السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أين تبخرت آلاف المليارات من الدولارات؟

19 أكتوبر 2008 01:12
تبخرت ''آلاف المليارات'' إن كانت بالدولار أو اليورو أو الين في البورصات العالمية، ويتساءل البعض أين اختفت كل هذه الأموال؟ وبعد أسبوع من التقلبات من وول ستريت الى طوكيو مروراً ببورصات لندن وفرانكفورت وباريس، لا تزال البورصات العالمية الرئيسية متراجعة بشكل كبير بنسبة تراوح ما بين 30 و50% مقارنة مع مستوياتها قبل 12 شهراً· وأمام هذا التراجع، من الصعب القول إن الخسائر لم تكن كبيرة أكان الفرد وسيطاً في مصرف كبير أو من أصحاب الودائع البسيطة أو مساهماً منذ عشرين سنة في خطة تقاعد· ومن المستفيد من كل هذه الخسائر؟ أهم تجار الذهب، المعدن الذي لم يتدهور سعره على خلفية الأزمة المالية؟ أم المستثمرون الذين يستفيدون من انهيار البورصات لتحقيق أرباح؟ أم صناديق المضاربة التي تجني أرباحاً على هوى تقلبات الاسواق؟ وعلى غرار رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه الذي رأى أن ''مليارات الدولارات أو اليورو كانت اصطناعية قبل تصحيح البورصات''، قلل خبراء اقتصاد من شأن الأرقام المعلنة وأكدوا أن الاموال لا تزال موجودة· وقال البريطاني جون سلومان من جامعة بريستول: ''عندما نقول إن الخسائر تقدر بآلاف المليارات إننا نسيء التعبير، وعلينا القول أن قيمة سوق الأسهم تراجعت بآلاف المليارات وهو أمر مختلف تماماً''· وحلل الأميركي روبرت شيلر من جامعة يال الوضع بالطريقة نفسها، وقال: ''تصوروا أن تطلبوا يوماً من مؤسسة تحديد قيمة منزلكم إذا أردتم بيعه، في اليوم التالي تجدون مؤسسة اخرى تعطيكم سعراً أقل بـ10%· فهل خسرتم مالاً؟ بالطبع لا·· مازالت لديكم أموال في جيبكم أو في حسابكم المصرفي''· وأضاف أن ''الأمر سيان في البورصة·· لا أحد يخسر مالاً بما لهذه الكلمة من معنى·· ليس هناك أي لغز لأن المال لا يزال موجوداً·· إن الاسواق تخسر فقط من قيمتها''· ويؤكد الخبيران أنه لا يمكن تثمين البورصات بشكل مطلق، وقال سلومان: إن ''قيمة الأصول رهن بالعرض والطلب·· إنه السعر الذي تحصلون عليه في هذ ا اليوم اذا قررتم البيع ولا يتعلق الا بالأسهم التي يتم التداول بها''· من جانبه قال شيلر: إن ''الدول تحتسب الأموال المتوفرة من خلال جمع الأوراق والقطع النقدية المتداول بها وودائع الأفراد في المصارف·· وهذا الإجراء لا يعكس التقلبات اليومية للبورصات''· لكنه أقر بأنه ''من الصعب'' التمييز بين ثروة السوق وقيمتها، وفي بريطانيا يتم حالياً، بحسب ارقام البنك المركزي البريطاني، التداول بـ50 مليار جنيه (64 مليار يورو) بالأوراق والقطع النقدية في مقابل 1800 مليار قيمة الودائع المصرفية· وهذه المبالغ التي تحتسب شهرياً تزداد باستمرار حتى منذ بداية السنة·· وهذا المفهوم يدعم رأي رجل الاعمال الاميركي الثري روبرت سارنوف الذي توفي في ،1997 واعتبر أن المالية ''ليست سوى فن انتقال الاموال من يد إلى أخرى حتى تختفي''
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©