الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يا ناس.. «أنا حي أرزق»!

2 مايو 2012
عندما نقرأ أخباراً كاذبة أو شائعات مغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فلن تعلو وجوهنا الدهشة، فلا أحد يعلم مصدرها، أو من أين هبطت وانتشرت على «فيسبوك» أو «تويتر» أو غيرهما. وأصبح من الطبيعي أن تنتشر مثل هذه الأخبار غير المسؤولة عبر هذه المواقع التي تعتمد على العشوائية، ويدخل إليها الآلاف بغرض التسلية وقتل وقت الفراغ. واللافت للنظر أن الشائعات التي تنتشر كثيراً ما تخص النجوم والمشاهير، وهذا طبيعي حتى يجذب صاحب الشائعة أكبر عدد من زوار هذه المواقع، لينضموا إليه من خلال مشاركة أو تغريدة، ليبدأ كل «جهبذ» في الدلو برأيه في الشائعة. وهذا الأمر ليس بغريب، فهذه المواقع لا تخضع لرقابة من أية جهة، لذلك تحولت إلى متنفس للرأي في عالمنا الثالث «الصامت»، وإلى منبر حر لا مجال فيه للمحاسبة، فالذي لا يمكن قوله في المقهى أو الشارع أو وسائل الإعلام المختلفة، يمكن التصريح به عبر هذه المواقع، خاصة وأنها تسمح بالأسماء المستعارة، التي يختبئ خلفها الشخص ويطلق قذائفه وشائعاته و«شتائمه» من دون أن يتم العثور عليه، أو التعرف إلى شخصيته الحقيقية التي تذوب وسط الملايين المنتمين إلى هذه الشبكة العنكبوتية. وقد يكون مقبولاً أن يتناقل الزوار بعض «النكات» خفيفة الدم، التي تدعو إلى الابتسامة، وتنتمي إلى عالم الكوميديا على أرض الواقع بعيداً عن خيال الفن. ولكن من غير المقبول أن تتسبب هذه الشائعات في إيذاء فنان أو فنانة، وهذا ما حدث في الفترات الأخيرة، حيث تعرض عشرات النجوم إلى إيذاء نفسي ومعنوي قاسٍ، نتيجة انتشار أخبار عن «وفاتهم» ورحيلهم عن الدنيا في حوادث مرورية أو لأسباب أخرى، الأمر الذي كان يصيبهم بالهلع بعد أن يتفاجأ النجم أو النجمة بأن خبر وفاته يتداوله الناس عبر المواقع الاجتماعية، وهو لا يعلم عن الأمر شيئاً إلا بعد أن تنهال عليه الاتصالات من أصدقائه وزملاء المهنة للاطمئنان عليه، فيجيب عليهم بأنه «حي يُرزق». وهذه الشائعات تكررت كثيراً مع نجوم ونجمات كبار، وكانت السبب في إصابة أسرهم بالذعر والرعب، ولأن الموت قدر كل إنسان، فكان هناك من يصدق الشائعة ويتعامل معها على أنها حقيقة، خاصة في حالة فشله في الوصول إلى النجم «المتوفى» على «فيسبوك» أو «تويتر»، نتيجة إغلاقه لهاتفه مثلاً أو لظروف ما، والذي قد يتفاجأ بحضور أحد الأصدقاء إلى بيته ليقوم بواجب العزاء «فيه هو شخصياً». كل هذا يدعونا إلى المناداة بضرورة احترام مشاعر الآخرين، وعدم الاستهانة بأمور تخص حياة إنسان ينتمي إلى أسرة وأصدقاء قد يفجعهم خبر سيئ عنه، ولا داعي لاستغلال هذه المواقع فيما لا يفيد، ونشر أكاذيب تضر بالآخرين، وعلينا أن نتحلى بصفة الشجاعة، فالذي لا يمكن أن نبوح به في العلن، لا يجب أن نلقي به فوق رؤوس الآخرين من خلف ستار الأسماء المستعارة، ثم نختبئ كالجرذان داخل جحور الشبكة العنكبوتية.. سواء فيما يخص الأكاذيب، أو الرأي الجريء في قضية ما! soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©