الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام الغربي: على قطر تغيير سلوكها سريعاً ونفوذها قد يتبخر في لحظة

22 يوليو 2017 01:53
أبوظبي (الاتحاد) أكدت وسائل إعلام غربية أهمية أن تقوم قطر بتغيير سلوكها في أسرع وقت ممكن، خاصة وأنها سعت لأن يكون لها نفوذ سياسي وتجاري أكبر من حجمها، محذرة من إمكان تبخر كل هذا النفوذ في أي لحظة. فتحت عنوان كيف يمكن إنهاء الأزمة مع قطر، كتب وزير الدفاع البريطاني السابق جيفري هون في مجلة «تيوستيتسمان» البريطانية، أن السياسة الخارجية لقطر تثير قلقاً مباشراً ووجودياً للحكومات الخليجية الأخرى، لافتاً إلى أن الدوحة تتمتع بنفوذ سياسي وتجاري أكبر من حجمها، إلا أن هذا النفوذ يمكن أن يتبخر في لحظة ،إذا اضطرت شركات وحكومات إلى الاختيار بين الدوحة والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي عشرة أضعاف الناتج القطري. وقال هون إنه عندما يراقب الزعماء الغربيون الخليج ويفكرون فيمن يدعمون، يلاحظون أمرين، أن السياسة الخارجية للدول الأربع هي متسقة أكثر مع سياساتها، وأن قطر ستذعن سريعاً إذا فرضوا ضغطاً قوياً. ورأى هون أن إيران وتركيا وروسيا قد تبقى على الحياد، ولكن قطر قد تخسر أوروبا وأميركا، حيث نشرت أكثر قوتها الناعمة. وإذا خسرت ذلك الامتياز، كما سيحصل في حال حصول حرب باردة طويلة مع الخليج، فإن الستارة ستقفل. لهذا السبب يمكن لوزيري الخارجية الأميركي ريك تيلرسون والفرنسي جان-إيف لودريان أن ينهيا النزاع غداً إذا كانا يريدان ذلك حقاً. وحذر هون من أن السياسة الخارجية لقطر كانت مقلقة خلال العقود الأخيرة، إذ دعمت كل فريق خاسر في العالم العربي، وسببت حجماً كبيراً من الدمار في سوريا وليبيا ومصر واليمن، وغضت قطر الطرف عن تمويل إسلاميين لإطاحة أنظمة. وأهدافها كانت واضحة، وهي التأثير في الجمهوريات الناشئة، على غرار ما فعلت في مصر إبان حكم الإخواني محمد مرسي. ولكن مع مراجعة نجاح تلك السياسة من منظور 2017، يبدو واضحاً أن كل ما حققته هو خليط من الاضطرابات المدنية والحرب الأهلية. لذلك، يرى هون أن التجربة فشلت. ويضيف الوزير السابق أن الرباعية لن ترفع العقوبات قبل أن تعلق الدوحة دعمها للإخوان، فعندما يراقب الزعماء الغربيون الخليج، ويفكرون في من يدعمون، يلاحظون أمرين، أن السياسة الخارجية للدول الأربع متسقة أكثر مع سياساتهم، وأن قطر ستذعن سريعاً إذا فرضوا ضغطاً قوياً. وأضاف : رهنت عائلة آل ثاني ثروتها وسلطتها بدعم عبر الأطلسي. وهي لن تلجأ إلى عداء الغرب إذا وجه إليها تحذيراً. وربما قد ترحب الدوحة بحذر لوقف برامجها المكلفة وغير الفاعلة وحتى إن كان ذلك سيثير إحراجاً قصير المدى، فهي لن تخسر الدعم في الداخل مع ناتج محلي إجمالي للفرد هو الأعلى في العالم. كما أكد لوك كوفي في موقع «هافينجتون بوست»، أنه بعد أيام من الدبلوماسية المكوكية لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، انتهت أحدث المحاولات لكسر الجمود بين قطر وجاراتها في الخليج إلى الفشل، علماً بأن العامل الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة هو وحدة مجلس التعاون الخليجي في مواجهة تهديدات من إيران والإرهاب. وقال كوفي : كلما طالت الأزمة كلما كان ذلك أسوأ بالنسبة للمصالح الأميركية في المنطقة. وفي العلن، يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ موقف محايد للحفاظ على دور الوسيط، لكن في السر، على وزارة الخارجية والبيت الأبيض بدء الضغط على قطر من أجل القبول باتفاق. وقال كوفي إن الانهيار الذي حصل في العلاقات الشهر الماضي بين قطر وجاراتها دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين ومصر، كان نقطة الغليان في وضع يتأجج منذ سنوات، وتشعر الدول الإقليمية بالتعب من استمرار قطر في دعم جماعة الإخوان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفضلاً عن ذلك، دعمت قطر فصائل إسلامية مشكوكاً فيها في سوريا وليبيا، وبدت الدوحة مراراً قريبة من إيران، الخصم الرئيسي للدول السنيّة في الخليج. وأشار إلى أن لا مجال للتخفيف من حدة الأمر. نعم، كانت قطر حليفاً مفيداً للولايات المتحدة خصوصاً في استضافتها قاعدة العديد الجوية. لكن مجموع ممارسات قطر تعادل سياسة عدائية لمصالح جيرانها العرب وللولايات المتحدة على حد سواء. إن عدم قدرة قطر على إبداء المرونة حيال هذه المشاكل تسبب بإحياء الأزمة الدبلوماسية. وقال كوفي «رغبة قطرية لدعم مجموعات مشبوهة إبان الحملة الليبية عام 2011. ووقتذاك كنت أعمل موظفاً كبيراً لحساب وزارة الدفاع البريطانية. وخلال الحملة الجوية التي قادها حلف شمال الأطلسي، تسلمنا عدداً غير محدود من التقارير التي تفيد بأن قطر تدعم الجماعات الأكثر تطرفاً التي تقاتل القذافي في انتهاك لقرار الأمم المتحدة الذي يحظر إرسال أسلحة إلى ليبيا وقتذاك. وخلال الحرب لإطاحة القذافي، تم نشر المئات من القوات القطرية في ليبيا من بينهم العشرات من القوات الخاصة». ولاحظ أيضاً أن الدوحة كانت عازمة على التخلص من القذافي ولم تكن مهتمة كيف أو من هي الجهة التي ستنجز هذه المهمة. وواحدة من هذه المجموعات هي رفع الله السيهاتي التي كانت تضم متطرفين بين صفوفها انفصلوا عنها لاحقاً كي يؤسسوا أنصار الشريعة التي لعبت دوراً في قتل السفير الأميركي كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين آخرين في عام 2012. وقال إنه في ليبيا اليوم، لا تزال قطر تدعم المجموعات التي لها صلة بالإسلاميين مثل كتائب الدفاع عن بنغازي، بينما تدعم مصر المشير خليفة حفتر في شرق البلاد. واستخلص إلى أنه يجب ألا نخدع أنفسنا من خلال التفكير بأن الدوحة كانت تعمل من أجل المصالح الأميركية في السنوات القليلة الماضية. نعم لقد كانت قطر حليفة للولايات المتحدة في المنطقة، حتى وهي تستضيف ممولي الإرهاب. لكن إذا لم تنجح الأمور، فإن قاعدة العديد يجب نقلها، وهناك أماكن أخرى يمكنها أن تستضيف برحابة صدر قاعدة أميركية رئيسية. ورأى أنه لم يفت الأوان بعد للدوحة. ويتعين على قطر أن تجد تسوية مع جيرانها تكسر بها الطريق المسدود. وكلما أسرعت في فعل ذلك كلما كان ذلك أفضل للجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©