الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية تهدد بعودة موجات الجريمة إلى المدن الأميركية

الأزمة المالية تهدد بعودة موجات الجريمة إلى المدن الأميركية
19 أكتوبر 2008 01:12
بينما يواجه سكان نيويورك فقدان أموالهم في صناديق التقاعد ومدخراتهم في البنوك المتعثرة، فإنهم يتخوفون من عودة الجريمة بصورة أشد عنفاً وضراوة في الطرقات، إذا ما قدر للاقتصاد أن يشهد ركوداً بصورة لم يختبرها منذ عقود من الزمان· ففي آخر مرة انخفضت فيها أسعار أسهم وول ستريت بحدة في عام 1987 سرعان ما تفجرت موجات العنف والجريمة بمستويات تاريخية، وشهدت المدينة أحد أسوأ معدلات القتل في الأعوام اللاحقة· وقبل ذلك كانت الأزمة المالية في حقبة السبعينيات قد أدت الى نزوح أعداد هائلة من المواطنين من منازلهم بعد أن جرى تدمير المدارس والمستشفيات وتفشت أعمال الجريمة والعنف وبلغ إجمالي حوادث السرقات أعلى مستوى له في عام 1981 بمقدار 107495 حادثة، أي بمتوسط 294 حادثة في اليوم· علماً بأن إجمالي عدد السرقات التي أبلغ عنها في العام الماضي لم يزد على 21787 سرقة، أي أقل مستوى لها في التاريخ المعاصر· ويقول ريتشارد بوزينفيلد، الإخصائي الاجتماعي في جامعة ميسوري - سانت لويس: ''اعتدنا في كل كساد يحدث منذ أواخر الخمسينيات أن تتبعه زيادة في معدلات الجريمة وخاصة فيما يتعلق بالسرقات ونهب الممتلكات بحيث ثبت أن هنالك علاقة وطيدة ما بين التغير الاقتصادي ومعدلات الجريمة''· وشهدت نيويورك خلال فترة الخمسة عشر عاماً الماضية تراجعاً استثنائياً في معدلات الجريمة، وطوال هذه الأعوام استمر الاقتصاديون وعلماء الاجتماع يتجادلون حول العوامل التي أدت الى هذا النجاح الذي حقق وعما إذا كان يعزى الى التقدم الذي أحرزته قوات الشرطة أو إلى أسباب أخرى من ضمنها الحراك والازدهار الاقتصادي الذي شهدته المدينة· وفي الوقت الذي نفت فيه بعض الدوائر الشرطية إمكانية حدوث أية اضطرابات الآن كنتيجة للظروف الاقتصادية أو اتخاذها لأية تدابير إضافية تحسباً لتداعيات الأزمة المالية إلا أن العديد من المواطنين في بعض المناطق شرعوا في هجران منازلهم وأصبحت الطرقات تحتشد بالمزيد من الشباب، كما ازدادت حالات استدعاء رجال الطوارئ والدفاع المدني بعد أن بدأ بعض الأفراد في سرقة مواسير وأطقم السباكة الحديدية والنحاسية من المنازل المهجورة وبشكل أدى الى فيضانات من المياه· ويشير بعض خبراء الجريمة والاقتصاديين وضباط الشرطة في جميع الأنحاء الأميركية الى أن العلاقة ما بين الأزمات المالية وارتفاع معدل الجريمة أمر مبالغ فيه في كثير من الأحيان وهم يستشهدون بما حدث من انخفاض ملحوظ في معدلات الجريمة إبان فترة الكساد العظيم في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي· إلا أن المؤكد أن عمليات السرقة خلسة من المحال التجارية سوف تزداد على سبيل المثال عندما تنكمش ميزانيات الأفراد والعائلات، وكذلك فإن أزمة الرهن وإغلاق أو مصادرة المنازل من المرجح أن تسفر عن ردود أفعال ترتفع ديناميكياً الى مستويات محفزة للسلوك الإجرامي· إذ يقول بروس واينبيرج أستاذ الاقتصاد في جامعة ولاية أوهايو الذي راجع البيانات الحكومية من عام 1979 وحتى عام 1997: ''أعتقد أننا سوف نشهد علاقة قوية ما بين معدلات البطالة المرتفعة، وتراجع الأجور وخاصة في أوساط غير المتعلمين وبين معدلات الجريمة التي ستمضي بالطبع الى ارتفاع''· وخلص البعض الآخر الى نتائج مختلفة، حيث أشار باحثون الى أن الجريمة يمكن أن تتصاعد معدلاتها حتى في أوقات الازدهار الاقتصادي وخاصة في المناطق العمرانية والحضرية، حيث تزداد أعداد المارة وهم يحملون أكياس التسوق وتحتشد الطرقات بماكينات الصرف الآلي ويعمد الكثيرون الى ركن سياراتهم الفخمة وغالية الثمن في ساحات مواقف السيارات· عن انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©