السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأم اللبنانية تتحدى الخوف وترفع شعار «خبز وعلم وحرية»

الأم اللبنانية تتحدى الخوف وترفع شعار «خبز وعلم وحرية»
6 مايو 2011 21:12
يبدو أن الأم اللبنانية قررت الالتحاق بالمسيرة الثورية التي بدأتها نظيراتها في تونس ومصر وليبيا وسوريا، تحت شعار مستقبل أفضل لأبنائنا، بعيداً عن قلق الماضي والحاضر والخوف من المستقبل. وبالطبع تشكل الحرب الأهلية والاحتكاكات الطائفية أهم الهواجس التي تمر ببال الأم اللبنانية والتي قد تدفعها إلى تشجيع أبنائها للسفر إلى الخارج حفاظا عليهم، الشيء الذي ترجعه كل الأمهات المشاركات في التظاهرة إلى تفشي الطائفية في شرايين المجتمع اللبناني، حتى أصبحت مرضاً يجب التخلص منه. من هنا جاءت مشاركتهن في تلك التظاهرة الكبرى رفضاً للطائفية التي مزقت المجتمع اللبناني. نبذ الطائفية وفي هذا الصدد تقول إحدى مؤسسات جمعية «ممكن» غادة فغالي إن دعوة الأمهات للمشاركة في هذه المظاهرة هدفها المطالبة بنبذ الطائفية، والبدء ببناء نظام مدني يساوي بين المواطنين تحقيقاً للعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. وأعتقد أن الأم اللبنانية هي أول المعنيين في المجتمع اللبناني للمطالبة بهذا كله بعد أن استشهد بعض أبنائها في الحروب ثم خسرت البعض الآخر بسبب البطالة والهجرة، كما أن نزول الأم اللبنانية إلى الشارع يأتي احتجاجا على الفساد المتفشي وسياسات اقتصادية أبعدت الشباب عن أوطانهم ورفضا للنظام الطائفي الذي جعل منهم أبناء الغربة». وخلصت فغالي إلى أن الخوف لا يجب أن يراود الأم اللبنانية بعد اليوم، لأنها وضعت نفسها على سكة التغيير. شعارات عديدة رفعتها الأمهات اللبنانيات في المظاهرة منها «خبز وعلم وحرية»، «الشعب يريد إسقاط الطائفية»، «الأمهات يردن نظاما لا يولد الحروب»، «الحق بالتعلم في المدارس الرسمية والجامعة الوطنية اللبنانية»، «قانون مدني موحد للأحوال الشخصية»، «حق المرأة اللبنانية إعطاء جنسيتها لأولادها»، وإقرار «قانون الشيخوخة»، و»الحق بالسكن»، والبدء بالعمل على «اقتصاد وطني منتج». تخطي الأزمات وأيضاً طالبت الأم اللبنانية بمنح الجنسية لأبنائها من زوجها الأجنبي، وذلك رغبة منها في تخطي الكثير من المصاعب والأزمات التي تواجهها بسبب هذه المعضلة من ناحية تجديد الإقامات والتعليم والطبابة وغيرها من الأمور الحياتية. كما طالبن برفض الطائفية، وإقامة مجتمع مدني يكرس العدالة الاجتماعية، لأن هذا كله يساعدها في إبعاد أبنائها عن شبح الغربة. وتقول أحد الأمهات: «نحلم بوطن يمنحنا حقوقنا دون أي تمييز، حتى يكون انتماؤنا لأرضنا وليس للطائفة. أتمنى أن يصنع أولادي وطناً يحترم قيمة الإنسان ويعلي من شأنه ليس لأنه محسوب على هذا الزعيم أو ذاك بل لأنه متميز في مضماره العملي ومكانته العلمية. أحلم بوطن لا مكان فيه للمحسوبية التي همشت الكثير من اللبنانيين وجعلتهم يهربون نحو الخارج طمعا بحياة كريمة ومستقبل أفضل».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©