الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البستكي والمسلم وعبيد يضيئون ذاكرة المكان

البستكي والمسلم وعبيد يضيئون ذاكرة المكان
13 يوليو 2010 23:14
نظَّم المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة أمس الأول في مقره بأبوظبي، ندوة بعنوان “ذاكرة المكان الإماراتي”. وشارك في الندوة فرح إبراهيم البستكي عضو مجلس إدارة جمعية التراث العمراني في الإمارات، والكاتب والباحث والشاعر أحمد محمد عبيد، وعبدالعزيز المسلم مدير التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وحضر الندوة شخصيات دبلوماسية واجتماعية وباحثون وأدباء ومهتمون بالشأن التراثي. وقدمت الندوة الإعلامية عائشة العوضي التي أشارت إلى أهميتها كونها تشكل خطوة مهمة لمناقشة جذور الثقافة الأولى وتعزيز الوعي الثقافي والقيم التي نشأت بفعل المكان ومعايشته. وتطرقت العوضي إلى السيرة الإبداعية للباحثين الثلاثة ومشاركات وإنجازات فرح إبراهيم البستكي في مجال الحفاظ على التراث العمراني ومساهمات عبدالعزيز المسلم في البحث في التراث والتاريخ الشفاهي وبخاصة الأدب الشعبي والعادات والتقاليد والمعتقدات وأدب الرحلات وما قدمه الباحث والكاتب والشاعر أحمد محمد عبيد في ميدان اجتراح المشروعات الثقافية واهتمامه بالتراث المحلي وانشغاله بحصر النتاج والعطاء الابداعي. واستهل الباحث عبدالعزيز المسلم الندوة بتقديم الشكر إلى مبادرة المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة على استضافة الباحثين لمناقشة موضوع مهم وحيوي يتعلق بأهمية تأصيل الذاكرة وتفعيل آليات ارتباطها بالمكان. وأشار المسلم إلى أن المكان يعد الأكثر حضوراً عند الإماراتيين، وأوعز ذلك إلى عدة أسباب أهمها الاغتراب، مما جعل هذا الحضور ملحاً وحيوياً. وتوزعت أطروحات المسلم أولاً إلى حضور المكان عبر الفخر والاعتزاز، وذلك بتسمية الناس بأسماء الأمكنة التي يفتخرون بها، والشوق والحنين للمكان الأليف والبعد والاغتراب وأثرهما في الارتباط بالمكان. وتوسع الباحث في هذه المفاصل الثلاثة فأشار إلى أسماء عبرت عن الحل والترحال مثل: ضاعن وطارش وغابش وضاحي وساري ومصبح، ونسبة إلى البلد الذي ارتحل منه وإليه ثم عاد مثل القطري والكويتي والعماني والبصري والحتاوي والختي ونسبة إلى مكان الولادة مثل مرجية والأسماء المشبهة بالأشياء مثل ياسة وريحانة وحنظل وحرمول. وتطرق المسلم إلى تأثير الاستقرار على الأسماء مثل “عود ميثا وعود بن سبت” وأماكن المقيظ وأماكن السكن “صير بني ياس في أبوظبي، وصير بونعير، وصير القواسم” وانتقل الباحث أخيراً إلى المكان بوصفه مادة للشعراء أكثروا من ذكرها، وقسمها إلى ثلاثة أقسام، وهي المكان الحقيقي والمكان الرمزي والمكان الخيالي، واستشهد لعدد كبير من الشعراء الإماراتيين في شعر عبروا فيه عن هذه الأقسام ومنهم “أحمد الهاملي وراشد بن طناف وعلي الصوري النعيمي وراشد الخضر”. من جانبها، تحدثت الباحثة فرح البستكي عن “ذاكرة المكان الإماراتي من وجهة نظر جمعية التراث العمراني لدولة الإمارات العربية المتحدة 2003 - 2010”، واستهلت مداخلتها باستشهاد من أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى، تأكيداً على اهتمامه بالذاكرة والمكان وتأصيله والعناية فيه. وأشارت البستكي إلى مجموعة من المفاصل وأهمها سلبيات محو الذاكرة ثم تطرقت إلى خصائص وملامح العمران التقليدي في الإمارات ومنها اختيار موقع البناء والمواد المستخدمة فيه وحجمه وبساطته وزخرفته وخصوصيته وكيفية توزيع الغرف وإحاطتها بفناء الدار. وانتقلت البستكي إلى مناقشة المباني التراثية القديمة وهي القلاع والأبراج الدفاعية والمدارس والمساجد والمنازل وعرضت صوراً قديمة على شاشة نصبت وسط قاعة الندوة لمجموعة كبيرة من الأبنية التراثية التي أحصيت في الإمارات والتي وصل عددها إلى 3100 مبنى تاريخي بحسب الباحثة. من جهته، قدم الباحث أحمد محمد عبيد مداخلته المعنونة بـ “المكان في لهجة الإمارات” وأشار في مقدمتها إلى المدلولات اللغوية للمكان “المعنى الغوي الحقيقي والمعنى اللغوي المجرد” ونوه إلى استبدال الأحرف في اللغة من الفصحى إلى اللهجة مثل “جبل علي يصبح يبل علي” و”النجد يصبح النيد” وأثر إبداع اللهجة في الدقة بتوصيف الأماكن ومسمياتها مثل تعدد مسميات الكثيب الرملي في اللهجة وكيفية تحول المعنى اللغوي إلى علم في اللهجة. وتطرق إلى أسباب تحديدات مسميات الأماكن في اللهجة التي أوعزها إلى حاجة الإنسان الإماراتي إلى مجموعة من الضرورات ومنها البحث عن “بعير شارد” أو إنسان مفقود أو عدو آتٍ. وأكد عبيد أن مسميات المواضع في بعضها تتلاءم مع الصيغ الصرفية للعربية الفصحى، حيث توجد مسميات لأماكن لها جذر في العربية مثل “حفيت وكلباء وجلفار” وأن مسميات المواضع تخضع إلى الإضافة في بعضها “خورفكان” و”هور العنز” واتباع صيغة جمع المؤنث السالم أو التصغير أو أوزان فعلوت “مصفوت” أو تشبهها “بالأراضي المسطحة كالبراحة والدارة. وصدر عن الندوة امس توصيات سترفع قريبا إلى الجهات المعنية تشمل تضمين المناهج التعليمية موضوعات تعريفية بأهم الأماكن التاريخية والأثرية بالدولة، وكذلك حصرها وتسجيلها وتوثيقها بالصوت والصورة ووضع لافتات تعريفية باللغة العربية وبلغات أخرى لأسماء الأماكن وتشكيل لجنة لإجراء البحوث وإنتاج برامج متلفزة عن الأماكن التاريخية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©