برنامج البيانات المكانية يوفر 230 مليون درهم لحكومة أبوظبي

وضع برنامج البنية التحتية للبيانات المكانية لإمارة أبوظبي، الذي أطلق عام 2007، قائمة بأكثر من 1200 معاملة أو وظيفة حكومية معينة يلزمها بيانات جغرافية، ومن المتوقع أن يوفر البرنامج 230 مليون درهم من خلال تفادي ازدواج الأعمال بين مختلف الدوائر وضمان دقة المعلومات. ومنذ وضع العلماء أولى الخرائط الجغرافية خلال العصر الإسلامي الذهبي، فيما بين القرن الثامن والقرن الخامس عشر، يتطور علم رسم الخرائط الى أن أصبح يستخدم حالياً برامج الكمبيوتر وتطبيقاته. وقد تم تسليط الضوء على هذا التطور في معرض أبوظبي للخرائط الذي يقام ضمن المؤتمر السنوي الذي يعقده معهد بحوث النظم البيئية (إيزرى) هذا الأسبوع في سان دييجو بالولايات المتحدة الأميركية، ويسلط معرض أبوظبي للخرائط الضوء كذلك على فضل علماء المسلمين مثل الدينواري ومحمد الإدريسي الذين وثقوا طرق التجارة واكتشفوا أراض نائية. ويتواصل تقليد علم رسم الخرائط اليوم بنفس الاهتمام المعتاد، في وقت يجري فيه العمل في عدد من مشاريع التطوير العمراني في أبوظبي. وفي مقدور أصحاب الأعمال والدارسين والجميع الاستعانة بنظم المعلومات الجغرافية عند زيارة موقع الحكومة الإلكترونية لأبوظبي www.ab dhabi.ae المتاح بكل من اللغتين العربية والإنجليزية. ويستخدم الموقع بيانات مختلفة ليقدم لزوار الموقع معلومات حديثة عن موضوعات شتى مثل جوازات السفر وتصاريح العمل وتتيح للمستخدم إتمام معاملات على شبكة الإنترنت كانت في السابق تجري شخصياً على نحو مختلف تماماً. والعديد من الدوائر تحت مظلة برنامج البنية التحتية للبيانات المكانية لإمارة أبوظبي أعدت فعلاً مواقعها على الشبكة أو تخطط لفعل ذلك، ولهيئة البيئة - أبوظبي موقع على شبكة الإنترنت أعد منذ أكثر من سنتين، كما أن كلاً من دائرة الشؤون البلدية ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي تقوم حالياً بتوسعة خدمات تخطيط الخرائط المرتكزة على شبكة الإنترنت سواء لاستخداماتها الداخلية واستخدام الجمهور. وقال وزير إعلام نيوزيلندا موريس ويليمسون الذي شارك أيضاً في مؤتمر (ايزرى): «المعلومات الجيومكانية هي بيانات عن الموقع. وكلما تستخدم خرائط جوجل أو تطلب خدمات طارئة أو تركب طائرة أو عبّارة أو تشتري منزلاً فإنك تستخدم معلومات جيومكانية. وما هذا إلا بعض الأمثلة على أن المعلومات الجيومكانية أضحت باطراد جزءاً من حياتنا اليومية». ويستخدم حضور مؤتمر سان دييجو برامج وضعها معهد بحوث النظم البيئية الذي يعد إحدى الشركات الرائدة في مجال نظم المعلومات الجغرافية والذي أسس في ردوود كاليفورنيا عام 1969، ونادراً ما تكشف هذه الشركة الخاصة عن مالياتها، ولكن يعتقد أن مؤتمر السنة الفائتة قد حقق نحو مليار دولار من المبيعات. وهناك اهتمام كبير حالياً بنظم المعلومات الجغرافية ما يشجع سكاناً على المساعدة في رصد بيانات عن الأحياء السكنية التي يقطنونها من خلال التبليغ مثلاً عن أعطال مجاري الصرف أو عن رسومات على الجدران الى دوائرهم المحلية عبر تطبيق هاتف ذكي. أما مشاريع نظم المعلومات الجغرافية الأكبر مثل رصد خريطة التسرب النفطي في خليج المكسيك فإن الوكالات الحكومية والشركات الكبرى هي التي تنفذها عادة. يستخدم أيضاً مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية للمحافظة على مناظر المساحات المحيطة بمسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبالاستعانة بإمكانيات تحليلية ثلاثية الأبعاد حيث يقوم البرنامج بتحديد أروقة المناظر ثم يحدد بناءً على ذلك أقصى ارتفاعات للمباني المحيطة بموقع المسجد. «جائزة إحداث الفارق» يتم منح «جائزة إحداث الفارق» للأفراد أو المنظمات التي تستخدم نظم المعلومات الجغــرافيـة بصــورة ابتكارية لإحـــداث تغيير كــبير في المنظـمـة أو المجـتـمع أو البيئة. وعلى مدار السنــوات الـ 30 الماضــية، كـان معهـــد أبحـاث النـظم البيئيــة يقدر التميز في مجال نظم المعلومات الجغرافية بتقديم جوائز للوكالات والأرقام الرائدة على مستوى العالم نظير الإنجازات التي حققوها في المجال المكاني. وقد تضمنت الجوائز الأخيرة جائزة التطبيق المؤسسي وجائزة إحداث الفارق وجائزة نظم المعلومات الجغرافية لخدمة البشرية وجائزة الإنجاز الدائم. وفي هذا العام، تم اختيار مركز أبوظبي للأنظمـة الإلكترونية والمعلومات للحصول عليها.