الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس الدولة: توحيد القوات المسلحة خطوة مهمة ومنطلق تمكين اتحاد الإمارات

5 مايو 2011 23:45
أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، أن التطور النوعي الذي تشهده القوات المسلحة هو مبعث فخر واعتزاز لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال سموه في كلمة وجهها عبر مجلة “درع الوطن” بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة: إن توحيد القوات المسلحة كان خطوة أساسية على طريق بناء دولة المؤسسات ومنطلق تمكين للاتحاد ومسيرته ومبعث تطمين لأبناء الدولة. وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو رئيس الدولة بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة: أبنائي وبناتي قادة وضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نتوجه إليكم في هذا اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة بتحية الإعزاز ومشاعر التقدير؛ لما تحملون من صادق الانتماء وعميق الولاء، مثمنين ما تبذلون من جهد خدمة للوطن وذودا عن حماه وصونا لاستقراره وأمنه، ومؤكدين أن هذه الذكرى الجليلة ستظل علامة مضيئة في درب مسيرتنا المباركة و نقلة نوعية أسهمت في تدعيم الكيان الاتحادي وتثبيت أركانه وإعلاء بنيانه. إننا ونحن نستعيد هذه الذكرى المجيدة نستلهم منها معاني الإصرار وقوة العزيمة التي تحلى بها الآباء المؤسسون وهم يبنون صرح الاتحاد على قاعدة صلبة قوامها إيمان بالله والتزام بالمبادئ وثقة في المستقبل. لقد كان توحيد القوات المسلحة خطوة مهمة على طريق بناء دولة المؤسسات وكانت منطلق تمكين لتجربتنا الاتحادية وسياج تحصين لمسيرتها ومبعث تطمين لأبنائها، كما أنها جسدت ورسخت نهج التدرج الذي بات سمة من سمات سياستنا وأسلوبا لعملنا في تحقيق أهدافنا الوطنية والوصول إلى ما نصبو إليه من آمال في حاضر آمن و تطلعات إلى مستقبل زاهر. إخواني وأبنائي.. إن التطور النوعي الذي شهدته قواتنا المسلحة تجهيزا وتدريبا، هو مبعث فخرنا وموضع اعتزازنا وقد تابعنا باستمرار الجهد المتواصل والمثابرة المستمرة في ميادين التدريب ومعاهد الإعداد تطويرا للقدرات وصقلا للمهارات فتكاملت المهارة الميدانية مع القدرة العلمية لتعطي النموذج المسلح بالعلم المتفاني في أداء العمل. إننا ونحن نؤكد أن الواجب الأساسي لقواتنا المسلحة هو الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره، ندرك أيضا أن أمننا الوطني لا ينفصل عن الأمنين الإقليمي والدولي، مما يترتب عليه واجبات ومسؤوليات في إطار عقيدتنا العسكرية القائمة على صون الحق والدفاع عنه والاحترام الكامل للقوانين والالتزام الثابت بالمبادئ. ومن هذا المنطلق، وبوحي من هذه العقيدة، جاءت مشاركة قواتنا المسلحة في تنفيذ واجبات قوات “درع الجزيرة” التي تمثل إحدى آليات التعاون العسكري بين دول مجلس التعاون ومشاركتها في قوات حفظ السلام الدولية التي تشكل إحدى أدوات حفظ الأمن والسلم الدوليين، وكان الدور الذي لعبته قواتنا المسلحة في الساحتين الإقليمية والدولية مثلا في الانضباط ونموذجا للتفاني في أداء الواجب وأعطت مساهماتها في عمليات الإغاثة والمساعدة الطبية في ميادين عملها كافة طابعا إنسانيا لما تقوم به هذه القوات من واجبات ومهام. إن قواتنا المسلحة وهي تواصل تعزيز إمكانياتها وتطوير قدراتها تؤمن بأن الحق هو عماد القوة والتسلح بالمبادئ والتمسك بالقانون هو درعها الحصين، فالحق في يد الضعيف قوة والباطل في يد الغاشم ضعف، على هذا الأساس واصلنا التزامنا بنهج الحوار أسلوبا وتمسكنا بالقوانين والمبادئ الدولية هاديا ودليلا. إخواني و أبنائي.. إن قواتنا المسلحة لا تعمل بمعزل عما يجري في محيطها من خطط وبرامج لذلك فإن التفاعل المستمر مع المؤسسات المدنية المختلفة وتبادل الخبرات معها يعد إثراء لجهود الدولة لبناء وطن آمن وشعب قادر، فحماية الوطن ليست واجبا عسكريا فقط، بل هي مسؤولية جماعية ينهض بها الجميع كل في ميدانه وفي مجال اختصاصه في إطار من التكامل والتعاضد. إن حماية المكتسبات والإنجازات التي تحققت على أرض الإمارات وتعظيمها يتطلب فهما للأخطار والتحديات التي تحيط بنا ووعيا بكيفية التعامل معها والوقاية من شرورها وأخطارها.. وإننا على ثقة في أن أبناء الإمارات وهم ذخيرة الوطن وثروته الأساسية قادرون على النهوض بتلك المسؤولية وحمل تلك الأمانة بكل عزم واقتدار. أيها الإخوة والأبناء.. إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة المجيدة، نتوجه بالتهنئة الخالصة إلى إخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وإلى المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية كافة، وفي الوقت ذاته نوجه التهنئة إليكم لما حققتم وأنجزتم. كما نذكر بالتقدير والعرفان الرعيل الأول من العسكريين الذين وضعوا اللبنات الأولى في صرح المؤسسة العسكرية والذين يواصل العديد منهم عطاءه في المجال المدني تجسيدا لمعاني التكامل والتفاعل بين مؤسسات الدولة، إن ما قدمه أولئك العسكريون من عطاء وما بذلوه من جهد سيبقى شاحذا لهمم الأجيال المتعاقبة وحافزا لهم للحفاظ على ما تحقق والبناء عليه وتدعيم أركانه. وفقكم الله وسدد خطاكم وأمدكم بالعزيمة لمواصلة عطائكم لوطنكم وأمتكم..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©