«ديل» تكثف نشاطها بعيداً عن قطاع أجهزة الكمبيوتر

يعكف مايكل ديل، الرئيس التنفيذي لشركة ديل، على تنويع نشاط شركته في غير المجال الذي طالما اشتهرت به، وهو قطاع أجهزة الكمبيوتر الشخصية، في مسعاه الجاد إلى استعادة شركته مكانتها المرموقة. وينشغل مايكل، البالغ من العمر 46 عاماً، في استحداث تقنيات نظم التخزين والأمن، التي في مقدور ديل بيعها للشركات، بحيث تقلل اعتمادها على بيع أجهزة الكمبيوتر المكتبية (ديسكتوب) والمحمولة (لابتوب) التي لا تحقق سوى هوامش ربح محدودة. وقامت ديل عام 2009 بشراء شركة تقديم الخدمات “بيروث سيستمز كورب”، مقابل 3,9 مليار دولار عام 2009. وفي العام الماضي خسرت ديل عرض شرائها شركة ثري بار أمام منافستها هيوليت - باكارد غير أنها تمكنت بعد ذلك من الاستحواذ على شركة تخزين بيانات أخرى هي “كومبلنت تكنولوجيز إنك”، مقابل 960 مليون دولار. وعقب بضع سنوات صعبة نجحت ديل المتمركزة في راوند روك بولاية تكساس في تحسين نتائجها مؤخراً. وقامت الشركة بترسيخ نشاطها في قطاع أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وحققت بعض التقدم في قطاع الهواتف الذكية، وأطلقت سلسلة من أجهزة الكمبيوتر اللوحية “تابليت” تسمى ستريك Streak. بذلك ارتفع سهم ديل بنسبة تقارب 35 في المئة منذ عاد مايكل ديل رئيساً تنفيذياً لها عام 2007. وفي السنة المالية المنتهية في يناير سجلت ديل إيرادات بلغت 61,5 مليار دولار، ودخلا صافياً بلغ 2,6 مليار دولار، بزيادة من 52,9 مليار دولار، و1,4 مليار دولار على الترتيب عن السنة التي سبقتها. لا يزال مايكل ديل، الذي أسس ديل من غرفة مبيته بالجامعة عام 1984، متمسكاً بمبادئه وثقته. حيث أنفق مئة مليون دولار في شهر ديسمبر الماضي ليزيد حصته في الشركة. وقال مايكل ديل إن ما أبهره، خلال السنوات الأربع الماضية، منذ عودته كرئيس تنفيذي، هو التطور السريع للكمبيوتر اللوحي، وما أضيف عليه من مستجدات. وأضاف مايكل أن صناعة التكنولوجيا في نمو دائم، وأن الدليل على ذلك أن المستخدم الواحد لديه هاتف ذكي وكمبيوتر شخصي، وبالإضافة إليهما يحصل حالياً على كمبيوتر لوحي. وأشاد مايكل بالنجاح الذي حققته آبل مع هاتفها الذكي آي فون. كما أشاد أيضاً ببرامج سوفتوير أندرويد، وبالدور الذي تلعبه ديل فيما يخص كمبيوترات أندرويد اللوحية. ولا يتوقع مايكل لألواح أندرويد أن تسبق آي باد (من آبل) قريباً، ولكنه لا يستبعد حدوث ذلك مستقبلاً، وضرب مثلاً بهواتف أندرويد التي تفوق هواتف آي فون عدداً في الوقت الراهن، بعد أن كانت نكرة منذ 18 شهراً فقط. ويرى مايكل أن ديل بدأت كشركة منتجات ثم تطورت إلى شركة تقدم أيضاً الخدمات والحلول في مجالات تكنولوجيا المعلومات كافة لمختلف الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في جميع أنحاء العالم. يتصور العديد من الناس أن ديل عبارة عن شركة يقتصر نشاطها على إنتاج أجهزة الكمبيوتر الشخصية للمستهلكين، وهو الأمر الذي ينكره مايكل. إذ أن ثلثي أرباح ديل لا تأتي من أجهزة الكمبيوتر الشخصي. أما الثلث المتبقي الخاص بأجهزة الكمبيوتر غالبيته العظمى ليست استهلاكية. وقال مايكل إن الشركة سجلت في ربع السنة الماضي ربحاً متواضعاً في قطاع المستهلك، وأنه من المنتظر أن تسجل ربحاً متواضعاً أيضاً هذا العام في الوقت الذي تستثمر بكثافة في منتجاتها. غير أن جهود شركة ديل الرئيسية ستظل في مجالات حلول الشركات وخدماتها ومراكز بياناتها وتخزين البيانات والهيكلة الافتراضية والأمن. وذكر مايكل أن جميع الشركات التي استحوذت عليها ديل في السنوات الأربع الماضية متخصصة في هذه المجالات. وقال مايكل إن قيمة شركة ديل السوقية بلغت 61 مليار دولار، بفضل الاستثمار العضوي في المقام الأول، ثم الاستثمار غير العضوي، والشراكات، وأن ربحية الشركة زادت بفضل استراتيجية الاستحواذ والاندماج الناجحة التي وضعتها الشركة. وأوضح مايكل أن شركة ديل لا تدرس أبداً موضوع فصل نشاط الكمبيوترات الشخصية عن الشركة. كما أضاف أن شركة ديل تساعد عملاءها في بناء البنية الأساسية التي تمكنهم من تقديم عروض حوسبة سحابية، وأن الشركة تقدم عروض حوسبة سحابية أكثر أمناً وأكثر وفاءً بمتطلبات كبرى المؤسسات الاقتصادية، وأن هذه العروض غير موجهة للشركات المبتدئة أو للمستهلك. وقال مايكل ديل إن الاقتصاد العالمي في سبيله إلى التعافي، وخصوصاً في الدول الصاعدة، وإن القطاع العام تواجهه بعض التحديات لا سيما في الميزانيات المخصصة، وهو الأمر الذي يخلق الفرص لشركات المعلوماتية مثل شركة ديل، لأن توفير المال يقترن في كثير من الأحيان باستخدام مزيد من تكنولوجيا المعلومات. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي