دعا مشاركون في المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي اختتم فعاليته في دبي أمس، إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات والقدرات التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم جهود التنمية بالقارة السمراء.
وأشاد المشاركون في المنتدى بقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، بتنظيم المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال في دبي سنوياً، مؤكدين الدور المهم الذي يمكن أن تسهم به دولة الإمارات من خلال بنيتها التحتية والاقتصادية العالمية وموقعها الجغرافي كنقطة التقاء تربط القارة الأفريقية بالأسواق الآسيوية والأوروبية والأميركية.
وأكد المهندس حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإقامة المنتدى سنوياً، تعكس النجاح الذي حققه المنتدى لمجتمع الأعمال في دبي، وأهميته كمنصة للتواصل وتبادل الخبرات الإماراتية الأفريقية، معتبراً ذلك القرار رسالة ثقة لمجتمع الأعمال في دبي بدعم القيادة والحكومة لتنافسية شركات الدولة في الأسواق الخارجية الواعدة.
وأكد أن الدعم الذي قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للمنتدى يعكس الشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص والتي تجلت بالتنظيم المميز والناجح للمنتدى الذي يعتبر أحد أكبر منتديات الأعمال حول القارة في العالم.
مشدد على أن المشاركة التي وصلت إلى أكثر من 4460 مشاركا وحوالي 40 وزيراً أفريقياً يعكس الإقبال الذي حظي به المنتدى والنجاح الذي حققه.
وقال إن المنتدى حقق أهدافه في تعزيز الصلات بين مجتمعي الأعمال في دبي والقارة الأفريقية، حيث سلط الضوء على الفرص الاستثمارية في أفريقيا، واستعرض خبرات دبي في مختلف المجالات الاقتصادية.
وأوضح بوعميم أن غرفة دبي ماضية في خططها التوسعية في القارة الأفريقية، وستفتتح مكتبها التمثيلي الأول في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا على أن يتبع ذلك سلسلة من المكاتب الأخرى في دول مثل كينيا وجنوب أفريقيا وأنجولا ونيجيريا وليبيا، مؤكدا أن القارة السمراء تشكل أبرز الأسواق التي تستهدفها الغرفة في الفترة المقبلة.
من جهتها، قالت هبة سلامة، المديرة الإقليمية لوكالة الاستثمار الإقليمي لدول الكوميسا (ريا)، إن انعقاد المنتدى في دبي بشكل سنوي يشكل دفعة قوية على طريق ترسيخ العلاقات التجارية والاقتصادية بين أفريقيا والإمارات، فضلا عن تعزيز التعاون بين التكتلات الأفريقية المختلفة وبناء قاعدة دائمة للحوار المشترك وصولا لتناغم أكبر في طريق التغلب على التحديات التي تواجه التنمية في أفريقيا.
واعتبرت سلامة أن استضافة دبي للمنتدى سنويا من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للقارة الأفريقية على العالم، نظرا للمكانة المحورية التي تتمتع بها دبي كمركز إقليمي وعالمي للتجارة والأعمال، فضلا عن كونها حلقة وصل وجسرا نموذجيا لربط أفريقيا مع العالم عبر شبكة واسعة من خطوط الطيران والموانئ العالمية.
التعاون المشترك
وشهدت فعاليات اليوم الثاني والأخير للمنتدى جلسات نقاشٍ حول الخدمات المالية والزراعة والخدمات اللوجستية والتجارة بمشاركة مجموعة من المتحدثين ورجال الأعمال الإماراتيين والأفارقة الذين عرضوا رؤاهم لسبل تعزيز التعاون المشترك في القطاعات الواعدة.
وقال خميس جمعة بوعميم، رئيس الأحواض الجافة العالمية والملاحة العالمية إن أحواض دبي الجافة ترتبط بشراكة مع مجموعة باتارم البحرية الأندونيسية، معرباً عن رغبته بتأسيس شراكات جديدة في افريقيا لما تمتلكه القارة من فرص واعدة، خصوصا مع اعتماد الحكومات ميزانيات جديدة للبنى التحتية والثروات النفطية الهائلة في القارة.
وأوضح أن خبرات دبي في مجال الخدمات اللوجستية متقدمة جدا وتشمل إدارة الموانئ والتدريب ونقل المعرفة، مشدداً على أهمية النقل البحري لنمو التجارة الدولية وضرورة توحيد جهود القطاعين العام والخاص في هذا المجال.
بدورها، قالت معالي أميليا كيامبادي، وزيرة التجارة والصناعة والتعاونيات في أوغندا، ورئيس مجلس وزراء تجمع الكوميسا، إن رواد الأعمال الأفارقة الشباب بدأوا بقيادة مستقبل القارة، وباتوا بحاجةٍ إلى التفاعل والتواصل مع الآخرين لتحقيق النجاح.
وشدد الدكتور محمد إبراهيم مؤسس مؤسسة محمد إبراهيم في السودان على أهمية تسهيل تدفق رأس المال والبضائع والأشخاص إلى القارة، معتبراً أنه بعد الاندماج الاقتصادي، ينبغي على القارة الأفريقية التركيز على تحسين بنيتها التحتية ومعالجة مسائل احتياجاتها من الطاقة.
350 رحلة إلى 23 وجهة
ن جانبه، أكد جون لوك جريليه، نائب رئيس أول طيران الإمارات للعمليات التجارية لمنطقة افريقيا أهمية قطاع الطيران في اقتصاد دبي الذي يمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي، متوقعا ارتفاع هذه النسبة إلى 30% مع حلول عام 2020، مضيفا أن القطاع يوفر 120 ألف وظيفية فيما توظف طيران الإمارات 6800 وظيفة.
ولفت إلى أن طيران الإمارات تسير 350 رحلة أسبوعياً إلى 23 وجهة في أفريقيا 19 منها لنقل الركاب و4 للشحن.
وطالب بضرورة استفادة افريقيا من تجارب دبي بعدم فرض رسوم لتأشيرة الترانزيت وتقديم طلبات التأشيرة إلكترونياً.
وفي جلسة النقاش حول القطاع اللوجيستي، كشف اندرس سباره، رئيس مجلس إدارة هندوجا الهندية والمصنعة لباصات آشوك ليلند في رأس الخيمة أن المصنع يصدر إنتاجه إلى 27 سوقا افريقية مع توجه للتوسع في افريقيا من خلال مصنعين لهياكل الباصات في نيجيريا وكينيا ما يخلق فرص وظيفية محليا في افريقيا.
من جهة أخرى أكد جون نجومي، المدير الأول لبنك ستاندرد الكيني قدرات القارة العالية للتمويل لكن المشكلة تكمن في ضعف الإمكانات لإنجاز العمليات المصرفية، مطالبا بالاستفادة من خبرات دبي في تطوير المطارات والمشاريع اللوجستية في وقت تخطى سكان القارة المليار شخص مع إمكانية تصدير 70% من الغذاء إلى الخارج.
وأضح سوريش شاتورفيدي، رئيس مجلس إدارة مجموعة تحالف البنى التحتية لما رواء البحار الهندية أن تكلفة النقل في القارة الإفريقية تزيد بنسبة 22% عن المعدل العالمي مما يحتم ضرورة اعتماد نظام نقل متكامل، للحد من إتلاف العديد من المحاصيل الذراعية بالإضافة إلى ارتفاع أجور النقل في افريقيا والتي تتجاوز ضعف تكلفة النقل من دبي إلى افريقيا.
الصيرفة الإسلامية
وفي جلسة حول التمويل والصيرفة الإسلامية، عرض اسعد عزيز احمد العضو المنتدب للبنك الأفريقي الخليجي تطور التمويل الإسلامي في افريقيا وكينيا تحديدا حيث من المتوقع أن يشهد القطاع نموا بين 40-50% خلال السنوات الخمس المقبلة مدعوما بمشاركة خليجية قوية، مشيراً إلى أن 4 بنوك إماراتية تدرس التوسع خارجيا بما فيها السوق الأفريقية.
وفي الجلسة النقاشية حول قطاع الزراعة، اكد متحدثون وجود فرصٍ هائلة في القطاع الزراعي، خصوصا مع وجود أكثر من 44 مليون هكتار صالح للزراعة يستغل أقل من الثلث منه حالياً، في حين ذكر تقرير للبنك الدولي ضرورة نمو قطاع الزراعة في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى ليصل إلى حجم تريليون دولار مما يساعد على خلق ملايين الوظائف.
وشهد المنتدى توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الأعمال لدول الكوميسا واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية نصت على تعزيز التكامل الإقليمي والتعاون المشترك في مجالات الترويج للتجارة وتنمية وتطوير القطاع الخاص.
«غرفة دبي» تطلق منصة تجارية إلكترونية
دبي (الاتحاد) - أطلقت غرفة تجارة وصناعة دبي بالشراكة مع منصة علي بابا الإلكترونية، منصة إلكترونية لمساعدة أعضائها على دخول عالم التجارة الإلكترونية، على هامش فعاليات المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2013 الذي اختتم أعماله في دبي أمس.
وتساعد هذه المبادرة الجديدة الشركات والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على إجراء التبادلات التجارية بسهولة ويسر بالإضافة إلى تعزيز دور إمارة دبي كبوابة متقدمة للتجارة الإلكترونية من وإلى القارة الأفريقية، بحسب بيان صحفي أمس.
وقال عبد الرحمن سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي إن المنصة التجارية الإلكترونية الجديدة توفر فرصاً لأعضاء الغرفة دبي لممارسة أنشطتهم التجارية مع شريحة واسعة من العملاء العالميين، مشيراً إلى أن الإمارة تعتبر المركز التجاري الأبرز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبوابتها للتجارة مع أسواق العالم والقارة السمراء.
وأضاف أن هذه المبادرة الجديدة تضاف إلى سلسلة من المبادرات التي توفرها الغرفة لأعضائها، معتبراً أن إطلاق المنصة الإلكترونية على هامش المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال يوفر إطاراً واسعاً للخدمة ويعكس الدور المتنامي لدبي في مجال تقديم الخدمات الإلكترونية.
وأوضح: “للمرة الأولى، توفر غرفة دبي من خلال هذه المنصة الإلكترونية الفرصة للشركات في المنطقة لاستكشاف آفاق فرصٍ جديدة في أسواقٍ مختلفة، وتتيح لها الفرصة لعرض وبيع بضائعهم وخدماتهم للشركات العالمية وهو توجهٌ جديد للغرفة يفتح أبوابا واسعة نحو أسواق واعدة لأعضائنا”.
ويمتلك موقع علي بابا 36 مليون مستخدم مسجل من أكثر من 240 دولة ويعرض بضائع لحوالي 2.8 مليون مورد وعارض.
بدوره قال مايكل لي، مدير التطوير الدولي للأعمال والتسويق في موقع علي بابا: “نؤمن بمستقبلٍ قوي للتجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث إن دبي تتصدر في اعتماد تقنيات وتوجهات جديدة للتجارة العالمية. نحن يسعدنا العمل مع غرفة دبي وتوفير منصتنا التجارية الإلكترونية المرموقة لأعضاء غرفة دبي، مما يوفر لهم الفرصة للتجارة مع كافة أنحاء العالم”.
ويمكن لأعضاء غرفة دبي الإطلاع من خلال المنصة على ألبوم إلكتروني للمنتجات مجاناً مما يعطي العارضين فرصةً لإبراز منتجاتهم، ومساعدتهم على إدارة تجارتهم أينما تواجدوا حول العالم. وتوفر المنصة لائحة وناديا للبائعين الموثوق منهم مما يسهل على أعضاء الغرفة التواصل وممارسة الأعمال والنمو في عالم التجارة الإلكترونية على المديين المتوسط والبعيد.
وتوفر المنصة التجارية الإلكترونية فوائد عديدة للشركات ومنها التعرض المتزايد لعملاء عالميين، وإتاحة الفرصة لهم ليكونوا جزءاً من مجموعة تواصل ديناميكية تساعدهم على تبادل الخبرات والمعلومات والاستفادة من فرص الأعمال.
عدد اليوم
