الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بوادر انتعاش بقطاع الحديد الأوروبي بعد سنوات من الركود

بوادر انتعاش بقطاع الحديد الأوروبي بعد سنوات من الركود
15 مايو 2014 22:41
ترجمة: حسونة الطيب تعرض قطاع الحديد في أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية لمعاناة كبيرة، نتيجة لتراجع طلب القارة، بيد أن بعض بوادر الانتعاش بدأت تلوح في الأفق في قطاع يعتبر بمثابة المقياس لأداء الاقتصاد الأوروبي عموماً. وبعد عمليات إغلاق متفرقة إبان الأزمة لمواءمة شح الطلب، بدأت بعض المصانع مثل أرسيلور ميتال الفرنسية، أكبر شركة للحديد في العالم، تعمل بكامل سعتها الإنتاجية. ومن المتوقع أن يناهز إنتاج المصنع من الحديد خلال العام الحالي، 6,6 مليون طن متري، أي بزيادة 5% عن العام الماضي. وارتفع طلب عملاء المصنع خاصة شركات صناعة السيارات التي تشتري نصف الإنتاج، نسبة لارتفاع وتيرة الطلب في مصانعها. وبسعتها الإنتاجية السنوية من خام الحديد البالغة نحو 94 مليون طن، تعمل أرسيلور ميتال، على إنتاج 25 من حديد أوروبا. وفي حالة انتعاش نشاط الحديد في القارة، ربما تشهد الأرباح زيادة في شركات أخرى بجانب أرسيلور مثل، منافساتها ثايسين جروب الألمانية وفويستالباين النمساوية. ويكمُن السؤال الكبير فيما إذا كان الطلب كافياً لممارسة هذه الشركات لكامل نشاطها. وقللت الشركات التجارية طلب الحديد بنحو 30%، بالمقارنة مع فترة الانتعاش في 2007، في وقت تقلصت فيه القوة العاملة في القطاع بنسبة قدرها 16% منذ بدء الأزمة إلى نحو 350 ألف وظيفة. ويتوقع بعض الخبراء، أنه وبمجرد استقرار اقتصاد أوروبا، يبدأ طلب الحديد المستخدم بصورة واسعة في البناء والصناعة، في الارتفاع التدريجي، إلا أنهم لا يتوقعون حدوث طفرة. وتشكل الأزمة الأوكرانية حيث يقع واحد من مصانع شركة أرسيلور الكبيرة، نوعاً من القلق للشركة والقطاع. لكن ونسبة إلى أن أوكرانيا وروسيا، تمثلان أسواقاً صغيرة لمصانع الحديد في غرب أوروبا، ينبع قلق القطاع فيما إذا كانت شركات غرب أوروبا ستتجه لزيادة استثماراتها ويزيد المستهلك من معدل شراء السيارات والثلاجات والغسالات، بجانب عودة نشاط الإنشاءات. ويُذكر أن طلب الشركات التي تعمل في صناعة الأجهزة المنزلية والسيارات، آخذ في الزيادة، لكن يبقى قطاع البناء والإنشاءات الذي يشكل 35% من استهلاك الحديد في أوروبا، على بطئه. وما زالت بلدان مثل إسبانيا وإيطاليا، التي اعتمدت طفراتها الاقتصادية الأولى على عمليات البناء والتعمير، تواجه المشاكل. كما أن الحكومات التي تركز على تقليل حجم الدين، لا تنفق كثيراً على إقامة المشاريع الكبيرة. ويرى جيان كريستوف، المدير التنفيذي لشركة باكاسير الفرنسية التي تعمل في صناعة وتوزيع حديد ومعدات البناء، والتي تخطط لشراء نحو 70 ألفا من الحديد من أرسيلور هذا العام، أن السوق الفرنسي سيظل على حاله خلال العام الحالي، لكن ربما يتحسن في العام المقبل. وسعت شركات صناعة الحديد لزيادة معقولة في الأسعار بنحو 4% إلى 470 يورو للطن المتري (650 دولار)، لكنها تواجه بعض الصعوبات في تثبيتها. وأكدت بعض الشركات المنافسة لأرسيلور، أن الحاجة لا تزال قائمة لخفض المزيد من إنتاج الحديد في الوقت الراهن. وقدر وولفجانج أدر، مدير شركة فويستالباين ثالث أكبر شركة للحديد في أوروبا، أن قطاع الحديد الأوروبي أهدر نحو 10 ملايين طن متري من خام الحديد منذ الأزمة المالية، لكنه في حاجة للتخلص من 25 مليون طن إضافية من سعته للحيلولة دون تراجع الأسعار. لكن إغلاق المصانع في أوروبا ليس بالعملية السهلة كما تؤكد تجربة أرسيلور. ويعود جزء من الأسباب التي جعلت نشاط الشركة مستمراً، إغلاقها لبعض العمليات في فرنسا وبلجيكا. كما أن إغلاق جزء من نشاطها في فرنسا بجانب فقدان نحو 600 وظيفة، هدد بتأميم الشركة من قبل حكومة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في 2012. وبقرارها وقف الخسائر المستمرة، عمدت الشركة إلى توحيد إنتاج خام الحديد الذي يمثل نشاطها الرئيسي في عدد من المواقع. وانعكس الركود الاقتصادي الذي استمر لفترة من الوقت في أوروبا، سلباً على أرسيلور التي يجيء 40% من إنتاجها من هذه القارة. وبلغت خسائر الشركة في أوروبا نحو 933 مليون دولار من جملة عائدات قدرها 27 مليار دولار في العام الماضي، في حين حققت أرباحا بنحو 852 مليون دولار في أميركا. وأكد المدير التنفيذي للشركة لاكشيمي ميتال، أنه عمل على خفض نحو مليار دولار من تكاليف عملياتها في أوروبا، الخطوة التي من المنتظر أن تقود إلى تحقيق الأرباح. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب الأوروبي بنحو 2%، مقارنة بنمو مرجح قدره 4% في أميركا. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©