الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمة في حاجة إلى مناهج تجسد مقاصد الإسلام وتعبر عن الوسطية

الأمة في حاجة إلى مناهج تجسد مقاصد الإسلام وتعبر عن الوسطية
15 مايو 2014 21:44
مُنذ فترة طـويلة يتزايد الحديث عن كيفية دعم وتطوير التعليم الديني بحيث يواجه ظاهرة التشدد والتعصب التي انتشــرت في بعض المجتمعات في الفترة الأخيرة، حيث يرى الكثير من العــلماء أن دعم هذا النوع من التعـليم كفيــل بمواجهة الكثير مـن المشكلات الأخلاقية ومواـجهـة ظاهرة انخراط الشـباب في التيَّارات المتشــددة والمتطرفة. حسام محمد (القاهرة) حول أهمية تطوير التعليم، قال الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن دعم التعليم الديني وتطوير مناهجه بما لا يخل بمضمونه الشرعي ضرورة تتفق مع مقاصد الإسلام، مشدداً على أهمية أن يتم التطوير على أيدي المتخصصين في كل المؤسسات التعليمية في عالمنا الإسلامي، بحيث يتم تخريج دعاة من الشباب قادرين على تطوير الخطاب الديني وتبنى خطاب يعبر عن وسطية الإسلام، خاصة بعد أن تسبب الجمود في مناهج التعليم الديني في ظهور دعاة لا يدركون أهمية الخطاب الديني، وبعضهم من الجاهلين، أو من المتشددين. تعديل المناهج وأوضح أن الخطاب الدعوي استغرق في الصراعات السياسية والغيبيات، وقال إننا في حاجة ماسة لتعديل مناهج التعليم الديني، بحيث يكون المنهج نابعاً من مقاصد الإسلام، ويقدمه بصورة صحيحة، وألا يكون قائماً على أساس الإفراط أوالتفريط، وأن يكون متصلاً بحاجة الناس الأصلية لا الحالة العارضة، وأن يؤدي ذلك التطوير إلى خروج دعاة يقدمون للناس صيغة جديدة للخطاب الدعوى الإسلامي يؤدي إلى التقاء الناس لا الفرقة. ويضيف: لا بد أيضاً أن يعي معدو مناهج التعليم الديني أن عليهم عبء تخريج دعاة وعلماء دين لا تبهرهم أضواء السياسة لأن الخلط بين الدين والسياسة يضر بالمجتمع ويبث الفتن بين الأمة، مؤكداً أن تسييس الدين أمر مرفوض لأن الإسلام هو الوعاء الجامع لكل أمور الدنيا وهو القادر على ضبطها وتوجيهها لما يخدم البشرية، ويحقق مصالحها في كافة المجالات. دعم التعليم الديني أما الدكتور إسماعيل الدفتار عضو هيئة كبار العلماء، فأوضح أن من أهم معوقات عودة الحضارة الإسلامية إلى عصورها الزاهرة ما نلاحظ من تراخ في دعم التعليم الديني في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية، كاشفاً عن وجود ضعف في التعليم يتطلّب أن نعيد دراسة مناهجنا في مؤسسات التعليم الديني ونحاول جادين أن نصنع من خلال هذه المناهج العقول المفكرة الباحثة والقادرة على العطاء الفكري والإسلامي المتميز، وهذا يتطلَّب مراجعة جادة على مستوى علمي رفيع من المختصين الكبار. وسطية الإسلام ويرى الدكتور زكي عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر ضرورة من الاعتراف بحاجة الأمة الإسلامية من مشارقها إلى مغاربها إلى التعليم الديني، لِذا فلا ينبغي أن يناله حذف أو انحسار لدوره لأنه الحافظ والحارس لعقيدة الأمة، مضيفاً أنه يجب أن تعكس مناهج تعليمنا الديني وسطية الإسلام واعتداله وتسامحه، وهذا ما تغلب عليه المناهج حالياً، ولكننا أصبحنا بحاجة ماسة لتبسيط تلك المناهج، بحيث تصل لعقل وقلب الطلاب، ولا يصبح الأمر مجرد حفظ للكلمات دون فهمها سعياً للنجاح في الامتحانات فحسب، فنحن في حاجة لمنهج شرعي يحفز طلابنا على النهج المعتدل والفكر الرشيد ويغلق الباب أمام نزعات الغلو والتطرف. ولفت إلى أنه لا بد من وضع مناهج دينية تؤكد أهمية ابتعاد الدعاة الشباب عن الخطاب الغيبي المعتمد على تغييب الإدراك العقلي حتى لا ينصب، كما هو حادث الآن على الأمور الغيبية وترك المشكلات المعاصرة وهذا أمر مرفوض، وقال: يجب العمل على ترسيخ أهمية دور الخطاب الديني في تنمية ثقافة الوعي بالقيم والأخلاقيات الإسلامية، بحيث يُخرج لنا دعاة متدينين يدركون أهمية دور العبادة في صياغة الوعي العام للجماهير لارتباط الدين بأخص خصائص الإنسان العقدية والسلوكية والوجدانية، ولهذا لا بد من تعزيز معلومة أن الخطاب الديني المعتمد على العقل في التعاطي مع مشاكل الشعوب، وليست الافتراضات النظرية، أو التكاليف الدينية المجردة. وقال إن الواقع يؤكد أننا لسنا بحاجة لدعم التعليم الديني فحسب، لكننا بحاجة أيضاً لنشر التعليم الديني في مدارس ومعاهد التعليم العادي فنحن لو قدمنا لشبابنا ثقافة إسلامية وسطية، لمن يدرس الطب أو الهندسة أو الرياضيات منهم، فسيفهمون دينهم وواقعهم وظروف عصرهم، ما يجعل منهم رجالاً ونساء فاعلين وإيجابيين، مواطنين يبنون ولا يهدمون والتجربة أكدت أن عدم الاهتمام بتدريس هذه المادة، أو تدريسها بمناهج قديمة متجاوزة، أو عدم تدريسها أصلاً، كما هو حال كثير من البلاد العربية والإسلامية، كل ذلك يساهم في انتشار المفاهيم المعوجّة للدين، ويهيئ الشباب لتقبل الأفكار الخطأ، لذلك لا بد أن يكون للتربية الإسلامية مكان في كل مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا في كافة الجامعات. خطبة الجمعة فيما أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء أن الأحداث التي تعيشها الأمة الإسلامية حالياً كشفت علامات كثيرة على ضعف الخطاب الديني الذي يتبناه الدعاة الحاليون وصعوبة وصوله إلى عموم الناس لدرجة أن كثيراً من الدعاة وأئمة المساجد يتساءلون بحيرة: ما هو الموضوع المناسب الذي ندعو إليه؟ أو نقدمه في خطبة الجمعة؟ أو نوجه به الشباب بحيث تصبح جهودهم وطاقاتهم تحت مظلة الشرع؟، موضحاً أننا اليوم نحتاج لتعليم أبنائنا وشبابنا داخل معاهد التعليم الديني أهمية دور الداعية في المجتمع الإسلامي، وأهمية التمسك بثوابت الدين وأصوله فجوهر التعليم الديني المطلوب اليوم هو أن يعرف المسلمون أن الأصل في حفظ الدين وبث العدل والتناصف الذي به تحقن الدماء، ونتمكن من خلاله من ضبط أخلاقيات الشعوب. خطة دعم جديدة دعا الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء إلى تبني خطة دعم جديدة من نوعها للتعليم الديني مختلفة عن المرحلة السابقة، بحيث يؤدي ذلك إلى صياغة خطاب ديني متوازن يتوافق مع المرحلة القادمة، بما يخدم الدين والأمة ويخاطب المخالفين في الرأي بالحسنى، بعيداً عن التشدد، ولا يثير عداء مع الآخرين، ويجب العلم أن هُناك عبارات وافدة على الأمة تحتاج إلى مراجعة من أصول الدين، وأن نبحث عن مخرج لأمتنا بالإيمان والعمل الصالح لكل ذلك، فإنه من الضروري الاهتمام بإعداد الدعاة، وتأهيلهم جيداً، والتركيز على فقه الائتلاف وليس الاختلاف، وأن يكون الخطاب الدعوى مطمئناً للمسلمين وغيرهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©