أوباما يجبر ماكين على الدفاع عن ولايات بوش

واصل المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية باراك اوباما التقدم على منافسه الجمهوري جون مكين بأربع نقاط مئوية، حيث أظهر استطلاع للرأي لـ''رويترز'' و''سي - سبان'' و''مؤسسة زغبي'' حصوله على 48 % في مقابل 44 % لخصمه مع هامش خطأ 2,9%· لكن استطلاعا آخر للرأي برعاية موقع ''هوت لاين'' على الانترنت المتخصص في الأخبار السياسية أظهر توسعة هامش اوباما على المستوى القومي ليصل الى عشر نقاط مئوية· وقال سايمون روزنبرج رئيس جماعة الدعم الديمقراطية ''ان·دي·ان'' ''يمكن أن يكسب ماكين ثلاث او أربع نقاط في استطلاعات الرأي على مدار الاسبوعين المقبلين، لكن هذا لا يعني أن السباق يتقارب··السؤال هو ما اذا كان اوباما سيفوز ايضا بثلاث او أربع نقاط من هؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد''· وتوغل اوباما امس بعمق في منطقة جمهورية وأجبر منافسه ماكين على اتخاذ موقف دفاعي في أرض تميل لتأييد الجمهوريين تقليديا مع دخول سباق الانتخابات الأسبوعين الأخيرين· وقام المرشح الديمقراطي بجولة مدتها أربعة ايام في فرجينيا وميسوري وكارولاينا الشمالية وفلوريدا وجميعها ولايات فاز بها الرئيس الجمهوري جورج بوش عام 2004 وقد تكون على شفا الميل للديمقراطيين· ومن المرجح أن تؤدي الانتصارات هناك أو في أي من قائمة طويلة من الولايات الأخرى التي فاز بها بوش، بما في ذلك اوهايو وكولورادو ونيفادا وانديانا او فرجينيا الغربية الى إعطاء اوباما الأصوات المئتين والسبعين بالمجمع الانتخابي التي يحتاجها للوصول الى البيت الأبيض في انتخابات الرابع من نوفمبر· وقال بيتر براون المدير المساعد لمعهد جامعة كوينيبياك لاستطلاعات الرأي ''يتبقى بديل واقعي واحد لجون ماكين وهو تحقيق الفوز في عدد كاف من ولايات بوش''، وأضاف ''في هذه المرحلة ماكين ليس في وضع يسمح له بالفوز بأي ولاية ديمقراطية من (الولايات التي صوتت لهم) عام 2004 واوباما لديه فرص في جميع أنحاء الخريطة''· وتبدو معضلة ماكين واضحة في جدول أسفاره· فالى جانب محطة الخميس في بنسلفانيا التي فاز بها الديمقراطي جون كيري عام 2004 ويتأخر فيها ماكين الآن عن منافسه بأكثر من عشر نقاط، فعليه ان يركز على الدفاع عن ولايات فاز بها بوش عام ·2004 وسيقوم ماكين بزيارة فلوريدا وكارولاينا الشمالية وفرجينيا واوهايو وميسوري على مدار الأيام الأربعة المقبلة وجميعها ولايات سيطر عليها الجمهوريون عام 2004 لكن اوباما يهدد بإحراز تقدم مهم فيها· واذا احتفظ اوباما بالفوز في كل الولايات التي فاز بها كيري عام 2004 واستعاد السيطرة على ولايتي ايوا ونيو مكسيكو اللتين فاز بهما بوش (وهو متقدم فيها جميعا على ماكين بفارق مريح )، فلن ينقصه الا ستة أصوات على جميع الأصوات المئتين والسبعين التي يحتاج الى الحصول عليها في المجمع الانتخابي· وقال مستشارون لاوباما إن المخاوف الاقتصادية المتزايدة للناخبين من الطبقة العاملة جعلتهم اكثر تقبلا لسناتور ايلينوي الذي تظهر استطلاعات للرأي أنه مفضل على صعيد القضايا الاقتصادية· وفي فرجينيا الغربية ساعد الاثر غير المباشر لإعلانات على محطات التلفزيون في ولايات مجاورة متأرجحة على فتح مجال المنافسة في الولاية· وقال روبرت جيبس مستشار اوباما ''كل يوم يزداد مسار ماكين الضيق الى الرئاسة ضيقا··الولايات المتبقية التي تتقارب فيها فرص المرشحين في هذه الانتخابات هي ولايات فاز بها بوش مرة واحدة على الأقل ومرتين في الاغلب وهذا يعطينا فرصة حقيقية''· بينما أشار مساعدون لماكين الى أن باستطاعته الفوز بعدد من الولايات اكبر مما يحتاجه سناتور اريزونا ليحصل على 270 صوتا بالمجمع الانتخابي· الى ذلك، قال محللون ان الخلافات بين اوباما وماكين حول الحرب في العراق برزت بقوة، لكن خلافاتهما في المجال العسكري تتعلق بمشكلة مزاج اكثر منها مضمونا فعليا· ويدعم المرشحان توسيع قدرات القوات المسلحة وارسال قوات اضافية الى افغانستان ويريدان امتلاك القدرات الضرورية لمواجهة اتساع نفوذ الصين او بروز روسيا مجددا على الساحة الدولية· وقال لورن تومسون مدير مجموعة ''ليكسينجتون انستيتيوت'' للابحاث ان وراء مسألة الانتشار الاميركي في العراق لماكين واوباما وجهات نظر متطابقة في السياسة الدفاعية· واضاف ان نقطة الخلاف الحقيقية تعود الى اسلوبهما ومزاجهما بشأن القضايا المتعلقة بالامن القومي· ولا يستبعد اوباما الذي ليس لديه اي خبرة عسكرية اللجوء الى القوة، لكنه يشدد على اهمية الدبلوماسية والتنمية الاقتصادية بحسب مستشاريه· وهناك استثناء واحد وهو القبض على زعيم تنظيم ''القاعدة'' اسامة بن لادن المسؤول عن اعتداءات 11 سبتمبر ·2001 وخلال نقاش مؤخرا اعرب اوباما عن استعداده لتنفيذ ضربات عسكرية محددة الاهداف في باكستان ضد ارهابيين بموافقة اسلام اباد او من دونها· وقال ''اذا كان تنظيم القاعدة وبن لادن او معاونيه في مرمى القوات الاميركية وفي حال رفضت باكستان او عجزت عن التحرك فعلينا القضاء عليهم''· وعلى الفور انتقده منافسه الجمهوري ماكين الذي رأى ان اطلاق علنا مثل هذه التهديدات حيال دولة حليفة لا يساعد اطلاقا· ورأى ان القوة العسكرية متممة للدبلوماسية، وقال ''اتحدر من اسرة تؤمن بان حب الوطن يعني التضحية في سبيله''· واتهم ماكين منافسه اوباما بانه يريد الجلوس الى طاولة المفاوضات مع ايران من دون شروط رغم انشطتها النووية المشبوهة· لكن اوباما قال انه يؤيد دبلوماسية صارمة ومباشرة مع ايران· ودعا الى تشديد العقوبات تماما كموقف ادارة بوش· وابلغت ادارة الرئيس جورج بوش المرشحين اوباما وماكين بمحتوي مسودة اتفاق مع العراق بشأن الوجود العسكري الاميركي بعد نهاية 2008 ومدى تقدم المفاوضات بشأنه· واتصلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بالمرشح الديمقراطي في حين اتصل وزير الدفاع روبرت جيتس بالمرشح الجمهوري· وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك ''احدهما سيصبح رئيسا في يناير، وهذا الامر تم من باب اللياقة البروتوكولية وايضا لاسباب عملية ونحن نعتقد أنه من الضروري إجراء هذه الاتصالات الهاتفية''· وأضاف أنه رغم أن مثل هذه الاتفاقيات الثنائية لا تحتاج الى مصادقة الكونجرس فإن رايس اتصلت هاتفيا بنواب آخرين خصوصا ابرز اعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ