الإكسسوارات تنافس المجوهرات

تقف هناء ناصر أمام كشك صغير لبيع الإكسسوارات والمجوهرات المقلّدة في سوق مدينة زايد بأبوظبي، تطالع المعروض من خواتم، وأقراط، وسلاسل باهتمام وتركيز، تنتقي منها ما يعجبها فتجربه، وتبدأ بعد ذلك السؤال عن الأسعار لتقرّر ما سوف تشتريه بالقياس إلى ميزانيتها المتواضعة· تقول هناء : ''تعجبني الإكسسوارات والمجوهرات المقلّدة كثيراً، ولديّ مجموعة كبيرة منها في المنزل، ومع ذلك فلا أستطيع مقاومة النظر إليها وشراء المزيد منها كلما دخلت الأسواق، فهي جميلة الشكل، ومتقنة الصنع، وتحتوي على أحجار متنوعة الأحجام والألوان تناسب جميع أنواع الملابس العملية والرسمية· والأهم من ذلك أن أسعارها معقولة بالنسبة لي إذ لا تسمح إمكانياتي المادية بشراء المجوهرات الأصلية''· ويبدو أن للمجوهرات المقلّدة ''شعبية مرتفعة'' بين النساء تنافس حبّ ارتداء الذهب والمجوهرات الأصلية في كثير من الأحيان إن لم تتفوق عليها· وتفضّل عبير أحمد، موظفة في أحد البنوك، ارتداء المجوهرات المقلّدة على الأصلية، ليس لعدم قدرتها على الشراء، وإنما لأسباب أخرى تذكرها قائلة: ''لدّي مجموعة قيّمة من المجوهرات الحقيقية، ومع ذلك يقتصر استخدامي لها على المناسبات أو الزيارات العائلية، وذلك كي يراها الآخرون· أما أثناء العمل فأفضل التزّين بالإكسسوارات المقلّدة ولاسيما تلك التي تحتوي على أحجار كريمة ولآلئ، إذ تلفت الانتباه، وتضفي لمسات جمالية على الملابس وعلى مظهر المرأة بشكل عام''· وتضيف عبير: ''ارتداء المجوهرات الأصلية الثمينة يشعرني بالقلق، ويجعلني دائمة التحفظ في حركاتي حرصاً على ثمن الطقم الذي أحمله، فهو يشكل اليوم ثروة، خصوصاً مع الارتفاع المضطرد في أسعار الذهب، بينما لا أقلق بشأن الطقم المقلّد وذلك لانخفاض سعره وإمكانية الاستغناء عنه''· وتلجأ نسوة ذوات دخل مرتفع إلى شراء الذهب في حال انخفاض سعره ليس للتحلي به بل لادّخاره لحين ارتفاعه مجدداً، كما تشير ندى العامري التي اعتادت شراء ''أونصات الذهب'' بهدف الاستثمار· فيما تشتري المجوهرات المقلدة للزينة· تقول العامري : ''أفضل ارتداء المجوهرات المقلّدة التي تحمل تصاميم غاية في البراعة والجمال، لاسيما أطقم السهرات المطعمة بأحجار ''الزاركون'' و''الستراس'' وهذه الأطقم يمكنني مبادلتها مع أخواتي وصديقاتي بهدف التغيير في بعض الأحيان''· من جانبها، ترى سحر عبيد أن ارتفاع أسعار الذهب والمجوهرات الأصلية اليوم لم يترك للمرأة ذات الدخل المتوسط أو المتدني خيارات لارتداء المجوهرات المقلّدة، فهي بطبيعة الحال غير قادرة على شراء الذهب الأصلي، لذلك تضطر إلى استخدام الإكسسوارات والمجوهرات المقلّدة لتمنحها المظهر الأنيق والجميل بأبسط التكاليف والإمكانيات· وتضيف: ''بحسبة بسيطة فإن ثمن جرام من الذهب سعره اليوم على الأقل 90 درهما، يمكنني به شراء 3 خواتم أو سلسال مع إسوارة وهو أمر مرضٍ بالنسبة لي''· إلى ذلك، يؤكد رامي محمد زياد، بائع للمجوهرات والإكسسوارات المقلّدة في أحد الأكشاك الصغيرة بسوق مدينة زايد، أن هنالك طلباً كبيراً على شراء المجوهرات المقلّدة من قبل النساء حتى أن مبيعاتها وشعبيتها باتت تنافس الذهب بل وتتفوق عليه بسبب ارتفاع أسعار الذهب من جهة، وجماليات ودقة صنع المشغولات المقلّدة من جهة أخرى· عن الأشكال والصناعات المعروضة من إكسسوارات مقلّدة في كشكه، يقول زياد إن من أشهرها وأثمنها الإكسسوارات الكورية ولاسيما أطقم ''العرائس''، وتأتي مطلية بالفضة أو بالذهب على الأغلب، وتكون مطعمة بأحجار ''الزاركون'' الطبيعية، وتتراوح أسعارها ما بين 400 و 1000 درهم· وهذه الأطقم تلقى رواجاً كبيراً من العرائس أو السيدات اللواتي يرغبن بحضور أعراس أو سهرات· وهنالك الأطقم السورية المطعمة بأحجار ''الستراس'' أو الكريستال والمطليّة بالفضة وهي أرخص من الكوري وتتراوح أسعارها بين 200 و 300 درهم· أما الخواتم والأقراط منفردة فأسعارها في متناول الجميع وتبدأ من 25 درهما فقط· وهنالك مجموعة من الأطقم والأقراط والخواتم المقلّدة لماركات عالمية معروفة، وهي لا تختلف في شكلها عن القطع الأصلية ولكنها أرخص سعرا· مميزات 'تتميز المجوهرات المقلّدة التي تتوافر في الأسواق بتصاميم غاية في الروعة والإتقان، تشبه في شكلها إلى حدّ بعيد المجوهرات الأصلية إن لم تكن أجمل· أما الألوان فلا تختلف عن ألوان الذهب والمجوهرات الحقيقية وفي كثير من الأحيان يصعب التمييز بين الحقيقي والمقلّد''·