الأزمة المالية تضرب أسواق الآلات الثقيلة

توقعت دراسة أن تسجل صناعة الآلات الثقيلة المستخدمة في الأشغال العامة والبناء تراجعاً كبيراً في أميركا الشمالية وأوروبا· ومن المنتظر أن تنخفض المبيعات السنوية للآلات المستخدمة في البناء بمعدل 24 بالمئة خلال العام الجاري، و21 بالمئة خلال العام المقبل وفقاً لتنبؤات مدعومة بحقائق تتعلق بتغيرات الأسواق أعلنت عنها شركة (أوف هاي واي ريسيرتش) الاستشارية البريطانية· ويبلغ الانخفاض المتوقع بمبيعات آلات البناء الثقيلة في أوروبا الغربية 21 بالمئة للعام الجاري، و10 بالمئة العام المقبل· وأشار دافيد فيليب المدير الإداري لشركة (أوف هاي واي ريسيرتش) إلى أن المديرين التنفيذيين لشركات تصنيع هذه الآلات أصبحوا يكثرون من التعبير عن القلق العميق إزاء التوقعات المتعلقة بمبيعاتهم خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة كنتيجة للتباطؤ الذي يخيّم على الاقتصاد العالمي· ويتحمل قطاع إنتاج آلات البناء كالبلدوزرات والحفارات وسيور التحميل والتفريغ، العبء الأكبر من تراجع المبيعات بسبب أزمة الرهن العقاري والصعوبات الكبيرة التي تواجه أصحاب المشاريع العمرانية أثناء سعيهم للحصول على القروض الخاصة بشراء الآلات· وبلغ مجمل المبيعات العالمية من آلات البناء الثقيلة العام الماضي 99 مليار دولار· وكانت هذه الصناعة المهمة قد سجلت نمواً قوياً منذ عام 2002 مدفوعة بظروف اقتصادية مثالية كانت تسود الدول المتطورة بالإضافة للطلب الكبير عليها في دول الاقتصادات الناشئة وخاصة الصين والهند· والآن، يعاني كبار بناة آلات هذه الآلات من ضعف كبير في الطلب· ومن أشهر الشركات المصنّعة لهذه الآلات: (كاتربيلار) الأميركية التي ينتظر أن تعلن عن أدائها عن الربع الثالث من العام الجاري خلال الأيام القليلة المقبلة، وشركة (كوماتسو) اليابانية، و(جي سي بي) البريطانية، و(فولفو) السويدية، و(لايبهير) السويدية·؛ وهي الشركات التي تتقاسم معظم العوائد السوقية العالمية لهذه الصناعة· وقال فيليب إن الشركات اليابانية سوف تعاني من تراجع كبير في المبيعات يبلغ 10 بالمئة عن العام الحالي و20 بالمئة العام المقبل· وبالرغم من هذه الأخبار غير الطيبة التي تتوارد من دون انقطاع على بناة الآلات الثقيلة ومن مختلف الأسواق العالمية، إلا أن الطلب الصيني والهندي عليها مثّل استثناء مهماً ولكنه غير كاف لاستمرارها في الأداء· وتشير توقعات شركة (أوف هاي واي ريسيرتش) إلى أن المبيعات العالمية من آلات البناء سوف تنخفض بمعدل 14 بالمئة سنوياً خلال العامين المقبلين حتى تصل إلى 73,2 مليار دولار عام ·2009 ويفضل فيليب إجراء مقارنة بين أداء هذه الشركات قبل بضع سنوات وأدائها الراهن فيقول: (بين عامي 2002 و2007 ، ارتفعت المبيعات العالمية من هذه الآلات بمعدل يقارب الثلاث مرات· كما شهدت خلال العامين الماضيين ارتفاعاً كبيراً، إلا أن التطورات الراهنة تثبت أن هذه الطفرة كانت تفتقد إلى عنصر الاستدامة)· وتشير التقارير إلى أن وكلاء بيع الآلات الثقيلة للبناء في العالم باتوا يشتكون من تكدّس المخزون غير المباع منها؛ وهم يتعرضون الآن إلى ضغوط زمنية تدفعهم إلى بيع آلاتهم بأسعار منخفضة· ونتيجة لذلك، سوف يعاني معظم موزعيها وخاصة منهم الصغار، من عجز مالي؛ وقد يؤدي ذلك إلى خروج أعداد كبيرة منهم من الأسواق· عن ''فاينانشيال تايمز''