الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تاج محل» يهدد صناعة الزجاج في الهند

«تاج محل» يهدد صناعة الزجاج في الهند
24 يوليو 2017 22:19
فيروز آباد (أ ف ب) ليست المشكلة بالنسبة إلى هانومان براساد غارغ في ارتفاع أسعار مصادر الطاقة أو في المنتجات المقلّدة الرخيصة الثمن، بل إن السبب الفعلي لتدهور صناعة الزجاج الضاربة في القدم هو... تاج محل. منذ عقود عدة، يصنع الحرفيون في فيروز آباد (شمال الهند) أساور زجاجية وغيرها من الإكسسوارات اللازمة لهندام النساء الهنديات. غير أن قرب المنطقة من موقع تاج محل، أشهر المعالم في البلاد بقبته ومناراته على ضفاف نهر يامونا في أغرة الذي تبعد عنه 35 كيلومترا، دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير لمكافحة التلوث أثرت على النموذج الاقتصادي المعتمد. ويقول هانومان براساد غارغ رئيس جمعية صانعي الزجاج في فيروز آباد «إن القطاع برمته يعاني بسبب تاج محل». في نهاية القرن الماضي، أمرت المحكمة العليا في الهند صانعي الزجاج بالتوقف عن استخدام الفحم واعتماد الغاز الأكثر تكلفة، إذ إن الدخان الصادر من مواقدهم يؤدي إلى اصفرار المعلم المصنوع من الرخام الأبيض في عهد سلطنة المغول والمزينة واجهاته بنقوش خطية رفيعة. لكن بعد 20 عاما على اعتماد هذه التدابير، لا يزال التلوث يشوه صورة تاج محل وهو ضريح شيده الإمبراطور شاه جهان تخليدا لذكرى زوجته أدرج على قائمة اليونسكو للتراث. ينحت جعفر أحمد بدقة فائقة عصفورا صغيرا على كتلة زجاج قيد الانصهار، ويقول لوكالة فرانس برس في مشغله «أصنع قطعا زجاجية منذ أن كنت في العاشرة من العمر، وهذه هي الحرفة الوحيدة التي أتقنها، وعائلتي برمتها تعمل في هذا المجال، وقد أغلقت مصانع كبيرة للإكسسوارات الزجاجية وخفضت أخرى من أنشطتها في ظل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي خلال السنوات الأخيرة، ما تسبب بإفلاس أجيال من الزجّاجين. ويقر جعفر «من الصعب الصمود ولم يعد في وسعي إبقاء أطفالي الأربعة في مدارس جيدة، ولا أريد أن أفكر بما سيحدث لهم في حال تعرضت للإفلاس». ولا يكسب الزجّاجون سوى 300 روبية في اليوم الواحد (حوالي 5 دولارات) على الرغم من ظروف العمل الشاقة التي يقاسونها وخطر التعامل مع السيليسيوم المذوب. ويواجه القطاع منافسة من صانعي الأساور البلاستيكية أو المعدنية الأقل تكلفة والأيسر صنعا. وفي العام 2015، شددت دراسة من إعداد باحثين أميركيين وهنود على أضرار الدخان الناجم عن إحراق الفحم وروث الحيوانات والنفايات في مدينة أغرة وضواحيها. واتخذت تدابير جذرية لتخفيض التلوث في محيط تاج محل. وحظر ركن السيارات في الجوار، كما اضطرت عدة مصانع تعمل على الفحم لإغلاق أبوابها أو نقل فروعها. غير أن الاصفرار لا يزال يضرب الضريح الشهير. وبغية إرجاع البياض له، يضع الخبراء الوحل عليه لإزالة الأوساخ، وقد عولجت عدة واجهات ومنارات بهذه الطريقة، ومن المرتقب تطبيقها على القبة عما قريب، لكن في فيروز آباد، يخال للحرفيين أن أيام صنعتهم باتت معدودة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©