الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قبل طلوع الشمس».. جلاء للصدور وتفريج للكروب

6 يونيو 2018 21:32
سعيد ياسين (القاهرة) ورد التسبيح في وقت «قبل طلوع الشمس» في موضعين من القرآن مقترنا مع وقت الغُدْوة، والبُكْرة، وخصهما الله عز وجل بالذكر لفضلهما وشرفهما، قال تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى? مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى?)، «سورة طه: الآية 130»، وفي سورة «ق» قال تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى? مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)، «الآية: 39». قال ابن كثير: (فَاصْبِرْ عَلَى? مَا يَقُولُونَ...)، يعني المكذبين، اصبر عليهم يا محمد وأهجرهم هجراً جميلاً، و(... وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)، فقد كانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء قبل طلوع الشمس في الفجر، وقبل الغروب في العصر، وقيام الليل كان واجباً على النبي وعلى أمته ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم نسخ الله ذلك ليلة الإسراء بخمس صلوات، منها صلاة الصبح والعصر، فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وعن جرير بن عبد الله قال: كنا جلوسا عند النبي فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: «أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر، لا تضامون فيه، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا «ثم قرأ: (... وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ). وفي تفسير السعدي، يا محمد اشتغل عنهم بطاعة ربك وتسبيحه، أول النهار وآخره، وجاء في الوسيط لطنطاوي أنه إرشاد له صلى الله عليه وسلم إلى ما يعينه على الصبر، على أقوال الكافرين، ونزه ربك عن كل ما لا يليق به، وتقرب إليه بالعبادات والطاعات قبل طلوع الشمس وقت الفجر. وقال السعدي: إن الله تعالى أمر رسوله بالصبر على أذيتهم بالقول، وأمره أن يتعوض عن ذلك، ويستعين عليه بالتسبيح بحمد ربه، في هذه الأوقات الفاضلة، قبل طلوع الشمس وغروبها، وفي أطراف النهار، أوله وآخره، وأوقات الليل وساعاته، لعلك إن فعلت ذلك، ترضى بما يعطيك ربك من الثواب، وليطمئن قلبك، وتقر عينك، وتتسلى بها عن أذيتهم، فيخف عليك الصبر. وقال ابن كثير: وعليك أيها الرسول أن تكثر من تسبيح ربك وتحميده وتنزيهه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، في الوقت الذي يجمع الطرفين، وهو وقت الزوال، نهاية النصف الأول من النهار، وبداية النصف الثاني منه، ففي هذا التسبيح والتحميد والتنزيه لله تعالى والثناء عليه بما هو أهله، جلاء للصدور، وتفريج للكروب وأنس للنفوس، واطمئنان للقلوب. وطلوع الشمس نعمة من الله تعالى؛ إذ إنّها لو لم تطلع لكان يوم القيامة، فكان طلوع الشمس فرصةً للعبد ليُجدّد توبته إلى الله تعالى، ويُكثر من الصّالحات، ويذكر الله تعالى ويحمده على نِعَمه التي لا تُحصى، ومن الذِّكر الخاصّ بطلوع الشمس ما رواه شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود أنّه قال: (الحمدُ للهِ الذي وهبَ لنا هذا اليومَ، وأقالنا فيهِ عثراتنا).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©