الاقتصاد الأميركي يحقق أكبر زيادة في الوظائف

تجاهل القطاع الخاص الأميركي ارتفاع أسعار الطاقة، وأضاف وظائف جديدة في أبريل الماضي بأعلى معدل خلال خمس سنوات، مما يشير إلى قوة كامنة في الاقتصاد رغم ارتفاع معدل البطالة إلى تسعة بالمئة. وقالت وزارة العمل الأميركية أمس، إنه بفضل زيادة وظائف القطاع الخاص التي تضمنت قفزة كبيرة في قطاع التجزئة، ارتفع إجمالي الوظائف غير الزراعية 244 ألف وظيفة، وهي أكبر زيادة في 11 شهرا وتفوق توقعات المحللين بزيادة قدرها 186 ألف وظيفة. وزادت وظائف القطاع الخاص 268 ألفا، وهي أكبر زيادة منذ فبراير 2006 وتمثل كل الوظائف الجديدة التي تم توفيرها الشهر الماضي. وعززت هذه الزيادة التوقعات بأن الانتعاش الاقتصادي سيستعيد سرعته في هذا الربع من العام بعدما تعثر في الأشهر الثلاثة الأولى بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وجاءت البيانات متناقضة مع مؤشرات على تباطؤ سوق العمل. وقال جاري ثاير كبير محللي الاقتصاد الكلي لدى ويلز فارجو ادفايزرز في سانت لويس بولاية ميزوري “نحن نقترب من نقطة نرى عندها نموا مستداما للوظائف. هذا يجلب إيرادات تولد إنفاقا وهو ما يؤدي إلى مزيد من الوظائف كما نأمل”. وأضاف “مازال لدينا كثر من العاطلين. هذا يؤخر الأمر”. وبهذه الزيادة يكون الاقتصاد الأميركي قد خلق وظائف للشهر السابع على التوالي لكن هذه الزيادات أضعف من أن تؤثر على إجمالي عدد الأميركيين العاطلين البالغ 13,7 مليون. وعدلت الوزارة بيانات الشهرين السابقين بزيادة 46 ألف وظيفة على الأرقام السابقة. وارتفع معدل البطالة عن أدنى مستوى في عامين البالغ 8,8 بالمئة. وتأتي قراءة معدل البطالة من مسح آخر للأسر أظهر تراجعا في التوظيف وزيادة طفيفة حجم القوى العاملة. وقد تراجع معدل البطالة نقطة مئوية كاملة منذ نوفمبر وسيعزز هذا الارتفاع الأخير إصرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على الإبقاء على سياسته النقدية الميسرة جدا. ولم يستعد الاقتصاد الأميركي إلا جزءا صغيرا من ثمانية ملايين وظيفة فقدها في مرحلة الركود بين عامي 2007 و2009. ولا بد أن تنمو الوظائف بما بين 250 ألفا و300 ألف وظيفة شهريا لتحقيق تقدم ملموس في خفض البطالة. وكانت تفاصيل تقرير الوظائف لشهر أبريل إيجابية بوجه عام باستثناء التوظيف الحكومي الذي انكمش للشهر السادس على التوالي، حيث فقد 24 ألف وظيفة. وقد تفاعلت الأسواق إيجابياً مع بيانات الوظائف، ففي سوق القطع ارتفع الدولار أمام الين واليورو إلى أعلى مستوى خلال الجلسة بعد أن أظهرت بيانات أمس ارتفاع الوظائف الأميركية بصورة فاقت التوقعات في شهر أبريل. وتراجع اليورو إلى 1,4455 دولار وفقا لبيانات رويترز في تعاملات متقلبة. وسجل في أحدث التعاملات 1,4477 دولار بانخفاض 0,5 بالمئة عن الجلسة السابقة. وارتفع الدولار مقابل الين إلى أعلى مستوى خلال الجلسة عند 80,92 ين وبلغ في أحدث التعاملات 80,78 ين بزيادة 0,8 بالمئة. وفي سوق النفط، واصلت أسعار العقود الآجلة للخام الانتعاش في جلسة تعاملات متقلبة أمس، وصعد سعر خام القياس الأوروبي مزيج برنت 3,10 دولار إلى 113,90 دولار للبرميل بحلول الساعة 14,40 بتوقيت جرينتش متراوحا في نطاق من 105,15 دولار إلى 114,24 دولار للبرميل. وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف 2,15 دولار إلى 101,95 دولار للبرميل متراوحا في نطاق من 94.63 دولار إلى 102,38 دولار للبرميل. وبلغ سعر الذهب في السوق الفورية 1478,49 دولار للأوقية بحلول الساعة 12,38 بتوقيت جرينتش بعدما انخفض إلى أقل من 1478 دولارا بعد صدور البيانات. وكان قد سجل 1471,70 دولار للأوقية في أواخر تعاملات نيويورك أمس الأول. وكان المعدن النفيس قد سجل أمس الأول 1462,40 دولار للأوقية أدنى مستوى منذ 14 أبريل الماضي. وفي سوق الأسهم، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 136,9 نقطة أو 1,9 بالمئة إلى 12722,16 نقطة. وصعد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 14,60 نقطة أو 1,9 بالمئة إلى 1349,70 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 32,7 نقطة أو 1,14 بالمئة إلى 2846,91 نقطة. كما عززت الأسهم الأوروبية مكاسبها، وبحلول الساعة 12,33 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0,6 بالمئة إلى 1137,80 نقطة.