إقبال الأميركيين على شراء التلفزيونات يتراجع للمرة الأولى منذ عقدين

أفاد تقرير لمؤسسة نيلسن نُشر مؤخراً في جريدة “نيويورك تايمز” أن عدد الأسر الأميركية التي تمتلك تلفزيوناً سجل انخفاضاً لأول مرة منذ سنة 1992. وأوضح التقرير أن عدد التلفزيونات المنزلية سينخفض من 115,9 مليون تلفزيون المسجلة في العام الجاري 2011 إلى 114,7 مليون تلفزيون سنة 2012. وأوعزت نيلسن هذا التراجع إلى عاملين أساسيين، أولهما تراجع القدرة الشرائية لفئات عريضة من المجتمع الأميركي لم تعد تسمح عوائدها المادية باقتناء جهاز تلفزيون رقمي تكلفته تُضاعف بكثير تكلفة أجهزة التلفزيون السابقة، العامل الثاني يتمثل في تراجع دَور التلفزيون كجهاز مهم في البيت كان يتحلق حوله بالأمس القريب كل أفراد الأسرة إلى جهاز بدأ التهميش يطاله بسبب اتجاه الأميركيين أكثر فأكثر إلى استخدام حواسيبهم الشخصية وكمبيوتراتهم اللوحية وغيرها من الوسائط المتعددة الذكية. وقد يكون من المبكر القول بأن أجهزة التلفزيون تشهد بداية نهايتها أو أنها على وشك الأفول - يشير تقرير نيلسن- خصوصاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يتراجع فيها الإقبال على أجهزة التلفزيون، إذ شهدت الولايات المتحدة تراجُعاً مماثلاً سنة 1992، لكنه لم يدم طويلاً، بل استعاد التلفزيون مكانته في قلب البيوت الأميركية في العام التالي 1993. غير أن هذا لا يمنع من القول بأن التوجهات الاستهلاكية الأميركية تتغير، إذ أضحى غالبية الناس يفضلون مشاهدة محتويات فيديو على أكثر من وسيط واحد. ويعتبر تقرير نيلسن أنه ينبغي مواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع تصنيع الوسائط المتعددة الذكية وإعادة تعريف مصطلح “التلفزيون المنزلي” ليشمل الأجهزة التي تُعرض فيها محتويات الفيديو الرقمي. وأشارت مؤسسة نيلسن في ختام التقرير الى أنها تُحاول تحديد ما إذا كان هذا التراجع يعود بالأساس إلى الحالة الاقتصادية للمجتمع الأميركي، أم إلى تغير في أنماط السلوك الاستهلاكي تماشياً مع تغير أنماط الإنتاج الإلكتروني. عن “واشنطن بوست”