قد تنحرف بعض السلوكيات عن الطريق قليلاً ولكن الحق يظل حقاً، والإنسان مهما غفل عن الخير فلن تقبل فطرته التي فطره الله عليها وعقيدته السليمة إلا أن يكون من القوم الأخيار، لا مجال إلا للتكاتف حتى نعبر هذه الحياة بكل سلام، قد يجدها البعض أحلاماً وردية أو من نسج الخيال، ولكن أن تنسج حب السلام والتسامح خير من أن تفتي بما لا يرضي الله وتخوض فيما ليس له صلة بالإسلام، كن في هذه الحياة نافذة مضيئة تسعى لنشر المحبة والعطاء، كن مثالاً ذا كلمة واحدة لا ترضى القسمة على اثنين، بادر لإصلاح ذاتك وأدبها بما يعود على مجتمعاتنا وأمتنا بالنفع والخير، لا تنتظر أن يحدث التغيير من حولك، بل كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.
ساهم بالقليل ستجده في يومٍ أكثر بكثير، الخير قد يبدأ ببذرة لتكبر وتصبح شجرة مثمرة، لا تبخس الأعمال حقها، بضعة دراهمٍ بنية طيبة قد تحدث تغيراً لا تحدثه أموالٌ ضخمة لا تحمل العمل لوجه الله. الواقع يقول إن يداً واحدة لا تصفق، فكن الوسيط الذي يجمع الأيادي إنْ لم تستطع أن تصفق وحيداً، ولا تنس أن الصدقة لها منافع كبيرة في الدنيا وأجرٌ عظيم عند الله، أن ترسم الابتسامة صدقة، وأن تعطي من مال الله صدقة، فاظفر بالصدقة الجارية حتى تفتح لك باباً من أبواب الخير لا ينقطع مهما طال الزمان.
أطفالنا بحاجة للأمان وكبارنا بحاجة للرعاية ونساؤنا بحاجة للحماية، وأما الفقراء والمساكين وابن السبيل والأيتام والمطلقات والأرامل وكل من يمر بضائقة على هذه الأرض بحاجة إلى أن نتكاتف أجمعين، القادرون منا بأموالهم وأوقاتهم ودعائهم حتى نرتقي بإنسانيتنا لتخالج أرواحنا الطمأنينة والراحة، فلا راحة لمخلوقٍ أناني يعيش على أرض الله دون أن يفكر بهذا وذاك، كن أحد المؤثرين بإيجابية وابحث عما قد تقدمه لمجتمعك، ولا ننسى أن نبني في أبنائنا القيم الحميدة والعقيدة السليمة التي تقود صفحتهم البيضاء إلى مستقبلٍ ناهض متسامح يحكي للعالم قصص إنجازات الماضي ونجاح الحاضر والقادم.
بلقيس فوزي - أبوظبي
عدد اليوم
