الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النساء والقضاء على الفقر

19 أكتوبر 2008 01:36
يعرف المهتمون بآفة الفقر في العالم والمنشغلون بسبل القضاء عليه، أنه رغم امتهان النساء لثلثي الأعمال التي تؤدى دون مقابل في العالم، وإسهامهم في زراعة نصف الغذاء المستهلك عالميا، إلا أنهن مع ذلك يشكلن 70 بالمائة من السكان الذين يعانون من الفقر؛ غير أن مبعث الأمل في الدراسات التي أجريت مؤخراً فقد تثبت فيها أن النساء يمثلن في الحقيقة مصدراً غنياً وغير مستغل إلى حد الآن للتخفيف من حدة الفقر وإنتاج الثروة ولو على نطاق محدود للخروج من الفقر وتوفير الحاجيات الأساسية لعائلاتهن؛ فقد أظهرت التجارب أنه عندما تستثمر الحكومات والمنظمات الخيرية أموالا لتحسين ظروف النساء في ظروف صعبة، فإن النتائج تكون غالباً مبهرة، فحسب الأبحاث التي أجريت في هذا المجال، كلما استثمر أكثر في تعليم النساء وإخضاعهن لبرامج تدريبية في أفريقيا ارتفع المحصول الزراعي بأكثر من 20 بالمائة، كما أنه كلما اجتازت الفتيات الصف الرابع في المدرسة ترتفع رواتبهن لأكثر من 21 بالمائة، وفي نفس السياق أشارت الأمم المتحدة خلال2001 أن القضاء على التفرقة بين الجنسين في أميركا اللاتينية سيرفع الانتاج الوطني للدول بحوالي 5 بالمائة· والأكثر من ذلك، أظهرت التجارب فيما يتعلق بالقروض الصغيرة التي تمنح للنساء أنهن الأقدر على الانتظام في أداء الأقساط والاستثمار على نحو منتج، كما أنهن لا يملن إلى المجازفة مقارنة مع الرجال في ظروف مشابهة؛ ومن خلال البرامج التي تشرف عليها المنظمات غير الحكومية والموجهة لمساعدة النساء، أثبت التعامل مع شرائح النساء الفقيرات أنه من الأجدى الاستثمار فيهن بالنظر إلى النتائج الجيدة المتحصل عليها والقيمة التي تضيفها المرأة إلى الأسرة؛ وتركز هذه البرامج على تدريب النساء وتحسين ظروف العمل لديهن، كما تساعدهن على إقامة مشاريع صغرى ومحاربة الأمية المالية التي تعوق اندماجهن في عالم الأعمال وإطلاق مشروعاتهن؛ ومن الأمور الأساسية التي تستهدفها البرامج المختلفة، تمكين النساء اللواتي يعشن ظروفاً صعبة كي يدرن مشاريعهن الصغيرة بأنفسهن، وتولي القيادة دون تدخل من أحد؛ وهكذا انخرطت مؤسسة نسائية -تنشط في محيط العاصمة الأميركية واشنطن- في مساعدة النساء ذوات الدخل المحدود من اللواتي يعشن في المنطقة على رفع أصولهن إلى 17 مليون دولار خلال السنتين والنصف سنة الأخيرة· ولننظر إلى نموذج ''كريستين ووكر''، الأم العازبة والطالبة الجامعية التي تكسب أقل من 35 ألف دولار في العام، فعلى امتداد سنوات دراستها الجامعية تراكمت عليها الديون حتى وهي تطمح للحصول على وظيفة أفضل؛ وبفضل أحد البرامج التي تسهر عليها المؤسسة النسائية استطاعت ''كريستين'' ادخار أربعة آلاف دولار خلال ستة أشهر فقط، وهو ما جعلها تحصل على شهادتها في السياسة العامة دون اللجوء إلى بطاقتها الائتمانية لتسديد رسوم الدراسة؛ وفي مثال آخر تمكنت ''شاران ميتشل'' التي تنتمي إلى المنطقة ذاتها من الخضوع بعد خروجها من السجن لبرنامج تدريبي في البناء بفضل أحد برامج المؤسسة النسائية في واشنطن، وخلال ثلاثة أشهر كانت ضمن الفريق الذي يقوم ببناء ملعب البيسبول الجديد في واشنطن· أما في الجهة المقابلة من العالم وتحديداً في تايوان فقد أشرفت المنظمات غير الحكومية، التي تُعنى بشؤون النساء، على مساعدة خادمات المنازل من النساء الفلبينيات، بحيث ركز البرنامج جهوده على تدريبهن على الادخار· لقد استطاعت المستفيدات أيضا، كجزء من البرنامج، ادخار 19 ألف دولار وشراء طاحونة للأرز، تولت الإشراف عليها إحدى المشاركات، هذا المشروع الذي سرعان ما توسع لاحقا بعد مراكمته لأرباح مهمة لتتم الاستعانة بأربعة عمال دائمين واثنين مؤقتين خلال موسم الحصاد؛ وقد تحولت المرأة المشرفة على الطاحونة من عاملة في البيوت إلى مديرة تسير مشروعها الخاص وتعيل نفسها وعائلتها، كما أنها أصبحت مع النساء الأخريات المشاركات معها، مالكة لأصول لا شك أن قيمتها سترتفع مع مرور الوقت؛ والخلاصة التي نخرج بها من تلك النماذج النسوية التي نجحت في التغلب على ظروفهن الصعبة أنه كلما تحسن المستوى المعيشي للنساء انعكس ذلك إيجاباً على أسرهن وعلى المجتمع بأكمله· كريستين جرام رئيسة ''شبكة تمويل النساء'' ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©