن الحصة الجديدة للهيئة القطرية للاستثمار تقدر بنحو 5,1 مليار فرنك سويسري (4,5 مليار دولار)· عن إنترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©