مقاهي المباني السكنية معضلة تنتظر الحل

قررت بلدية دبي إقفال مقاهي الشيشة المخالفة وغير الملتزمة بالشروط التخطيطية والصحية التي وضعتها إدارة الصحة والسلامة بالبلدية، وسيبدأ التنفيذ في مطلع العام المقبل· وهي مبادرة طيبة كنّا ننتظرها جميعا بفارغ الصبر· نحن سكان مدينة أبوظبي نعاني من هذه المعضلة ايضا، وبشكل كبير والتي تنجم عنها آثار سلبية كثيرة، وبخاصة المنتشرة بالمناطق المزدحمة والمكتظة بالسكان مثل منطقة النادي السياحي ومنطقة الخالدية، ومنطقة شارع المرور، حيث أننا نرى مشهداً موحداً فيها، وهو السحب المتصاعدة من أسفل المباني السكنية والمنبعثة من مرتاديها، وكأنها أعمدة دخانية متناثرة تجتاح الشقق السكنية كموجة قاتلة، فيستنشقها الجميع بما فيهم الكاهل والطفل والأم الحامل· إن هذا المشهد ينافي تماما المظهر الحضاري لمدينة أبوظبي التي نعتز بها· وليس هذا فحسب فلم يكتف أصحاب هذه المقاهي ومرتاديها بتسميم وتلويث هواءنا، وإنما يقومون بتعريضنا لخطر الحريق (نسأل الله لنا ولكم اللطف)، ففي أسفل كل بناية مجاورة للمقهى توجد مروحة كهربائية تدفع بتيار هواء شديد موجه لموقد الفحم التابعة للمقهى، مما يؤدي إلى انبعاث شرارات نارية مخيفة من الموقد، تدعو للريبة عند مشاهدتها والقرب منها· تكمن الخطورة في تواجد ''مشروع الحريق المؤجل'' هذا، في زقاق بين بنايتين على مقربة من الأسلاك الكهربائية والسيارات التي هي مصدر أساسي من مصادر الأشتعال، دون توفير أي من وسائل الأمان والسلامة· ورأيت بنفسي مدى الرعب الذي يشعر به السكان، خوفا على أنفسهم وعلى أولادهم عند المرور بجانب الموقد· أيعقل !! إنهم لم يفكروا في عواقب كل ذلك ؟! ناهيك عن المضايقات التي يتسبب فيها مرتادوا المقاهي للعوائل القاطنة حول المقاهي، والتي لا تقتصر فقط على الإزعاج والأصوات العالية، وإنما تساهم في تفاقم مشكلة تعاني منها شوارع أبوظبي وهي نقص المواقف، حيث يتنافس مرتادوا المقاهي على صف سياراتهم في المنطقة خلال الفترة الممتدة من العصر إلى ما بعد منتصف الليل، أما نحن السكان فعلينا أن نبحث بعيدا عن مواقف لسياراتنا· وغالبنا لا نجد أماكن فنتعرض للمخالفات المرورية· ومن هذا المنبر أناشد بلدية أبوظبي أن تجد حلا للمشاكل التي تسببها المقاهي التي تنفث سمومها في المباني السكنية· أمنية بن شهاب -أبوظبي